الزمان: 1/3/2014. المكان: لندن - ملعب «كرافن كوتيدج». المناسبة: مباراة فولام وضيفه تشلسي في المرحلة الثامنة والعشرين من الدوري الإنكليزي لكرة القدم. النتيجة: 3-1 لتشلسي. الأحداث: الدقيقة 52: هدف لأندريه شورلي. الدقيقة 65: هدف لأندريه شورلي. الدقيقة 69: هدف لأندريه شورلي. البطل إذاً... أندريه شورلي.
هكذا، لن ينسى شورلي طوال مسيرته هذا الزمان وهذا المكان وهذه المناسبة وهذه الأحداث، وهو لا شك دوّنها في مفكرته، هذا على الأقل ما يوضحه احتفاظه بكرة المباراة كتذكار؛ إذ كيف يمكن هذا اللاعب الألماني أن لا يتذكر دائماً هذا اليوم ومجرياته، الذي يمكن وصفه بأنه ولادته الحقيقية في الملاعب الإنكليزية مع فريقه تشلسي الذي التحق به في الصيف الماضي قادماً من باير ليفركوزن في بلاده، فهو تمكن من تكرار إنجاز مواطنيه النجمين السابقين، يورغن كلينسمان وفريدي بوبيتش، بتسجيل «هاتريك» أو أكثر في مباراة واحدة في الـ«بريمييرليغ»، الأول برباعية بقميص توتنهام هوتسبر في المباراة أمام ويمبلدون في 2 أيار عام 1998، والثاني بثلاثية بقميص بولتون ووندررز أمام إيبسويتش تاون في 6 نيسان عام 2002.
لكن فضلاً عن هذا الإنجاز، بعث شورلي العديد من الرسائل «بالبريد السريع» بأهدافه الثلاثة هذه. أولاها، وأهمها طبعاً، أن الألماني ردّ بطريقة مثلى في مباراة تعدّ صعبة لتشلسي في ملعب الجار فولام وفي توقيت مهم يبحث فيه «البلوز» عن كل نقطة لحصد اللقب العتيد، على كثر شككوا بموهبته وبجدوى تعاقد النادي اللندني معه، وخصوصاً أن الأخير بذل جهداً كبيراً للحصول على توقيعه بعد أكثر من محاولة فاشلة.
ثانية الرسائل، هي تقديم شورلي لإدارة تشلسي، من خلال مباراة واحدة، صورة مغايرة عن الألمان الذين ارتدوا قميص النادي الأزرق قبله؛ إذ إن مواطنيه الثلاثة السابقين له كانت بصماتهم التي خلفوها في ملعب «ستامفورد بريدج» متفاوتة، لكن أفضلها لا يرقى إلى الطموحات التي كانت معقودة على صحابها. فالمدافع روبرت هوث مرّ مرور الكرام في لندن، أما ماركو مارين فلم يقدم شيئاً يذكر على الإطلاق في الموسم الماضي، الذي كان الأول له مع «البلوز»، ليعيره الأخير في الصيف إلى إشبيلية الإسباني، في حين أن النجم ميكايل بالاك، رغم تحقيقه لقب الدوري الإنكليزي الممتاز ووصوله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مع تشلسي، فإنه لم يظهر بالمجمل بالصورة ذاتها التي كان عليها مع بايرن ميونيخ أو في قيادته للمنتخب الألماني.
ثالثة الرسائل هي ردّ شورلي التحية لمدربه البرتغالي جوزيه مورينيو الذي لم يتوان مراراً عن توجيه النقد البنّاء للألماني، داعياً إياه إلى بذل مجهود أكبر لكي يحجز مكانه في تشكيلته، أضف إلى أن شورلي قدم، بعد مباراة فولام، حلاً سحرياً لـ«السبيشيل وان» لحل مشكلة خط هجومه مع تراجع مستوى جميع شاغليه، حيث بإمكان الأخير أن يكون رأس الحربة في تشكيلة «البلوز».
رابعة الرسائل تتعدى لندن إلى برلين، توجّه بها شورلي لمدرب منتخب ألمانيا، يواكيم لوف، ومفادها أن «لا تنساني من كعكة المونديال».
وما بين هذه الرسائل كلها، ثمة رسالة «ما بين السطور» قرأها، لا شك، مواطن شورلي، النجم مسعود أوزيل، «المنحوس» حالياً في لندن مع أرسنال، أكثر من غيره، ومختصرها: «هكذا تكون النجومية الحقة»!




«الهاتريك» السادس

حقق شورلي «الهاتريك» السادس في هذا الموسم في الدوري الإنكليزي بعد اثنين، بينهما رباعية، للأوروغوياني لويس سواريز، مهاجم ليفربول، وواحد لكل من زميله الكاميروني صامويل إيتو والبلجيكي إيدين هازارد وآدام جونسون، لاعب ساندرلاند.