إذا انكسر الشعب هذه المرة سأترك لبنان ليس لديّ أيّ طموح سياسي

لا يمكن الحديث عن كرة السلة اللبنانية دون ذكر واحد من أفضل اللاعبين الذين مرّوا على الملاعب المحلية، وهو إيلي مشنتف. قائد منتخب لبنان السابق، والقائد التاريخي لنادي الحكمة لم يترك لبنان ولم يبتعد نهائياً عن اللعبة رغم اعتزاله عام 2008. يعيش مشنتف اليوم هموم اللبنانيين بتفاصيلها كافة، فهو رئيس بلدية عبرا في منطقة صيدا بجنوب لبنان، كما أنه حاضر بين لاعبي كرة السلة في أكاديميته التي أسّسها منذ سنوات في منطقة أنطلياس. إيلي يتابع واقع البلاد، وواقع كرة السلة ويتحسّر. هو عاش العصر الذهبي للعبة، حين كان لبنان واحداً من بين أفضل ثلاثة بلدان على مستوى كرة السلة في آسيا، وحاضراً دائم في نهائيات كأس العالم. «الواقع صعب» يقول مشنتف، ولكن الأمل كبير بالعودة، وبناء بلد على قدر الطموحات.

بدأ إيلي مشنتف مسيرته الاحترافية كلاعب كرة سلة في الدوري القبرصي، قبل أن يعود إلى لبنان في بداية التسعينيات ليلعب مع فريق العمل بكفيا، وينتقل بعدها إلى الحكمة حيث أصبح قائد الفريق عام 1994. حقّق مشنتف الكثير من البطولات محلّياً وقارياً، أهمها كان بطولة آسيا (2000) في بيروت، إضافة إلى بطولة العرب (1998). وقاد مشنتف الحكمة إلى الفوز ببطولة لبنان لستة مواسم متتالية بين 1998 و2004، كما شارك مع منتخب لبنان في بطولة العالم لكرة السلة عام 2002 في إنديانابوليس الأميركية.
يبدو مشنتف قلقاً على واقع كرة السلة اللبنانية، خاصّة في ظلّ الظروف التي يعيشها البلد. في حديث مع «الأخبار» يعتبر قائد الحكمة السابق أن قرار الاتّحاد اللبناني للعبة بتعليق النشاط السلوي هو القرار الطبيعي، خاصة أنّ الأندية تعاني مادياً، ويقول مشنتف: «بعض اللاعبين يتقاضون 25 ألف دولار في الشهر، وأيّ شركة لديها 1000 موظف لا تستطيع الحصول على هذا المبلغ في الشهر من المصارف. في الوضع الذي نعيشه اليوم لا يمكن أن يكون هناك كرة سلة».
يدرك مشنتف جيداً دقّة المرحلة التي يعيشها لبنان خاصة على المستوى الاقتصادي، فيذهب أبعد من ذلك بالقول: «وضع البلد أكبر من أنو نفكر بلعبة الباسكت بول. انشالله يضل في بلد ليضل في اتحاد أو لعبة». ورغم كلّ الظروف لم يفقد مشنتف الأمل فيؤكد «إذا زبط الوضع الاقتصادي، الدوري بيرجع بيمشي». وفي هذا الإطار يعتبر قائد منتخب لبنان السابق أنه يمكن اتّخاذ إجراءات جديدة من أجل استكمال الدوري، ولكنّ العائق هو أن الأمور غير واضحة حتى الآن، ولا أحد يعرف إلى أين تتّجه الأمور.
لا يمكن أن يتحدّث إيلي عن كرة السلة دون العودة إلى الحكمة، هو كان سعيداً بعودة الحكمة أخيراً، ولكن حصل ما حصل. «على نطاق الحكمة، فبعد كلّ المشاكل التي حصلت خلال السنوات الأخيرة تمّ بناء فريق يمكنه الوصول إلى الـ(فاينل 4) على أقل تقدير، ولكن كلّ الفريق خرج الآن، غسان سركيس (مدرّب الفريق) وقّع في السعودية، وخرج أيضاً عدد من اللاعبين الأجانب» يقول مشنتف.
يبدو مشنتف قلقاً على واقع كرة السلة اللبنانية خاصة في ظل الظروف التي يعيشها البلد


أفضل لاعب في آسيا عام 2000 لديه الكثير من علامات الاستفهام حول إدارة اللعبة في لبنان. يعتبر مشنتف أنه يجب إعادة النظر في موضوع أجور اللاعبين اللبنانيين، فيقول: «ليس معقولاً أن في بلد مثل لبنان هناك أندية ترصد 3 أو 4 ملايين دولار سنوياً. هناك فِرق في اليونان ميزانيتها 1.5 مليون أو مليونا دولار، وهي تشارك في بطولة أوروبا (يورو ليغ). الفرق الكبيرة في أوروبا، وبينها أندية من الـ10 الأوائل على مستوى القارّة ترصد ميزانية بين 4 و5 ملايين دولار». لا ينفي مشنتف أن هناك استثناءات خاصة في أندية النخبة التي تصل ميزانياتها إلى 10 ملايين دولار، ولكن برأيه أن كرة السلة اللبنانية لا تستحقّ كلّ هذه الميزانيات الضخمة، خاصة أن المنتخب لم يتمكّن من الوصول إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة في الصين، كذلك لا تقدّم الأندية أيضاً النتائج المطلوبة خارجياً. هنا يصرّ مشنتف على ضرورة وضع استراتيجية جديدة للعبة في لبنان، على أن يتحمّل الجميع مسؤولياتهم انطلاقاً من وزارة الشباب والرياضة وصولاً إلى الاتّحاد والأندية.

علينا البناء من جديد
مشاكل كثيرة شهدتها كرة السلة اللبنانية أخيراً، وأبرزها كان فشل المنتخب بالتأهّل إلى نهائيات كأس العالم. حينها قال الاتّحاد إنه سيجري تحقيقاً في أسباب الفشل وسيحاسب المسؤولين عن الإخفاق، ولكن هذا الأمر لم يحصل، بل اقتصر الحديث على تحميل بعض اللاعبين «أصحاب الرؤوس الحامية» المسؤولية من دون أيّ إضافات. في هذا الإطار يؤكّد مشنتف أن عقلية اللاعبين تغيّرت، ويقول: «في السابق كنا نتمرّن ليلاً نهاراً. الآن يلعبون من أجل وسائل التواصل الاجتماعي، بينما نحن كنا نلعب من أجل قميص المنتخب وقميص النادي. كانت العقلية مختلفة، كنّا نقاتل داخل الملعب». ويضيف «لم نرَ أيّ تحقيق في ما حصل في تصفيات كأس العالم. بالنسبة لي الاتّحاد يستقيل بعد أمر كهذا. كانت لدينا فرصة لنتأهّل إلى الأولمبياد. خسرنا فرصة كبيرة، ولكن للأسف لم يُجرَ أي تحقيق».

(مروان طحطح)

يؤكد مشنتف أن الجيل السابق كان يتحمّل المسؤولية، لذلك نجح في تحقيق البطولات ووصل بعيداً في آسيا. «توقفتُ في سن الـ34. كان يمكنني أن أستمر لسن الـ44 ولكن في الحياة هناك نهاية لكلّ شيء. كان يجب أن أتوقف وأنتقل إلى مكان آخر».
وبالحديث عن المنتخب الذي سيخوض تصفيات آسيا بعد أشهر قليلة، يعتبر أفضل لاعب عربي في ثلاث مناسبات أنه من الأفضل أن يكون هناك جهاز فنيّ أجنبي لا يتدخّل أحد في عمله. «أنا مع المدرّب الأجنبي، لأنه ليس هناك أيّ مدرب لبناني قادراً على إدارة المنتخب حاليّاً. ليس تقليلاً من قيمة أحد، ولكن المدرب الأجنبي يمكن أن يكون قراره أكثر استقلالية، والتدخل بعمله يكون أقل». ويضيف «لدينا مدربون لبنانيّون جيدون، ولكن الدوري واللعبة بحاجة إلى التحسين والتطوير». وحول طريقة اختيار اللاعبين الذين سيمثّلون المنتخب في المرحلة المقبلة يقول مشنتف: «يجب اختيار أفضل 30 لاعباً في لبنان، وإجراء اختبارات لاختيار أفضل 12 من دون أيّ تدخلات». برأي مشنتف يجب أن يتعلّم اللاعبون الالتزام، وأن يقاتلوا من أجل المنتخب.

جيل واعد
يمضي مشنتف وقتاً طويلاً في أكاديميته التي أنشأها منذ سنوات لتعليم كرة السلة. فكرة الأكاديمية أو المدرسة ولدت في أميركا، حين كان مشنتف يقوم بجولات مع زميله وصديقه روني صيقلي. حينها زار مشنتف أكاديمية مايكل جوردان في شيكاغو وكان اسم الأكاديمية (هوبس)، أُعجب بما يقوم به أسطورة كرة السلة الأميركية حينها، فعرض الفكرة على صديقه جاسم قانصو، وهكذا وُلدت الأكاديمية. عمل مشنتف وقانصو لفترة مع بعضهما، قبل أن ينفصلا حبيّاً، ويبدأ مشنتف رحلته في أكاديميته الخاصة التي أعطاها اسم «M13» وهو الحرف الأول من اسم عائلته ورقمه التاريخي مع الحكمة.
تضمّ الأكاديمية اليوم حوالى 300 لاعب، ويقول مشنتف: «هناك جيل جيد في كرة السلة اللبنانية. يجري العمل على صقل هذه المواهب في الأكاديميات. ما ينقصنا هو وجود نظام عام في البلد لاستثمار هذه المواهب ووضعها على الطريق الصحيح». ويؤكد مشنتف أن الرياضة، وكرة السلة تحديداً، تشبه البلد، لذلك يجب أن نعرف «ماذا نريد من لبنان وماذا نريد من الرياضة. هذا البلد يحتاج إلى بُنى تحتية، إيقاف السرقة، ودعم السياحة. لن يكون هناك بلد إذا لم تكن لدينا رؤية للمستقبل. الطاقة والموهبة موجودتان في لبنان، ولكن هذا لا يفيد إذا لم يكن هناك نظام».
ولا يُخفي مشنتف إعجابه بإدارة نادي الرياضي ـ بيروت فهي «قادرة على تحقيق استقرار دائم. وهناك انسجام بين اللاعبين. لديّ احترام كبير لإدارة هذا النادي». ويشدّد مشنتف على أن كرة السلة الحقيقية في لبنان تكون بوجود الحكمة والرياضي في المنافسة، لأنهما أكثر ناديين قادرَين على خلق منافسة جميلة في كرة السلة اللبنانية. وأعرب مشنتف عن إعجابه بصانع ألعاب نادي الرياضي وائل عرقجي، ولاعب نادي الشانفيل الحالي علي حيدر، معتبراً أنهما من الأفضل حالياً على الساحة اللبنانية.

من كرة السلة إلى رئاسة البلدية


منذ اعتزاله اللعب عام 2008 ابتعد إيلي مشنتف نسبياً عن كرة السلة. عاد بعدها في 2013 ليكون رئيساً لنادي الحكمة، ولكن التجربة لم تدُم لفترة طويلة نتيجة مشاكل عدّة أبرزها سياسي. اليوم يقتصر نشاط مشنتف السلّوي على الأكاديمية، فيما يعطي وقتاً وجهداً كبيرَين لرئاسة بلدية عبرا، كما يهتمّ بعمله في أفريقيا الذي بدأه قبل نحو 5 سنوات. يقول مشنتف: «اليوم أنا بعيد عن كرة السلة وهذا شيء لا أحبّه، ولكن للأسف ليس هناك أيّ شيء لأعمل عليه في كرة السلة، لذلك فإنّ عملي مقتصر على الأكاديمية».
بالنسبة إلى رئاسة البلدية فإنّ مشنتف لم يكن يفكر كثيراً بالأمر ويخطّط له، فهو ترشّح بطلب من والده، وبتمنّيات بأن يردّ الجميل لقريته. «أنا بصراحة لم أكن أفكر بالأمر، لدي ّعملي في أفريقيا حالياً وأسافر كثيراً إلى هناك. البلدية هي خيار والدي، فهو طلب منّي الترشّح لرئاسة البلدية في عبرا. أصر عليّ على اعتبار أن علاقتي ممتازة مع الجميع، ولدّي علاقات مع الوزراء والأحزاب. قبلتُ التحدّي، وفزت في الانتخابات. في البداية كان الأمر صعباً أمّا الآن فأنا متحمّس. أصبحت أقرب إلى الناس، أشعر بوجعهم وفقرهم، وأساعد بحسب الإمكانات والصلاحيات. هناك الكثير من المشاريع التي أعمل عليها والتي يمكن أن تساعد الناس والمنطقة. طموحي أن أنشئ مدينة رياضيّة هناك، مع مدرسة لتعليم الرقص وأخرى لتعليم الرياضة» يقول مشنتف في حديثه عن البلدية والعمل العام.
يظهر في حديث لاعب كرة السلة السابق شغفه بالعمل البلدي والإجتماعي، يبدو واضحاً أنه يحب هذا العمل رغم كل ما فيه من تعقيدات، ولكن الأكيد أنه استفاد من تجربته الرياضية، فيقول: «أدرك تماماً كيف يمكن للرياضة أن تؤثر على حياة الناس وخاصة صغار السن. أطمح لتحسين حياة الناس هناك، وتقريب المجتمع من بعضه البعض». «هناك عبرا الضيعة وعبرا الجديدة. عبرا الضيعة يوجد فيها 2000 شخص وفي عبرا الجديدة هناك 30 ألفاً. أنا أعمل من أجل تقريب الناس من بعضهم البعض». ويضيف «أقوم بما يجب أن أقوم به. لديّ الكثير من الأفكار لعبرا والجنوب. قمت بإنشاء مستوصف، وبات لدينا سيارة إسعاف، مع فريق مدرّب من المسعفين حاضر 24 ساعة للحالات الطارئة. الآن نعمل على تأسيس صيدلية لأدوية الأمراض المستعصية، لتقديم أدوية لجميع أهل المنطقة».
تعرض قائد الحكمة التاريخي لحرب كبيرة عندما كان يحاول بناء النادي من جديد عام 2013


لا يخفي مشنتف انتماءه السياسي في السابق، فهو كان قريباً من القوات اللبنانية، ويدرك تماماً أن السياسة تدخل في كلّ مفاصل البلاد، ولكنه يؤكّد أن العمل البلدي يجب أن يكون للجميع من دون تفرقة، كما لا يخفي أنه أصيب بخيبة أمل من السياسة والسياسيين في لبنان. «أنا على مسافة واحدة من الجميع، وأريد مساعدة الجميع ضمن صلاحياتي. لا أثق بالأحزاب وليس هناك أيّ طموح سياسي بعد البلدية. أساساً أنا وصلت إلى هنا من دون أيّ طموح. مستقبلاً إذا طُلبت منّي المساعدة في أيّ مجال لخدمة لبنان فأنا حاضر، ولكني لا أسعى لأي شيء».
الكلام عن السياسة أعاد مشنتف إلى 2013 حين تسلّم نادي الحكمة، وعن الخلافات الكبيرة بين التيار الوطني الحر والقوات حينها، وعدم الاتّفاق على بناء فريق قادر على المنافسة. «حين تسلّمت نادي الحكمة عام 2013، حصل اجتماع بيني وبين ميشال عون (رئيس الجمهورية اللبنانية الحالي)، وتفاجأت بثقافته الواسعة وحضوره في كلّ المواضيع وبطيبته. كان هذا الاجتماع الوحيد معه. للأسف حينها لم يتفقوا على فريق كرة السلة». وتحدّث مشنتف عن لقاءه بأحد قادة الأحزاب حينها، وكان له تأثير كبير في نادي الحكمة، فقال له الأخير: «أنا لا أستطيع السيطرة على شارعي». يقول مشنتف إنه تعرّض لحرب كبيرة عندما كان يحاول بناء نادي الحكمة من جديد، وأن هناك بعض الجهات التي اتّهمته بالسرقة لأنّها كانت هي التي تريد أن تكون في الواجهة. يقول مشنتف بحسرة: «لقد اختلفوا على الجلوس في الصف الأول. اختلفوا على كل شيء».
وحول «الخطاب المسيحي» الذي انتهجه عندما كان في الحكمة يقول مشنتف: «هذا الواقع في لبنان. الرياضي مدعوم من الحريري، المتّحد مدعوم من الصفدي، الهومنتمن مدعوم من الطاشناق... كل فريق في لبنان مدعوم من مرجعية سياسية وإلّا فإنّه لن يعيش. أنا قلت لهم إن هذا الفريق لكم وأنتم ملزمون بأن تقفوا إلى جانبه».
يشدّد مشنتف على أنه يجب أن تتغيّر العقلية لكي يتطوّر البلد، ويقول: «يجب أن نغيّر العقلية. يجب على الشعب اللبناني أن يحبّ نفسه. يجب أن يغيّر نفسه من الداخل قبل أن يفكّر في التغيير من الخارج».



قبل 17 تشرين ليس كما بعده

(مروان طحطح)

يتابع قائد منتخب لبنان السابق التطورات الحاصلة في لبنان الآن، وهو يشارك في التظاهرات في ساحة الشهداء برفقة أولاده، ولكنه بحسب ما يقول لا يحبّ الكاميرا والتصوير، لذلك فإنّ صوره غير منتشرة. ويؤكّد مشنتف «لبنان ليس نفسه قبل 17 تشرين. ما حصل أكّد أن الناس لم يعد بإمكانهم التحمّل، والمسؤولون في هذا البلد باتوا يدركون أن الناس أصبحوا يعرفون كلّ شيء. ما كان يحصل من فساد وسرقة غير مقبول. لم أسمع بيوم أن هناك قضاء غير سليم. المشكلة الأكبر أن هناك فساداً ولا يوجد أي مقومات في البلد. ليس لدينا طرقات، ليس لدينا أي شيء...». ويتابع «أتمنى أن يكون لدينا دولة مدنية. يجب أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب. من سرق 3 و4 مليارات دولار، ماذا يريد الآن؟».
لا يتوقف حديث نجم كرة السلة السابق عند هذا الحدّ بل يضيف بقلق «إذا انكسر الشعب هذه المرة فلن تقوم له قائمة مرة أخرى. حينها سأترك لبنان، ولن أعيش هنا». ويدعو مشنتف الجميع إلى تحمل المسؤولية تجاه بلدهم قائلاً: «أنا فخور بلبنانيتي. وفي كلّ مكان شاركت فيه كنت فخور برفع اسم لبنان. لبنان بلد جميل، ولكن المشكلة هي في الحسد وعدم التعاون. يجب على الجميع أن يتعلم من الناجح، وأن نعمل جميعاً من أجل بناء هذا الوطن».