مسيرة غنية سطرها الظهير الإنكليزي الأسطوري آشلي كول، تخلّلها العديد من المنعطفات التي جعلت من الإنكليزي الموهوب أحد أكثر اللاعبين كرهاً في إنكلترا، رغم كل ما حققه من إنجازات على أرض الملعب.نشأ آشلي كول في نادي آرسنال بالعاصمة لندن، حيث صقل موهبته في الفئات الشبابية للنادي، حتى بلغ الفريق الأول عام 1999. منذ ذلك العام، حجز كول مركزا أساسياً في خطط مدرب الفريق الفرنسي أرسين فينغر، ليصبح في ما بعد الظهير الأفضل في بلاد مهد كرة القدم.
بدأ نجم آشلي بالسطوع شيئاً فشيئاً، فتم استدعاؤه الى صفوف المنتخب الإنكليزي الأول، للّعب أمام منتخب ألبانيا. بعدها، زاد الضوء على الظهير الإنكليزي الشاب، إثر مساهمته الرئيسية في التتويج بلقب الدوري الإنكليزي لموسم 2001 ــــ 2002، إضافةً إلى لقب كأس الاتحاد في البلاد.
علم فينغر إمكانيات كول الكبيرة، على الرغم من عمره الصغير حينها، كما أدرك أن أداءه اللافت قد يبعده عن الـ«مدفعجية» في ظل كثرة الضوء عليه، ورغبة الأندية في التوقيع معه. رغم محاولات المحافظة عليه، فشل فينغر في حماية جوهرته الشابة، وخاصة بعد تألقه في كأس العالم عام 2002، ومساهمته في تحقيق لقب اللاهزيمة الشهير مع آرسنال في موسم 2003 ــــ 2004.
بعد تحقيق لقب الدوري، لم يتحمل كول حجم الضغط الذي فرضه الإعلام عليه، كما الأندية التي كانت ترغب في التعاقد معه. الشهرة فعلت فعلها، وخاصة بعدما تحول اللاعب في غضون سنوات قليلة من شاب موهوب إلى الظهير الأفضل في إنكلترا. التألق الكبير للاعب مع فريقه إضافةً إلى بروزه برفقة منتخب بلاده في بطولة يورو 2004، وضع آشلي كول في التشكيلة الأفضل في أوروبا لعام 2004.
حاول آرسنال كثيراً تجديد عقد لاعبه تحسّباً لأي طارئ، غير أن آشلي رفض ذلك بشكل واضح في بداية الأمر، وكشف صراحة أنه يريد الرحيل وخوض تجربة جديدة خارج آرسنال.
أطلقت جماهير آرسنال على ظهيرها السابق لقب «cashley cole» تيمّناً بالمال


عام 2005، اجتمع آشلي كول ووكيله جوناثان بارنيت، مع مدرب تشيلسي جوزيه مورينيو، لمناقشة احتمالية انتقال اللاعب إلى ستامفورد بريدج. انتشر خبر الجلسة السرية في الصحف الإنكليزية، فغُرّم اللاعب بمبلغ 100 ألف جنيه استرليني (تقلصت إلى 25 ألف في ما بعد) إثر مخالفته قواعد الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، التي تقضي بمنع أي لاعب ينتمي إلى نادٍ محدد من الاجتماع مع ممثلي نادٍ آخر دون إذن من إدارة النادي الذي يمثله. على الجانب الآخر، غُرّم نادي تشيلسي بمبلغ 300 ألف يورو، كما غرم جوزيه مورينيو نفسه بمبلغ 200 ألف يورو.
وسط كل هذه الزحمة، وتجنباً لأقلام الصحافة الإنكليزية القاسية، مدّد كول عقده برفقة آرسنال لعام إضافي، إلا أنه كان تمديداً شكلياً بنظر الكثير من الأنصار. استمرت المشاكل بعدها حتى انفجرت عام 2006، حين أعلن ناديا تشيلسي وآرسنال في الساعات الأخيرة من سوق الانتقالات، قيامهما بعملية تبادل، انتقل بموجبها المدافع الإنكليزي الدولي آشلي كول إلى تشيلسي، فيما حصل آرسنال في المقابل على خدمات المدافع الفرنسي الدولي وليام غالاس، إضافة إلى مبلغ مالي وصل الى 7.4 ملايين يورو. حينها، أطلقت جماهير آرسنال على ظهيرها السابق لقب «cashley cole» تيمناً بالمال «cash»، وباتت منذ ذلك اليوم صفقة انتقال كول الى تشيلسي واحدة من أغرب صفقات الدوري في ظل الكراهية الكبيرة بين الفريقين.
قدم آشلي كول مسيرة كبيرة في كرة القدم، إذ شارك مع منتخب بلاده إنكلترا بـ107 مباريات رسمية دولية، قبل أن يعتزل اللعب الدولي عام 2014. لعب كول 385 مباراة في الدوري الإنكليزي الممتاز، بقميص آرسنال، كريستال بالاس، وتشيلسي، قبل أن يرحل إلى نادي روما الإيطالي عام 2014 ومنه إلى نادي لوس أنجلوس غالاكسي الأميركي عام 2016، قبل أن يختتم مسيرته مع ديربي كاونتي، النادي الذي كان يدربه زميله السابق ومدرب تشيلسي الحالي فرانك لامبارد.
توج آشلي كول بالعديد من البطولاتن أهمها لقب الدوري الإنكليزي 3 مرات، دوري أبطال أوروبا مرة، لقب الدوري الأوروبي مرةن إضافة إلى لقب كأس الاتحاد الإنكليزي 7 مرات، كما كأس الرابطة الإنكليزية مرة واحدة. ومن المتوقع ان يتجه الظهير الإنكليزي حالياً إلى التدريب، في وقت يقوم فيه بالتحليل التلفزيوني على مباريات الدوري.