برغم صغر اسمها على الساحة الكروية العالمية، تبدو مفاجئةً ثقة لاعبي منتخب تشيلي بالذهاب بعيداً في كأس العالم المقبلة – البرازيل 2014. وفيما يرى الكثير من خبراء الكرة أن هذا المنتخب – أفضل من لعب باسم تشيلي - مرشح لنيل لقب «الحصان الأسود» في البطولة المقبلة، أبدى لاعب وسط يوفنتوس أرتورو فيدال ثقته بأنه وزملائه قادمون لزراعة الخوف في نفوس منافسيهم. وما مباراتهم الودية أمام ألمانيا اليوم إلا لإرسال إشارة إلى منتخبات الدول الأخرى بالحذر.
منتخبات إسبانيا وهولندا وأستراليا التي ستخوض معها فعاليات الدور الأول للبطولة! في المقابل لا يسعى مدرب ألمانيا يواكيم لوف في المباراة إلا لاكتشاف بعض البدائل الجديدة، التي قد يستعين بها عند اختيار قائمة المنتخب لكأس العالم.
سبق لتشيلي أن بلغت دور الـ 16 في آخر مشاركتين لها في كأس العالم عامي 1998 و2010. بطولتهم الأخيرة كانت تحت قيادة المدرب الأرجنتيني الآخر مارسيلو بييلسا. الآن وبقيادة المدرب الجديد، الأرجنتيني خورخي سامباولي، الذي يشبه أسلوب لعبه أسلوب سلفه، سيحاول الوصول الى مرحلة متقدمة أكثر. الكثير من اللاعبين الحاليين في تشكيلته يحلمون بتجاوز هذا الدور، بوجود مهارات هجومية قوية أبرزها فيدال، لاعب في نمو مستمر، ومهاجم برشلونة ألكسيس سانشيز. سانشيز يرى في مباراته أمام ألمانيا مؤشراً لما يمكن أن يقدموه في المونديال. ويؤكد أن هناك العديد من اللاعبين الذين يقدمون عروضاً رائعة مع أنديتهم: «سنرى ما إذا كان باستطاعة المنتخب تقديم أشياء كبيرة في المونديال».
حسناً، ثقة فيدال بمنتخبه أكبر من زملائه الباقيين. ربما أقام فيدال ثقة عابرة. وربما يشك الواحد منهم في جميع الآخرين. لا يمكن التأكد من ذلك. المونديال على الأبواب، ولا مجال للتراجع الآن. لا يمكن أن تخذل كثيرين ممَن بنوا أمجاداً مسبقة وأحلاماً أكبر من مقاس أمنياتهم. على جميع اللاعبين العمل بأقصى ما لديهم من قدرات. مستوى فيدال وألكسيس لم يصل إلى هذه المرتبة الرائعة معاً في أي وقت سابق. وبفضل النتائج الإيجابية في التصفيات، فرضوا معاً، جميعهم، منتخباً قوياً يفرض احترامه. مقدمين ما أبدوه من شغف وكرة جميلة، نالت رضى وترشيح الأسطورة البرازيلية بيليه لبلوغ المربع الذهبي. مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر ونجم هولندا السابق رود غوليت يشاركان بيليه الرأي، بأن تشيلي منتخب يجدر عدم الاستهانة
به.
لا شك أن فوز تشيلي الأخير على انكلترا 2-0 ودياً كان مبهراً، ويعد بالكثير. لكن مباراة اليوم أمام ألمانيا، ستكون مغايرة من جهة ردود الفعل إن كان الأداء أو النتيجة إيجابية للتشيليانيين. فمعركة خط الوسط التي يتغنى بها فيدال، ستكون أمام باستيان شفاينشتايغر العائد الأبرز الى صفوف الـ «مانشافت» بعد تعافيه من اصابة في الكاحل.
وإن كان الوسط والهجوم متميزاً، إلا أن مستوى الدفاع يظهر شيئاً من الهشاشة في مواجهة المنافسين الكبار. ستبقى هذه مشكلة سامباولي الأكبر، عليه إيجاد حل لها قبل مباراته الأولى في المونديال أمام أوستراليا، إن كان يسعى على الأقل للعودة الى إنجاز حققه التشيليون قبل خمسة عقود عندما فازوا بالمركز الثالث في مونديال 1962.

يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad




غياب برافو ودياز عن ودّية ألمانيا

سيغيب قائد وحارس منتخب تشيلي كلاوديو برافو عن المواجهة أمام ألمانيا بسبب إصابته بتمزق في العضلة الخلفية للفخذ اليسرى. ومن المقرر أن يتم إشراك الحارس البديل جوني هيريرا المثير للجدل، بسبب الحكم عليه بالسجن في قضية قتل سيدة أثناء قيادته مخموراً. وينضم إلى قائمة المصابين بجانب برافو اللاعب مارسيليو دياز الذي يعتبر أساسياً فى تشكيلة المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي.