هي مباراة تلعب تحت مسمّى «الودّية»، إلاّ أن ما ستحمله معها من أحداث ومشاحنات ربما يكون له تبريراته، سيؤكّد أنها ستبقى من بين أكثر المباريات نديّة في عالم كرة القدم. كلّما مرّت أمام متابعي الرياضة الأكثر شعبية في العالم مباريات ألمانيا والأرجنتين، تعود الى الذاكرة أبرز المحطات التي جمعت بين هذين المنتخبين تاريخياً. ومن بين اللقاءات التي لا تنسى والتي لا يمكن عدم تذكرها، نهائي مونديال البرازيل 2014، الذي جمع بين «الماكينات» الألمانية ومنتخب بلاد الفضة.لمحبّي الـ«ألبي سيليستي»، تذكّر المباراة لن يكون سهلاً عليهم، فقد كانت الفاصل الوحيد بين مركز الوصافة والتتويج باللقب الأغلى في التاريخ، وهو كأس العالم. مباراة الأرجنتين وألمانيا عام 2014، كانت من بين أكثر المباريات ندية. فلا يمكن لأحفاد مارادونا أن ينسوا الرباعية النظيفة التي تلقتها شباك الأرجنتين في مونديال 2010، وتحديداً عندما كان «صاحب المجد الأكبر»، والحديث هنا عن دييغو ارماندو مارادونا، مدرباً للمنتخب. 4 أهداف من دون رد، كانت نتيجة ربع النهائي لمونديال جنوب أفريقيا في 2010. بعد تلك المباراة العصيبة على سكان القارة الأميركية الجنوبية، بدأ يتزايد الـ«حقد» من قبل الأرجنتينيين تجاه الماكينات الألمانية. ولهذا الحقد تاريخ طويل، فلا يمكن نسيان نهائي مونديال 1990، عندما احتسب حكم المباراة ركلة جزاء للمنتخب الألماني في دقائق المباراة الأخيرة، والتي لا تزال تأخذ الكثير من النقاش والأخذ والرد حتى هذا اليوم. تكررت الخسارة من جديد، وأمام المنتخب عينه في مونديال 2006، حيث خسر المنتخب الأرجنتيني مباراة ربع النهائي بركلات الترجيح، بعد أن انتهى الوقت الأصلي والإضافي بنتيجة (1-1). بعد كل هذا التاريخ المؤلم لـ«راقصي التانغو» في مواجهتهم لألمانيا، جاء نهائي مونديال 2014 ليؤكّد أن هذين المنتخبين لا يمكن لمباراة وديّة أن تجمع بينهما، مهما كانت أهداف هذه المباراة ومهما كانت خلفياتها الخيرية، فهي ستبقى مباراة رسمية بنظر المتابعين والجماهير المتعصّبة والناقمة على منتخب ألمانيا.
جدّد الاتحاد الأرجنتيني الثقة بالمدرب ليونيل سكالوني


بالنسبة إلى الأرجنتين وإلى اتحاد الكرة لديه، فهو جدد الثقة بمدرب المنتخب الحالي ليونيل سكالوني، خصوصاً بعد الأداء الجيد الذي قدمه زملاء قائد برشلونة ليونيل ميسي في كوبا أميركا الأخيرة. خلال تلك البطولة، أحس المتابعون بأن منتخب الأرجنتين قد عاد من جديد إلى الواجهة. وما أكّد ذلك منافسته لبطل النسخة، المنتخب البرازيلي، في نصف النهائي. (2-0) كانت نتيجة المباراة، إلاّ أن الأداء الذي ظهر عليه ميسي ورفاقه ترفع له القبعة. المباراة التي سيحتضنها ملعب بروسيا دورتموند «سيغنال إيدونا بارك» لن تكون ودّية كما يظن البعض، وهذا ما ظهر جلياً خلال مباريات ودية أخرى ما بين الأرجنتين وألمانيا. لا وجود للوديات ما بين هذين المنتخبين، فلا يمكن لأي شيء في العالم أن ينسي جماهير منتخب الأرجنتين ما سبّبه لهم المنتخب الألماني في تاريخ كرة القدم. وعندما يكون الحديث عن الجماهير الأكثر شغفاً في العالم ربما، لا يمكن نسيان شغف الأرجنتينيين ببلادهم وبدوريهم المحليّ. وهنا يمكن الحديث عن ديربي البلاد «السوبر كلاسيكو»، والذي يجمع بين ريفر بلايت وبوكا جونيورز. هذه المباراة يكون فيها الملعب ممتلئاً عن آخره، وهي لا يمكن أن تنتهي من دون خروج لاعبين على الأقل بالبطاقات الحمراء والصفراء. شغف كبير ينسحب على المنتخب، فتتابع الجماهير مباريات منتخب بلادها بأعداد كبيرة جداً، وخير دليل على ذلك الارقام التي وصلت من الأرجنتين الى الأراضي الروسية خلال المونديال الأخير.



مباريات لوف التحضيرية
يعلم المدرب الحالي للمنتخب الألماني يواكيم لوف أن أي مباراة ودّية يخوضها لن تكون كما يدل عليها اسمها أبداً. فما مرّ به منتخب الـ«مانشافت» خلال السنوات الماضية، يفرض عليه أن يصبّ كل تركيزه في كل المباريات التي يخوضها، ودّية كانت أم رسمية. ولهذا الفعل أسبابه أيضاً. لوف، وبعد تجديد الثقة به من قبل الاتحاد الألماني، رغم الخيبات والخسارات المتكررة التي لا يزال يمر بها، يريد أن يتعلّم درساً. التفوّق الواضح الذي فرضه منتخب الأراضي المنخفضة، هولندا، على ألمانيا، يجعل من شخصية المدرب لوف شخصية خائفة على موقعها، وهذا ما يعدّ أمراً طبيعياً لأي مدرب يدخل في «دوّامة» الخسارات المتتالية. على مدرب ألمانيا لأكثر من عشر سنوات أن يكون جاهزاً ويصبح أكثر مرونة في اتخاذ قراراته. واستبعاد ثلاثي البايرن هاملز وبواتينغ ومولر (انتقل هاملز إلى دورتموند خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة)، وطرح فكرة منح حارس مرمى برشلونة مارك أندريه تير شتيغين الفرصة في مقبل المباريات، كلها مؤشرات تدل على أن لوف بدأ يعمل بالطريقة العصرية، التي لا تقوم على التمسك بالجيل القديم، أو كما يقال بعض الأسماء التي لا يمكن المسّ بها.