وصل كتاب قبل أيّام الى وزارة الشباب والرياضة يتضمن إبلاغاً بإقامة انتخابات للجنة الإدارية الجديدة لنادي الأنصار. انتهت ولاية الإدارة الحالية برئاسة نبيل بدر، وأصبح لزاماً الدعوة الى انتخابات جديدة، ستكون يوم الجمعة 17 كانون الثاني 2020. انتهاء ولاية اللجنة الادارية الحالية يأتي في أصعب الظروف، في ظل الأزمة القائمة وتوقّف بطولة الدوري بعد ثلاث مراحل على انطلاقها.دخل الأنصار الموسم الحالي بطموحات كبيرة وميزانيّة عالية جعلته مرشحاً رئيسياً لإحراز اللقب. لكن جاءت البداية غير موفقة مع خسارة كأسي النخبة والسوبر، والسقوط أمام النجمة في افتتاح الدوري. نتائج أعادت النظر في الترشيحات السابقة، وقد تكون دفعت بالرئيس بدر الى إعادة النظر في أمور أخرى.
ومع تدحرج كرة الأزمة في لبنان وتوقف النشاط الكروي من دون وجود تأكيدات لعودته سريعاً، وفي ظل الصعوبات المالية الكبيرة التي تواجه الجميع في لبنان، أصبح من الطبيعي على أي مموّل أن يعيد النظر في حساباته، خصوصاً أن المؤشرات حول تحقيق الأهداف تبدو غير مطمئنة. وعليه، وبعد انتهاء ولاية اللجنة الإدارية لنادي الأنصار، كان من الطبيعي أن يُطرح السؤال الرئيسي هل يُكمل نبيل بدر؟
لكن هذا السؤال تتفرّع منه أسئلة أخرى قد تحمل إجابة عن السؤال الرئيسي. لماذا لا يكمل بدر؟ هل هي المرة الأولى التي يجري الحديث فيها عن رحيله عن رئاسة النادي؟ من هو البديل؟ هل السبب وراء رئاسة بدر لنادي الأنصار قد انتفى على أكثر من صعيد رياضي وغير رياضي؟
تم تحديد يوم 17 كانون الثاني موعداً لانتخابات اللجنة الإدارية للأنصار


أسئلة عديدة قد تعيد رسم الصورة بالنسبة إلى الانتخابات المقبلة. حتى الآن ليس هناك ما يشير الى أن بدر لن يكون الرئيس المقبل. كل ما هنالك هو كلام غير رسمي، وليس عن لسانه، بأن لا نية لديه للعودة رئيساً، إضافة الى كلام في حلقات ضيقة أنه لا يرغب في ولاية جديدة. غير ذلك ليس هناك أي مؤشرات تدلّ على عدم ترشّح بدر. فالكلام الذي قيل عن إبلاغ الرئيس للاعبيه أنه لن يكون الرئيس المقبل غير صحيح، بحسب ما تؤكد المصادر. كل ما هنالك هو اجتماع مع اللاعبين قبل دفع الرواتب، أبلغهم فيه أنه سيقتطع 33% من قيمة رواتبهم في أشهر 10 و11 و12، على أن يكون هناك جلسة أخرى مطلع كانون الثاني، أي مع عودة الدوري كما هو متوقع. لم يلتزم بدر بإعادة الأموال المحسومة، وترك الأمور مرهونة بالأوضاع الاقتصادية وتحسّنها، مع التشديد على ضرورة عدم مطالبة اللاعبين له بأي شيء خارج إطار ما اتفق عليه.
إذاً لا شيء يؤكّد رحيل بدر، ما قد يرجّح فرضيات أخرى، برأي أحد المتابعين للملف الأنصاري. فقبل أشهر حصل تغيير على صعيد اللجنة الادارية لنادي الأنصار بحيث أصبح عدد أعضاء اللجنة مناصفة بين بدر والفريق الثاني المحسوب على الرئيس الأسبق سليم دياب وما يمثله من ارتباط بمرجعية النادي، أي الرئيس سعد الحريري؛ مناصفة إدارية لا تنسحب على الشق المالي، أي الموازنة.
وفي ظل الأوضاع القائمة وانشغال المرجعية بقضايا أخرى بعيدة عن الرياضة، في ظل الظروف الحالية، يرى المتابع للوضع الأنصاري أن بدر قد يجد في الوضع الحالي فرصة قائمة لتحصيل عدة مكاسب، منها الشق الاداري، ومنها المناورة لتخفيض الأعباء المالية، خصوصاً مع اللاعبين والعقود الكبيرة. فالتلويح بعدم الترشّح سيدفع جميع الأطراف إلى التمسّك به، إن كان على صعيد المرجعية التي من الصعب أن تجد بديلاً لبدر في هذه الأوضاع، أو على صعيد اللاعبين الذين سيشعرون بأن الالتزام بالتعهدات المالية تجاههم قد يصبح مهدداً في حال لم يعد بدر الى الرئاسة، ما قد يدفعهم الى الجلوس إلى طاولة واحدة والتفاوض على عقودهم، حتى لو خسروا جزءاً منها، بشرط المحافظة على استمرارية الجزء الأكبر.
حوالى أربعين يوماً هي المهلة المتبقية قبل إقفال باب الترشّح، والذي سيكشف مدى جدية الهمس الدائر حول عدم عودة بدر. هل هو حقيقة واقعة أم مناورة؟ الأيام ستحمل الإجابة عن السؤال.