كل الأمور كانت توحي بأن «شياطين» نادي الحكمة في طريقهم إلى الاستيقاظ مجدداً بعد فترة من الهدوء أوصلت فريق السلة الى تصدّر بطولة لبنان وتقديم عروض ممتازة. فالأزمة السابقة عادت لتطل برأسها مجدداً مع ترشّح الزميل إيلي نصار للانتخابات التكميلية في النادي، بعكس ما تم الاتفاق عليه في البروتوكول الشهير برعاية المطران بولس مطر.
نصّار يعتبر ترشحه بسبب عدم تنفيذ الطرف القواتي للبروتوكول وسحب جميع الدعاوى القضائية المرفوعة من قبلهم، إذ لا تزال هناك دعوى مالية مرفوعة على الرئيس السابق إيلي مشنتف. ومن هذا المنطلق، ترشّح نصّار فاعتكف رئيس النادي نديم حكيم انطلاقاً من عدم استعداده مع أمين السر جوزف عبد المسيح بأن يكونا طرفاً في أي نزاع.
هنا تدخل الرئيس الأسبق جورج شهوان لحلحلة الأمور، ونجح في ذلك عبر سلسلة من الاتصالات، بدءاً بالمطران بولس مطر الموجود في روما وتوسّع ليشمل الأطراف جميعاً، من إيلي نصار الى القيادي في التيار الوطني الحر زياد عبس والقيادي القواتي عماد واكيم الذي فاجأ الجميع بوجود وكالة قانونية موقعة من نائب الرئيس السابق للنادي مارون غالب يفوّض بموجبها المطران مطر بسحب الدعوى، ما يعني أن الطرف القواتي قام بواجبه على صعيد البروتوكول وإن كان بطريقة غير مباشرة. فغالب بدا صريحاً مع نفسه ومع جميع الحكماويين حين رفض سحب الدعوى بموقف سجله للتاريخ أمام كل أبناء الحكمة، وترك الأمر لدى المطران مطر لمعالجة الموضوع.
هذه النقطة فتحت المجال أمام شهوان لاستكمال الحل، وخصوصاً بعد وصول نسخة من الوكالة إليه، فحصلت اتصالات أثمرت عن توقيع ورقة على بياض من قبل نصار قدمها لرئيس الحكمة الأب عصام ابراهيم ليضع عليها ما يراه مناسباً، وبالتالي كتابة طلب سحب الترشح. وعليه، سيعلن كتاب سحب الترشح بانتظار عودة المطران مطر لسحب الدعوى بموجب الوكالة القانوينة من غالب، الذي سيترشح اليوم للانتخابات ليكون أحد العضوين اللذين سيكملان عقد اللجنة الإدارية بعد استقالة جان حشاش ولبيب شبلي سابقاً.
أما الشخص الثاني الذي سيترشّح اليوم فهو ابن النادي وأحد الجنود المجهولين والمخلصين الذين حافظوا على فريق كرة القدم في أصعب الظروف وهو سمير نجم، غير المحسوب على أي طرف سياسي. وهي خطوة تسجّل للطرف القواتي الذي كان حريصاً على تمثيل حكماوي أكثر منه حزبي. كما أن نجم من أكثر الشخصيات الحكماوية التي تستحق الدخول الى اللجنة الإدارية نظراً إلى ما له من خبرة على صعيد كرة القدم وقدرته على تقديم مشروع يسمح بعودة الفريق الى الدرجة الأولى.
لكن تبقى الأمور بانتظار تثبيت ما توصّل إليه شهوان أمس، حيث سيقفل باب التراشيح للانتخابات عصر اليوم، إذ يؤمل بأن يشهد ترشّح غالب ونجم فقط من دون أي ترشيحات استفزازية أخرى.




عقلانية مشنتف

برزت عقدة بسيطة أمس مع استياء الرئيس السابق إيلي مشنتف مما صدر بحقه على صفحة الفايسبوك من قبل أحد الأطراف، لكن يجري العمل على معالجة الأمور كي لا تشكل عقدة أمام الحل، مع الاعتماد على عقلانية مشنتف وتغليبه مصلحة النادي على أي مصالح أخرى، وخصوصاً في ظل غضب وصلت أصداؤه من روما وتحديداً من قبل المطران مطر نتيجة ما حصل في اليومين الماضيين.