في الوقت والمكان المناسبين، جاءت مباراة النادي الأكثر تتويجاً بلقب الدوري الإنكليزي مانشستر يونايتد، ضمن بطولة كأس الرابطة الإنكليزية للمحترفين، لتُنسي الجماهير والإدارة والمدرب واللاعبين ما حدث في المباراة الأخيرة أمام ويست هام في الـ«بريمرليغ». خسارة بهدفين من دون رد، هي نتيجة اللقاء الأخير لـ«الشياطين الحمر» في الدوري أمام الـ«هامرز». ماذا يحدث لليونايتد؟ مَن المسؤول؟ وما قصّة بوغبا؟ وهل المدرب أولي غونار سولشاير يتحمّل المسؤولية كاملة؟ قبل انطلاق مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز، كان هناك شبه إجماع على أن موسم اليونايتد الحالي سيكون تجريبياً، بالنسبة إلى المدرب النرويجي أولي غونار سولشاير، نظراً إلى المشاكل التي حدثت خلال فترة الإنتقالات الصيفية، إضافة إلى تدني معدّل أعمار لاعبي الفريق، وبالتالي نقص واضح في الخبرة. البداية الـ«كاسحة» لأبناء المدرب سولشاير بطل موقعة الكامب نو عندما كان لاعباً، أمام تشيلسي، والتي انتهت برباعية نظيفة لبوغبا وزملائه، رفعت سقف التوقّعات وبدأت الجماهير تحلم بعودة اليونايتد القديم. كل هذه الأحلام توقّفت بعد المباراة الثالثة في الدوري أمام كريستال بالاس، حيث خسر اليونايتد مباراته الأولى وعلى أرضه في «أولد ترافورد». سبق هذه الخسارة تعادل مخيب مع وولفرهامبتون، ما يعني أن البداية القوية في النتيجة أمام تشيلسي، لم تكن نتيجة البناء على أسس صحيحة، بل هي حصلت بسبب عدم جهوزية الخصم.
دخل البرتغالي جوزيه مورينيو على خط أزمات اليونايتد أخيراً


الأرقام الأولى التي حقّقها سولشاير، جعلت الجماهير تؤمن بهذا المدرب النرويجي، المدير الفني الذي انتشل فريقاً منتهياً من البرتغالي جوزيه مورينيو، ليُعيد ترميمه، محقّقاً نتائج مُذهلة. 9 مباريات خارج ملعب «أولد ترافورد»، حقّق خلالها المدرب سولشاير 9 انتصارات، مسجلاً 23 هدفاً ومستقبلاً 4 أهداف فقط. هذه الأرقام تدل للوهلة الأولى على أن المدرب البرتغالي السابق مورينيو لم يكن يملك الأفكار والخطط. مع قدوم سولشاير، تغيّر اليونايتد، بل إن نفسيات اللاعبين تغيّرت، وبدأ الجميع يتحدّث عن بداية مسيرة مدرب شاب، أعاد جزءاً من الهيبة الضائعة. لكن ما حدث بعد تلك الفترة المميزة كان مغايراً تماماً. تخبّط في الأداء، غيابات بالجملة، لاعبون ليس للمسؤولية مكان في قاموسهم، وهذا ما أكّده النجم الفرنسي بول بوغبا بعد تصرفاته «المراهقة» لمحاولة مغادرة النادي الذي كان اختياره منذ البداية.
تبدّلت الآية اليوم، وفي آخر 9 مباريات لليونايتد تحت إمرة سولشاير خارج ملعبه، لم يحقق أي انتصار. استقبلت شباك الحارس الإسباني دافيد دي خيا 18 هدفاً، وسجّل زملاء ماركوس راشفورد 5 أهداف فقط. ماذا حدث في الفترة ما بين المرحلتين الإيجابية والسلبية لسولشاير؟
خلال مغادرته لملعب «لندن» الخاص بنادي ويست هام يونايتد، دخل اللاعب والنجم السابق لمانشستر يونايتد ريو فيرديناند في سجال مع المشجعين الذين يقفون خارج الملعب. ظهر خلال مقطع الفيديو الذي نشرته شبكة «سكاي سبورتس» أن فيرديناند دافع بشدة عن مدرب اليونايتد سولشاير، موضحاً أن هذا التهجّم الذي يحدث الآن على المدرب النرويجي ليس منطقيّاً حيث قال: «يجب أن نعطي المدرب بعضاً من الوقت، لا يمكن الحكم عليه بهذه البساطة، يجب أن نتحلّى بالصبر». كلمات فيرديناند ستؤثر كثيراً في الجماهير، فهو يُعتبر من أساطير النادي الإنكليزي، وكلمته من المتوقّع أن تُغيّر من أفكار عدد كبير من المشجعين. لكن على الجهة المقابلة، أشعل المدرب السابق ليونايتد جوزيه مورينيو الفتيل من جديد، فخلال الاستوديو التحليلي الخاص بشبكة «سكاي سبورتس» لمباراة ويست هام ومان يونايتد، علّق «السبيشيل وان» قائلاً : «أنا استحقيت الإقالة من منصبي في يونايتد، لكن الفريق الحالي أسوأ من الذي كنت أدربه عندما قررت الإدارة إقالتي».
من الواضح أن اليونايتد لا يمر بأفضل حالاته، والجماهير بدأت تشعر بالملل من تكرار الهزائم، فمع مرور ست جولات حتى الآن في الـ«بريمرليغ»، يبتعد اليونايتد عن ليفربول المتصدّر بفارق عشر نقاط كاملة، أي أنه لا يمكن النقاش في احتمالية منافسة «الشياطين الحمر» على اللقب. لعنة رحيل «السير» لا تزال تحوم في سماء «الأولد ترافورد».