عندما أعلن نادي إنتر ميلانو التعاقد مع المدرب المميز أنطونيو كونتي، كان الهدف الأساسي من قِبل إدارة النادي هو منافسة يوفنتوس، وقد يكون تحقيق اللقب. لم يكن من بين الشروط التي وضعتها إدارة الإنتر مع كونتي أيّ شيء مرتبط بدوري الأبطال، وهذا أمر منطقي، نظراً إلى تراجع النادي المحلي منذ سنوات، إضافة إلى أنها لا تزال السنة الأولى لكونتي مع ناديه الجديد. لمن يعرف كونتي جيداً، يعلم أنه من بين أهم وأبرز المدربين في العالم. هو من الأشخاص الذين يديرون البطولات المحلية بطريقة خاصّة، فلكل مباراة في الدوري بالنسبة إلى كونتي حساباتها، والفوز هو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة إلى مدرب يوفنتوس السابق. وهذا ما يحدث الآن في «الكالشيو». المنافس الجدي ليوفنتوس على لقب الدوري هو الإنتر، فباستثناء المباراة أمام نادي «السيدة العجوز»، قدم كونتي لجماهير الإنتر نتائج مميّزة وانتصارات متتالية، كادت أن تنساها جماهير النادي الذي يُعتبر واحداً من أعرق الفرق في إيطاليا. وبعيداً عن الأجواء المحلية، لا يمكن سوى الاعتراف بأن كونتي هو من المدربين الذي يواجهون صعوبات في التعامل مع المباريات الأوروبية، وتحديداً دوري الأبطال. هذا الأمر شاهده الجميع خلال فترته في يوفنتوس، إذ لم يستطع تحقيق اللقب خلال فترة ليست بالقصيرة، بل حتى أنه لم يبلغ النهائي أيضاً. من الطبيعي جداً أن يكون هناك مدربون لا يجيدون التعامل مع أجواء دوري الأبطال والفرق الكبيرة المنافسة على هذا اللقب الأغلى أوروبياً، لكن ما يعيب كونتي اليوم، هو عدم تطوّره في هذه القضية، فهو لا يزال يعاني في «التشامبيونزليغ»، ولا يقدّم المستوى عينه الذي يقدمه في المباريات المحليّة. خسارة أمام برشلونة في الكامب نو، وفي ذلك اللقاء ظهر تفوّق المدرب إرنستو فالفيردي على كونتي، وهذا ما يدل على محدودية أفكار المدرب الإيطالي خارج إيطاليا. إضافة إلى الخسارة أمام «البلاوغرانا»، فقد تعادل «النيراتزوري» في أرضه «جوسيبي مياتزا» وبين جماهيره مع نادي سلافيا المتأهل لأول مرّة في تاريخه لدوري الأبطال، بعد أن كان متأخراً في النتيجة حتى الدقائق الأخيرة.
يعيش بروسيا دورتموند فترة من عدم الاستقرار


ما سبب هذا التراجع الأوروبي الذي يصيب كونتي؟
يمكن ربط هذه المشكلة التي يعاني منها أحد أفضل خمسة مدربين في العالم حالياً بالاعتياد وحفظ «نمط» الدوري الإيطالي والأجواء المحيطة به. فلا يمكن إنكار أن هناك أندية إيطالية وغير إيطالية تفضل اللعب في دوري الأبطال على حساب الدوري المحلي، رغم عدم منافستها لأندية الدوري المحلي على صعيد الألقاب والتاريخ. ومن بين هذه الأندية نادي ميلان، أو «الروسونيري»، النادي الإيطالي الذي يملك 7 ألقاب لدوري الأبطال، في المقابل يبتعد «النادي اللومباردي» عن يوفنتوس (المتوّج بأكثر عدد من ألقاب الدوري الإيطالي) بعديد الألقاب على صعيد الدوري المحلّي. هذا الأمر تحديداً هو ما يحصل مع أنطونيو كونتي، المدرب الذي ربما لا يجيد التعامل مع دوري أبطال أوروبا كما يفعل في إيطاليا وفي «الكالشيو». الإنتر اليوم يستضيف «المارد الأصفر» بروسيا دورتموند في معقله «جوسيبي مياتزا»، ومن الممكن أن يطلق زملاء ماركو رويس رصاصة الرحمة على كونتي، وبالتالي يصبح أمر التأهل إلى الدور المقبل صعباً جداً، نظراً إلى المباراة الثانية في المجموعة والتي تجمع بين برشلونة ونادي سلافيا، والتي من المتوقّع أن يحسمها زملاء الأرجنتيني ليونيل ميسي بسهولة. الإنتر في وضع لا يُحسد عليه، لكن كونتي شخصياً يعلم أنه لم يأتِ إلى هنا للمنافسة أوروبياً، بل لمقارعة «العملاق المحلي» يوفنتوس، الذي سيطر على إيطاليا ودوريها لثماني سنوات متتالية.
بالنسبة إلى دورتموند، فهو من بين الأندية التي تعيش فترة من عدم الاستقرار في الدوري الألماني، إذ يحتل أبناء المدرب السويسري لوسيان فافر المركز الرابع في ترتيب الدوري المحلي. لكن، لطالما قدّم النادي الأصفر مباريات بطولية عندما يشارك في دوري الأبطال، فهو من بين الأندية التي لا تعرف الاستسلام خصوصاً أمام كبار القارة العجوز، وهذا ما قدّمه النادي الثاني في ألمانيا عند مواجهته لبرشلونة خلال الجولة الأولى.