بطبيعة الحال، فإنّ خطوة «تورنتو رابتورز» واجهت جدلاً كبيراً، إذ اعتبر البعض أنّ النادي بذلك يدعم اضطهاد السيدات، اعتقاداً منهم بأنّ الحجاب يقمع المرأة. إلا أنّ مالكي النادي أكدوا أنّ ملاعب كرة السلة يجب أن تكون مكاناً يشعر فيه الجميع، على اختلافهم، بالقبول والاندماج، وهو ما لقي ترحيباً من الكثيرين. اللافت أنّ الانتقادات التي تطاول المستلزمات الخاصة بالمحجبات ليست بجديدة، فقد سبق أن تعرضت شركة «ديكاثلون» الفرنسيّة، المتخصصة في بيع اللوازم الرياضيّة، لحملة كبيرة بعد إعلان عزمها على تسويق حجاب رياضي للنساء المحجبات في الأسواق الفرنسيّة في آذار/ مارس الفائت، الأمر الذي أدى إلى تراجعها عن قرارها في طرح المنتج، وذلك بعد ظهور موجة كبيرة من الاعتراضات من جهات سياسيّة وإعلاميّة داخل البلد (فرنسا)، وهجوم واسع من أوساط المعادين للإسلام.
إلا أنّ هذه الحملات المستمرة ضد المنتجات المتعلقة بالحجاب، والانتقادات التي تطاول الجهات التي تصدرها، ليس أمراً مفاجئاً بالنسبة الى تلك الجهات، بسبب الجدلية التي يسببها الأمر، ولا سيما في المجتمعات التي تعاني من الإسلاموفوبيا. إلا أنّ هذا الأمر لا يمنع الشركات من المضي في بيع تلك المنتجات، وتحديداً شركة «نايكي» حين أطلقت حجابها الرياضي. ورغم أنّ الشركة الأميركية أشارت حينها إلى أنّ تصميمها يهدف إلى إلهام الفتيات المسلمات وتلبية المتطلبات الثقافية في ما يخص الملابس وتقاليد الدول المسلمة، إلا أنه لا يخفى طبعاً هدفها الأول والأخير الكامن بتحقيق المزيد من الأرباح، وذلك عبر الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين. لا شكّ أنّ جميع هذه الشركات تسعى إلى المكسب المادي بشكل أساسي، إلا أنّ هذه الخطوات تساعد في تحسين التمثيل الفعال للرياضيات المحجبات في القطاعات الرياضية المختلفة. الأمر يتجاوز كونه مجرد تلبية للاحتياجات واللوازم الخاصة بفئة من الرياضيين، بل هو بادرة ايجابية تشير إلى أنّ عالم الرياضة يتطور ليصبح أكثر شمولية وإحاطة بوضع الرياضيين على تنوعهم واختلافهم.
Inspired by those brave enough to change the game.
— Toronto Raptors (@Raptors) September 13, 2019
The Toronto Raptors Nike Pro Hijab is available now.#WeTheNorth pic.twitter.com/D1fY1mWGhy