قرّر إنهاء مشواره الطويل في الـ«كامب نو» نهاية الموسم الحالي. كارليس بويول سيفسخ عقده الذي يمتد إلى موسم آخر. لا يبدو مفاجئاً أبداً تخلي نادي برشلونة عن أحد أعمدته. لم يعد مرغوباً فيه داخل الفريق. فما إن تعرض لإصابة عانى منها لفترات محددة، حتى استغل المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو الفرصة لوضعه على مقاعد البدلاء. اللاعب الذي مثّل برشلونة لمدة 15 عاماً متواصلة، معاصراً فيها كل الفترات، سواء السلبية أو الإيجابية، بات غير مرغوب فيه. 75% من جمهور النادي، عبر استفتاء لصحيفة «سبورت» الكاتالونية، رأى أن هذا الموسم يجب أن يكون الأخير لإحدى العلامات المميزة في تاريخ الـ«برسا»، و25% فقط يؤيد بقاءه!
لربما، وفي موسمه الأخير، سيستذكر بويول أهم لحظاته مع ناديه. النادي الذي لأجله رفض ما قد لا يرفضه أي عاقل. عروض بالملايين لم تعن بويول شيئاً، بقدر ما عنى له ناديه والتضحية لأجله. عام 1999 صعّده المدرب الهولندي لويس فان غال إلى الفريق الأول.

أمام بلد الوليد في الـ«لا ليغا»، دخل بويول بديلاً للبرتغالي سيماو في أول ظهور له مع النادي الكاتالوني. منذ ذلك الحين، أدرك كثيرون أن هذا اللاعب ولد ليكون أسداً في قلب الدفاع. وكان «قلب الأسد».
والحق، يمكن أن يكون هذا اللقب أقل ما ناله من مديح. «كأنه مدافع إيطالي»، قال كثيرون.
اليوم، يشعر بويول بعدم اهميته بالنسبة إلى الفريق منذ قدوم «الجديد على أوروبا» مارتينو. لا وجود حالياً لمنافسة شرسة مع أحد على مكانه في الملعب، أو مكانته في النادي. الشاب مارك بارترا وجيرار بيكيه والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو لم يرقوا الى مستواه أبداً! لا مكان للقلب النابض في صفوف برشلونة. بدلاً من أن يساعدوه، منحوه حيّزاً أقل على درب الطموح. الطموح، الذي لطالما تميّز به، يجعله يبحث عن تجربة جديدة ينهي بها مسيرته الكروية بشكل أفضل من الاعتزال حالياً أو الجلوس فقط على مقاعد البدلاء، مسترجعاً ذكرياته القديمة والمجيدة مع ناديه، أبرزها عام 2000، عند تسلّم مهمة مراقبة نجم ريال مدريد البرتغالي لويس فيغو وهو لم يبلغ الـ 22 من عمره. وأيضاً عام 2002، أنقذ فريقه من هدف محقق بعدما أبعد كرة بصدره عن خط المرمى ضد لوكوموتيف موسكو في مباراة حاسمة ضمن دوري الأبطال. والأهم، عام 2005، وفي أول موسم له كقائد للفريق، رفع بويول لقب الدوري بقيادة المدرب الهولندي فرانك رايكارد. عندها كرّت سبحة الألقاب، ليحمل عام 2006 ثاني لقب أوروبي في تاريخ النادي بعد فوزه 2-1 على أرسنال الإنكليزي في نهائي «تشامبيونز ليغ». وعام 2011 عاد وحمل مع الفرنسي إيريك أبيدال كأس دوري أبطال أوروبا في ويمبلي.
لعل هذه أجمل لحظات بويول مع برشلونة الذي سيستمر في الملاعب حتى الـ 40 من عمره. يرى أن استمراره على المستطيل الأخضر يصنع فرحاً لكثيرين يعشقون اللعبة. قراره بالرحيل عن برشلونة هو الأصعب والأهم في حياته على الإطلاق. ما يعرفه الجميع أن ما يقوم به بويول بمثابة إعلان واضح أنه تعب من إدارة برشلونة. الإدارة التي أبدت اهتمامها بالعديد من المدافعين المميزين لتعويض رحيله، يأتي في مقدمهم مدافع دينامو كييف الأوكراني، ألكسندر دراغوفيتش، ومدافع فياريال، ماتيو موساشيو.
تعب مثلما تعب نجوم قبله. البرازيلي ريفالدو ومواطنه رونالدينيو أبرز مثال على ذلك. ما إن تراجع مستواهما قليلاً لإصابة أو لأي سبب آخر حتى تحوّلا من خانة النجم الأوحد في الفريق ــ وهما كانا صانعي الفرح فيه ــ إلى العبء على النادي وجماهيره. عانا من مدربين لا يرغبان فيهما، ومن إدارة بدأت بالتعامل معهما على أنهما عالة على النادي. وهما، كل فرد منهما، من كانا في مرحلة من المراحل يحملان الفريق، كل الفريق على كتفيهما.
النادي الكاتالوني يقوم باختلاق حججٍ وأعذارٍ واهية للتخلص من لاعبيه عندما يريد ذلك. هذا ما قاله ريفالدو سابقاً. من المخجل أن يلجأ فريق بحجم النادي الكاتالوني الى التظاهر بإصابة لاعب ليس مصاباً ــ هذا ما حدث مع رونالدينيو تحديداً ــ وما يحصل مع بويول هذه الفترة. يفعل ذلك من يريد التخلص من لاعبه بأي عذر. شعور يماثل شعور الابن الذي ترفضه أمه.
لا شك أنه، بويول، من أفضل مدافعي برشلونة على مر السنين. ولا شك في أن برشلونة سيفرّط به، وكما دائماً، سيندم على ذلك، ولو بعد حين.


يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad




شافي محبط من تاتا

صرح لاعب وسط برشلونة شافي هرنانديز لصحيفة «ماركا» الإسبانية بأنه يشعر بالإحباط بعد تراجع دوره والوقت الذي يشارف فيه للعب بقيادة المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو هذا الموسم. وقال شافي: «من المحبط بالنسبة إلي ألا أحظى بفرصة المشاركة، لكني أحترم قرار المدرب دائماً. المدرب هو صاحب الكلمة النهائية». وعلّق شافي على أنباء رحيل بويول قائلاً: «لا يزال بويول مرتبطاً بعقد. لم يقل لي شيئاً أو للآخرين».