بعد طول انتظار، بدأ الموسم الكروي في إيطاليا. انتصار خجول ليوفنتوس أمام بارما بهدفٍ نظيف خارج الديار، تبعه انتصار مثير لنابولي برباعية مقابل 3 أهداف على أرض فيورنتينا، في حين خسر روما نقطتين ثمينتين عندما تعادل على أرضه (3-3) أمام جنوى، وأخيراً فاز إنتر ميلانو على ليتشي بأربعة أهداف دون رد. هكذا، حققت الأندية الكبرى بداية منطقية، أما المفاجأة، فقد كمنت بسقوط إي سي ميلان على ميدان أودينيزي بهدفٍ نظيف، مستكملاً مسلسل خيبات الموسم الماضي.كانت التطلعات مرتفعة في الموسم الماضي، خاصةً مع تسلم الإدارة الجديدة، المتمثّلة بصندوق إليوت الأميركي، وصولاً إلى الاعتماد على أبناء النادي، أو نجومه التاريخيين، لشغل مراكز إدارية مهمة في الفريق. مشروع جديد أعطى مؤشرات على أن العمل سيكون من أجل إعادة ميلان إلى الطريق الصحيح، أقله المشاركة بدوري أبطال أوروبا، لتُستكمل عملية البناء في الموسم المقبل، غير أن ذلك لم يحدث. صفقاتٌ واعدة أبرمها ميلان خلال الفترة الأخيرة (آخر سوقي انتقالات)، على غرار المهاجم البولندي كريستوف بيونتك ومتوسط الميدان البرازيلي لوكاس باكيتا. تعاقدات علّقت عليها الآمال لعودة العملاق الإيطالي من جديد، غير أنّ لغة الميدان كانت مختلفة، وخالفت لغة اللاعبين وإدارة النادي على حد سواء. كان ميلان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ مقعد مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، إلا أن النتائج المتقلبة على فترات متقطعة من الموسم حالت دون ذلك، وأدخلت الفريق في المقابل إلى بوابة الدوري الأوروبي. قررت المحكمة الرياضية الدولية فيما بعد حرمان ميلان من المشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي موسم 2019-2020، بعد خرقه قواعد اللعب المالي النظيف. هكذا، غاب ثاني أكثر الفرق تحقيقاً لألقاب دوري أبطال أوروبا برصيد 7 كؤوس عن البطولات الأوروبية، مواصلاً مسلسل الخيبات منذ آخر مشاركة له في الـ«تشامبيونز ليغ»، موسم (2013-2014).
بعد هذا السقوط قامت الإدارة بإقالة المدرب جينارو غاتوزو، لإعادة هيكلة الفريق من جديد بما يتناسب مع طموحاتها، وعينت مكانه مدرب سامبدوريا السابق ماركو جيانباولو، غير أن هذا الأخير أظهر في مباراته الأولى من الموسم الحالي نسخة «كربونية» عن ميلان الموسم الماضي، دون أي إضافة تذكر.
صيفٌ حافل عرفه إي سي ميلان، جاء خلاله العديد من اللاعبين أصحاب الإمكانيات الجيدة، بأقل كلفة ممكنة. تعاقدات جديدة أبرمتها الإدارة لتمويل جيانباولو بالعناصر المناسبة لأفكاره، فجاء كل من تيو هيرنانديز لاعب ريال مدريد وريال سوسيداد السباق، لاعب خط الوسط الكرواتي رادي كرونتش الذي قدّم موسماً استثنائياً مع ناديه الإيطالي السابق إمبولي، إضافةً إلى الجزائري اسماعيل بن ناصر، أفضل لاعب في بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة. رغم وفرة الأسماء، مني ميلان بخسارة مفاجئة أمام أودينيزي في الأسبوع الأول، وضعت الكثير من علامات الأستفهام على مشروع النادي الجديد، خاصةً على صعيد أسلوب جيانباولو المعتمد في وضع التشكيلة وتسيير المباراة.
بدأ جيانباولو اللقاء أمام أودينيزي بلاعبي الموسم الماضي، في حين اقتصر ظهور الوجوه الجديدة على إشراك اسماعيل بن ناصر ورافاييل لياو في أواخر الشوط الثاني من المباراة. أداءٌ باهت للروسونيري، انعكس عبر الإحصائيات، إذ سدد لاعبو ميلان 14 تسديدة على مرمى أودينيزي ـ أنهى الموسم الماضي بالمركز الثاني عشر في الدوري ـ دون أن تستقر أي تسديدة بين الخشبات الثلاث.
قبل بداية الموسم، أبدى جيانباولو إيمانه بإمكانيات الفريق للعودة إلى الطريق الصحيح، بعد سنواتٍ عجاف طوال. في تصريح صحافي سابق، أكد جيانباولو أن انسجام الفريق مع أسلوبه كان أسرع مما خطط له، وأنه يمتلك الجودة الكافية من أجل موسم يعد بالكثير لميلان. غير أنّ الأداء السيئ في المباراة الأولى، أظهر حاجة جيانباولو إلى إعادة النظر في كلامه، أقله من ناحية تجانس المنظومة. أمر سيسعى إليه المدرب بدءاً من المباراة المقبلة، إذ صرح لقناة النادي بعد نهاية اللقاء أنه سيجرب خطة 4-3-3 بدلاً من 4-3-1-2 لاستخراج أفضل إمكانيات اللاعبين، خاصةً سوسو الذي كان تائهاً في المباراة الأولى.
الإمكانيات التي أظهرها جيانباولو سابقاً تعد بالكثير، غير أن طموحات ميلان أعلى من طموحات سامبدوريا. البداية كانت سيئة، غير أن مشوار الدوري طويل. بإشراك الأسماء الجديدة وتغيير خطة اللعب، قد يعود ميلان إلى أيامه الذهبية مع مدربه الجديد، وهو ما تعوّل عليه جماهير الروسونيري، التي ضاقت ذرعاً من الانتظار.

إنتر ميلانو قدّم أسلحته
وجه إنتر ميلانو بقيادة مدربه الجديد أنطونيو كونتي إنذاراً شديد اللهجة ليوفنتوس، بطل المواسم الثمانية الماضية، بفوزه الكبير على ضيفه العائد بين الكبار ليتشي في ختام المرحلة الأولى من الدوري الإيطالي لكرة القدم. إنتر من خلال هذه المباراة قدم نفسه كمنافس جدي على الألقاب. شخصية قوية للفريق مع أنطونيو كونتي، وكذلك تنظيم ممتاز في جميع الخطوط. في المباراة الأولى أشرك كونتي الوافدين الجديدين البلجيكي روميلو لوكاكو وستيفانو سينسي، فكانا عند حسن ظنه بهزهما الشباك في أول اختبار رسمي مع «نيراتزوري».