بتعادله الأخير خارج الديار أمام نادي توتنهام هوتسبير، صعد نادي شيفلد يونايتد إلى المركز الخامس في ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز، بالتساوي بالنقاط مع آرسنال السادس (17 نقطة)، متفوّقاً على مانشستر يونايتد السابع بنقطة واحدة. أفكار تكتيكية مهمّة طبقها اللاعبون على أرضية الملعب، أرسلت إلى الأندية المنافسة في الدوري رسالة واضحة مفادها، أن شيفلد لن يكون لقمة سائغة، وأنّ الهدف هذا الموسم أكثر من مجرّد البقاء في الدوري.«رؤية فريقي يقارع نادياً وصل إلى نهائي دوري الأبطال في النسخة الماضية، يشعرني بالفخر». هذا ما قاله مدرب شيفلد يونايتد كريس ويلدر بعد أن عاد بنقطة ثمينة من ملعب توتنهام هوتسبير. جاء هذا التصريح بعد الأداء الكبير الذي يقدّمه الفريق هذا الموسم، رغم صعوده الحديث من دوري الدرجة الأولى.
مع بداية كلّ موسم، تنطلق الأندية الصاعدة حديثاً إلى الدوري الإنكليزي الممتاز ببطء، وذلك بسبب تغيّر المستوى والأهداف الموضوعة، مقارنة بدوري الدرجة الأولى. اللافت هو عدم سقوط نادي شيفلد في فخ الصاعدين حديثاً إلى دوري الأضواء، ومضيّه بثباتٍ تام منذ البداية وصولاً إلى المراكز الستة الأولى. الأداء العالي لرجال المدرب كريس ويلدر، أعاد إلى الأذهان مشوار نادي ليستر سيتي عام 2016، عندما تُوّج بطلاً للدوري الإنكليزي الممتاز مع المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري.
بفعل التوازن الكبير الذي خلقه المدرب في المنظومة، خاصةً على الصعيد الدفاعي، بات شيفلد أحد أصعب فرق الدوري الإنكليزي الممتاز أخيراً. لم يتذوّق شيفلد الخسارة في آخر خمس مباريات، وقد جاءت الخسارة الأخيرة له أمام متصدّر الترتيب العام ليفربول بهدفٍ نظيف. رغم أرقامه اللافتة، يبتعد شيفلد عن المركز الرابع بـ8 نقاط كاملة، على خلفية تعادل الفريق في 5 مناسبات، مقابل تحقيقه 4 انتصارات و3 هزائم.
حافظ حارس شيفلد يونايتد على نظافة شباكه 5 مرات كأ على رقم في الدوري هذا الموسم


بعيداً عن دور المدرّب في التألّق الحاصل أخيراً، كانت للعديد من اللاعبين مساهمة مباشرة في تحقيق النتائج الإيجابية، أبرزهم حارس الفريق دين هندرسون. حتى الجولة الثانية عشرة، حافظ حارس شيفلد يونايتد على نظافة شباكه 5 مرات، كأعلى رقم في الدوري هذا الموسم مناصفةً مع حارسَي مانشستر سيتي إيدرسون وليستر سيتي كاسبر شمايكل. الأداء العالي للحارس الشاب عاد عليه باستدعاء لمنتخب إنكلترا الأول في المباراة الأخيرة. هكذا، أصبح دفاع شيفلد ثاني أفضل دفاع خلف ليستر سيتي (تلقّى 8 أهداف حتى الآن مقابل 9 لشيفلد).
على الجانب الآخر، لم يقدّم هجوم الفريق ما هو مطلوب منه رغم تدعيمه الصيف الماضي بالعديد من الأسماء، والتي كان أبرزها أوليفر ماكبورني، كالوم روبنسون إضافةً إلى ليس موسي. هذا الأخير يُعتبر من أبرز الأسماء الهجومية المستقدمة، حيث ظهر ثقله التهديفي في الانتصارَين المهمّين أمام آرسنال وإيفرتون. ما حققه موسي لم ينجح به ماكبورني وروبينسون، إذ كان الهدف الذي سجله هذا الأخير في ستامفورد بريدج أمام تشيلسي الوحيد له هذا الموسم، وهو نفس عدد أهداف ماكبورني حتى الآن. ما هو لافت، تألّق الفريق أمام الأندية الكبيرة رغم ضعف الجبهة الهجومية، إذ تمكّن شيفلد من الحصول على نقاط من أندية تشلسي، آرسنال وتوتنهام، كما أنه كان قاب قوسين أو أدنى من حصد نقطة مهمّة من ليفربول، في المباراة التي انتهت بهدفٍ من توقيع الهولندي جورجينيو فينالدوم.
الطريق لا يزال طويلاً أمام شيفلد، غير أن ما يقدّمه حتى اللحظة كفيل بالتنبؤ في بقائه بالدوري الممتاز على أقل تقدير. الحديث عن التتويج باللقب سيراً على خطى ليستر يبدو مستحيلاً، في ظلّ الأداء العالي لأندية القمة على رأسها ليفربول، كما أن التنافس الشديد بين أندية تشيلسي، ليستر سيتي ومانشستر سيتي للحاق بليفربول، يصعّب من مهمّة شيفلد في بلوغ مقعد مؤهّل لدوري الأبطال أيضاً. في ظلّ الظروف الصعبة، وقلة خبرة اللاعبين، قد يشكّل أيّ مركز مؤهّل للدوري الأوروبي هدفاً جيداً للنادي، الذي سيستقبل مانشستر يونايتد الأحد المقبل (18:30 بتوقيت بيروت).