بعد رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد، دخل الـ«ميرينغي» في أزمةٍ حقيقية، عادت عليه بموسمٍ خالٍ من الألقاب. افتقد الريال رونالدو، افتقد نجاعته الهجومية إضافةً إلى شخصيته القيادية داخل الملعب وخارجه. بعد الموسم الكارثي، رأى رئيس النادي فلورينتينو بيريز في إيدين هازار الخليفة الأمثل لسلفه البرتغالي، فجاء جناح تشيلسي السابق مقابل 100 مليون يورو، رغم بقاء عام واحد في عقده رفقة النادي اللندني.
سجّل فيليكس أخيراً في دوري الأبطال (ديميتار ديلكوف ـ أ ف ب)

العديد من الصفقات أُبرمت في الميرينغي الصيف الماضي، غير أنّ هازار كان الصفقة الأهم والأبرز، نظراً لثقل اللاعب الكروي ومدى حساسية الهدف الذي جاء من أجله. تطلّعات كبيرة علّقتها الجماهير على البلجيكي ابن الـ29 عاماً، ولكنها ظلّت عالقة في إطار الأحلام بعد أن فشل البلجيكي من تقديم أي إضافة تُذكر حتى الآن. لم يُخف هازار سابقاً حلمه في ارتداء القميص الأبيض للنادي الملكي، إذ عبّر في مناسبات عديدة أن ريال مدريد هو النادي المحبّب على قلبه منذ الطفولة. الحلم تحقّق، غير أنه قد تحقّق في وقتٍ متأخر، وهو لربما السبب الأبرز في فشل هازار حتى الآن.
نظراً للظروف الراهنة وعامل العمر، يظهر جلياً أن هازار جاء في الوقت الخاطئ. لو جاء هازار في حقبة رونالدو، لما كان تحمّل كل هذا الضغط، فقدومه الآن في مرحلة انتقالية للنادي، وتحميله مسؤولية نجاح الفريق من عدمها زادا الضغوطات عليه، ما جعله يظهر في هذه الصورة الباهتة خلال مباريات الدوري ودوري الأبطال.
من المعروف أن تشيلسي الإنكليزي هو من الأندية المميّزة في أوروبا، غير أنّ ريال مدريد يصنّف في خانة مختلفة تماماً على اعتباره أحد أكبر الأندية في التاريخ. الأهداف نفسها بين فريقي لندن ومدريد، غير أن الضغط الإعلامي والجماهيري في هذا الأخير أكبر بكثير. في تشيلسي، كان هازار نجم الفريق الأول. كان يتمتع بمطلق الصلاحيات في الملعب، من مراوغات، تسجيل وصناعة… في مدريد الأمر مختلف. هازار ليس نجم الفريق الوحيد، وبالتالي هو ليس نجم الفريق الأول. الأسلوب الذي اعتاده هازار في تشيلسي من حريةٍ مطلقة، غير متاح في ريال مدريد، أقلّه حتى اللحظة. ظهر جلياً في مشاركات هازار الأولى رفقة الفريق الملكي، حصر دوره في مركز الجناح من دون دخوله إلى العمق، وهو ما يحد من امكانياته بشكل واضح. إضافةً إلى العاملين السابقين، ظهر جلياً في بداية الموسم عدم الجاهزية البدنية للاعب البلجيكي، وبفعل عدم اتباعه نظاماً غذائياً منتظماً خلال فصل الصيف يُدخله الموسم بأتمّ الجاهزية. وتعرّض هازار لإصابة غيّبته عن مباريات افتتاح الدوري، ما حال دون انخراطه في أجواء المنظومة بشكل مبكر، وهو لا يزال يتخبّط حتى الآن.
يعيش هازار تحت ضغط كبير في ريال مدريد


في السنوات السابقة، أثبت هازار ثقله الكروي، وفرض نفسه بين أفضل لاعبي العالم. مع استقرار اللاعب وتأقلمه مع ريال مدريد، إضافة الى احتضانه من قبل المدرب الفرنسي للنادي الاسباني زين الدين زيدان، سيُظهر هازار شيئاً فشيئاً القدرات الكبيرة التي يتمتع بها. الأمر مرهون بالوقت.
على الجانب الآخر، لم يرقَ المهاجم البرتغالي جواو فيليكس إلى التطلّعات حتى الآن. اللاعب الذي صُنّف كأفضل موهبة صاعدة بعد الفرنسي كيليان مبابي، جوهرة باريس سان جيرمان الفرنسي، اقتصرت أرقامه رفقة أتليتيكو مدريد على ثلاثة أهداف وصناعة هدف خلال ثماني مشاركات حتى الآن مع نادي العاصمة الاسبانية. تغيّرت البيئة الكروية التي يلعب فيها فيليكس بين البرتغال وإسبانيا، وهو ما حال دون ظهوره بالشكل الملائم حتى الآن. زاد الأمر سوءاً، تغيير مركزه باستمرار من قبل مدرب الفريق دييغو سيميوني بحسب مجريات كل مباراة، إضافةً إلى الحمل الكبير الذي وُضع على كتفيه جرّاء مجيئه مقابل 126 مليون يورو عن عمر 19 عاماً، ليسقط الشاب البرتغالي بسبب كثرة الضغوطات التي وُضعت على عاتقه. مع توالي المباريات، والاستقرار الفني للفريق في ظل مروره في مرحلة انتقالية جديدة، خاصةً على الجانبين الدفاعي والهجومي، من المرجّح عودة فيليكس إلى أدائه المعهود، وإثبات قيمته بين أسوار ملعب الـ«واندا ميتروبوليتانو».