تكثر الديربيات في إنكلترا. ورغم اعتبار ديربي الـ«ميرسيسايد» الذي يجمع بين إيفرتون وليفربول، الديربي الأشرس بنظر العديد من المشجعين، يتّجه ديربي آرسنال وتوتنهام لانتزاع لقب أقوى الديربيات الإنكليزية هذه السنة، نظراً إلى تقارب مستوى الفريقين، أقله من ناحية النتائج. تعطي الإحصائيات نظرة أوضح عن مدى الكراهية بين الفريقين، إذ بلغ معدل البطاقات الممنوحة للاعبين 4.3 في المباراة الواحدة في آخر 27 سنة. في 54 ديربي لندني، أُشهرت 219 بطاقة صفراء، إضافة إلى 13 بطاقة حمراء، ليبتعد ديربي شمال لندن ببطاقة أقل عن مجمل البطاقات الممنوحة في ديربي الميرسيسايد.مع نهاية الموسم الماضي، تغنّت الصحافة العالمية بالمدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، بعد ما أنجزه برفقة توتنهام دون صرف أيّ مبلغ مالي. وصافة في دوري أبطال أوروبا، ومركز رابع في الدوري الإنكليزي الممتاز، جعلت المدرب الأرجنتيني مطلباً للعديد من الأندية الأوروبية، غير أن بوكيتينو فضّل البقاء مع توتنهام بعد تلقيه وعداً بميزانية كافية لتحقيق أولى الألقاب. مع نهاية الموسم الكروي وفتح سوق الانتقالات، بدأ العمل في إدارة توتنهام. تمثّل النجاح الأول للفريق بالمحافظة على أبرز نجوم النادي، على رأسهم الدينماركي كريستيان إيركسن، الذي كان مطلباً رئيسياً لكبار الأندية الأوروبية. بعدها، بدأ توتنهام بتعزيز نقاط ضعف المنظومة، فاستقدم كل من الفرنسي تانغي ندومبيلي من ليون مقابل 60 مليون يورو، ثم وقّع مع متوسط ريال بيتيس جيوفاني لو سيلسو على سبيل الإعارة، لينهي سوق انتقالاته بالتعاقد مع جناح فولهام الشاب رايان سيسينيون مقابل 27 مليون يورو. صفقات أعطت مؤشرات على أن توتنهام سيكون منافساً جدياً على الدوري، نظراً إلى تلاؤم هذه الأسماء مع حاجة الفريق، غير أنّ النتائج جاءت على عكس المتوقّع حتى الآن. فوز متأخر أمام أستون فيلا في أولى مباريات الفريق المحلية، تبعه تعادل شاق أمام مانشستر سيتي، ثم خسارة مفاجئة على أرضه أمام نيوكاسل بهدف نظيف، وضعت الفريق في المركز السابع برصيد 4 نقاط.
بلغ معدل البطاقات الممنوحة للاعبين 4.3 في المباراة الواحدة في آخر 27 سنة


على الجانب الآخر، بدأ آرسنال مشواره المحلي بأفضل صورة ممكنة، بعد أن فاز على نيوكاسل بهدفٍ نظيف. استمر عرض الغانرز بعدها، بفوزه الشاق على نادي بيرنلي بنتيجة (2-1)، ليحقق الفريق الانطلاقة الأفضل له منذ عام 2009. في الجولة الثالثة، وصل آرسنال إلى اختباره الحقيقي الأول، عند مواجهته ليفربول على ملعب الأنفيلد. انتهت تلك المباراة بثلاثية مقابل هدف لليفربول، بعد أن تقدم الريدز بثلاثة أهداف حتى الدقيقة 85. نتيجة كبيرة طرحت العديد من الأسئلة حول تطلعات الفريق للمستقبل القريب، ومدى تلاؤم أهداف الإدارة مع الواقع. في السنوات الأخيرة، تنحى العملاق اللندني عن عرشه، تاركاً مقاعد المنافسة المحلية لأندية جديدة بإمكانيات مالية كبيرة. سوءٌ في الإدارة واستثمارات شحيحة أسقطت من أسهم آرسنال في بورصة كبار الأندية الإنكليزية، لتتحول طموحات الـ«مدفعجية» في غضون سنوات قليلة، من التتويج بالألقاب، إلى بلوغ مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا.
في الموسم الماضي، احتل آرسنال المركز الخامس في الدوري، كما أنه حلّ وصيفاً لتشيلسي في بطولة الدوري الأوروبي، ما حال دون مشاركته في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. تقلّصت ميزانية النادي حينها إلى 40 مليون يورو فقط، نظراً لانقطاع عائدات دوري الأبطال المالية. رغم اعتبار هذا الرقم هو الأقل بين ميزانيات الأندية الستة الكبرى في إنكلترا، إلا أن آرسنال أبرم 6 صفقات، بينها 3 مهمة، وهم نيكولاس بيبي، داني سيبايوس وديفيد لويز. مثّل هذا الأخير أبرز نقاط ضعف الفريق في المباراة الأخيرة أمام ليفربول. ظهر جلياً ضعف المدافع البرازيلي في المواجهات الفردية، بعد أن تسبب بركلة جزاء «ساذجة» على محمد صلاح، تبعه سوء تغطية في المواجهة الفردية أمام اللاعب نفسه في الهدف الثالث. خسارة وضعت الفريق في المركز الثالث بـ6 نقاط، وأضاءت على العديد من نقاط الضعف التي قد تحول دون مشاركته في دوري الأبطال، للمرة الرابعة توالياً.