ينطلق الدوري الإنكليزي الممتاز مع نهاية الأسبوع الحالي. في ظلّ الاستقرار الفني لأغلب الأندية، لا يزال اللقب محصوراً نظرياً بين الأندية الكبرى، خاصة ليفربول ومانشستر سيتي. الصعوبة تكمن بتنبؤ مسار الأندية الصاعدة حديثاً إلى دوري الأضواء، في ظلّ اختلاف المستوى بين دوري الدرجة الأولى والدوري الممتاز. شهد هذا الموسم صعود ثلاثة أندية جديدة كما هي العادة، هم نورويش سيتي، شيفيلد يونايتد وأستون فيلا. هذا الأخير كان الأكثر إنفاقاً في الدوري الإنكليزي، فهل ينقذه البذخ من هبوط جديد نهاية الموسم؟نظراً إلى كونها البطولة الأكثر مشاهدة في العالم، ينفرد الدوري الإنكليزي بامتيازات مالية خيالية، مقارنة بباقي دوريات العالم. يعدّ الـ«بريميرليغ» أكثر الدوريات حصولاً على عائدات البثّ، الأمر الذي يوفّر دخلاً هائلاً للأندية، يرفع بالتالي من حظوظها بشراء العديد من اللاعبين، وتدعيم صفوفها وتأهيل ملاعبها. هذا الأمر يظهر جلياً عبر مراقبة حركة أندية النصف الثاني من جدول ترتيب الدوري الإنكليزي، وكيف أنّها تضم نجوماً مميّزين، رغم عدم ثقلها الكروي، وقدرتها على المنافسة محلياً وأوروبياً.
يحصل النادي الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنكليزي الممتاز على جوائز مالية تفوق تلك التي يحصل عليها بطل دوري أبطال أوروبا، رغم ذلك، تفشل معظم هذه الفرق في البروز كمنافس جدّي على الألقاب المحليّة، في ظلّ عدم الموازنة بين الاستقرار الفني للفريق والتأقلم على نمط أصعب للمنافسة. تجربة نادي فولهام الموسم الماضي، تثبت أنّ البذخ في سوق الانتقالات ليس مقياساً لنجاح فريق صاعد من عدمه.
فريقٌ صاعد جديد، يسير على مسار فولهام لناحية سياسة التعاقدات، وهو نادي أستون فيلا. الأخير ورغم عدم تصنيفه من الأندية الكبيرة، بالنظر إلى تراجعه في العقدين الأخيرين مقارنةً بحقبته الذهبية، يقبع نادي أستون فيلا خامساً في ترتيب أكثر الأندية الأوروبية صرفاً في سوق الانتقالات الحالي، خلف كلّ من ريال مدريد، وأتليتيكو مدريد، وبرشلونة الإسبانية، ونادي يوفنتوس الإيطالي. الـ«فيلانز» صرف قرابة الـ150 مليون يورو حتى الآن، من أجل التوقيع مع لاعبين وكسر بنود الإعارات.
صرف أستون فيلا 148.60 مليون يورو على التعاقدات الجديدة


مع نهاية الموسم الماضي، صعد نادي أستون فيلا إلى الدوري الإنكليزي من جديد، بعد ثلاث سنوات من المعاناة في دوري الدرجة الأولى «تشامبونشيب». النادي الذي كان رقماً صعباً في الدوري الإنكليزي الممتاز سابقاً (لعب 24 موسماً متتالياً في دوري الأضواء قبل هبوطه عام 2016)، يسعى جاهداً للعودة إلى مكانه الطبيعي معتمداً على سياسة التعاقدات وصرف الأموال. اللاعب ويسلي موراييس، كان آخر انتدابات أستون فيلا للموسم الجديد، وهو جاء من كلوب بروج البلجيكي مقابل 25 مليون يورو، وبالتالي يكون الـ«فيلانز» قد صرف 148.60 مليون يورو على التعاقدات خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية بحسب موقع «ترانسفرماركيت».
على الورق، بات أستون فيلا يمتلك منظومة قوية وقادرة على المنافسة، غير أنّ ما يخشاه مدرب الفريق دين سميث هو عدم تأقلم اللاعبين الجدد في وقت سريع، وبالتالي تتكرّر تجربة نادي فولهام في الموسم المنصرم. نادي «البيض» أو «سكان الكوخ» كما يلقّب حصل خلال الصيف الماضي على نحو 130 مليون يورو، كجائزة لصعوده إلى دوري الأضواء. قام النادي اللندني حينها باستثمار هذه الأموال، في استقدام العديد من اللاعبين، فخطف متوسّط ميدان نادي نيس الفرنسي جان ميكيل سيري بعد أن ارتبط اسمه بناديي برشلونة الإسباني وتشيلسي الإنكليزي، كما تعاقد مع أليكساندر ميتروفيتش مهاجم نيوكاسل يونايتد، إضافةً إلى إقناع جناح بروسيا دورتموند أندري شورلي بالعودة مرة أخرى إلى إنكلترا بعد تجربة سيئة مع تشيلسي. كان واضحاً أن صفقات النادي ليست مدروسة كما يجب، خاصة عندما وقع فولهام مع 9 لاعبين قبل 11 يوماً من بداية الدوري، جاء 5 منهم في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفي. الصفقات العشوائية أعادت فولهام إلى دوري الدرجة الأولى في نهاية المطاف، بعد البداية الكارثية للنادي، والتي تمثّلت بتحقيق انتصار وتعادلين، مقابل 9 خسارات من أول 12 جولة.
حتى الآن، صرف أستون فيلا أكثر من ناديي مانشستر سيتي وماشستر يونايتد (يعتبران من أكثر الأندية إنفاقاً في السنتين الأخيرتين)، كما أنه النادي الوحيد الذي صرف أكثر من 100 مليون يورو، وهو لن يشارك في المسابقات الأوروبية. الإحصائيات تؤكد أنّ الأندية التي تعتمد على لاعبيها الذين صعدوا إلى البريميرليغ، تمتلك حظوظاً أكبر في البقاء، كما حدث مع وولفرهامبتون الموسم الماضي، وذلك لتأقلمهم المسبق مع فلسفة المدرب وامتلاكهم حافزاً أكبر للمنافسة والبقاء في دوري الأضواء.
على أيّ حال، قد يتمكّن مدرب الفريق من تحقيق التوازن بين اللاعبين الجدد والحرس القديم، للحصول على أفضل انطلاقة ممكنة، وذلك عندما يحلّ أستون فيلا ضيفاً على نادي توتنهام، في أول مباراة لهما يوم السبت المقبل (الساعة 19:30 بتوقيت بيروت).