بعد طول انتظار وصلت «الحمامة» المرسلة من قبل الاتحاد الدولي لكرة السلة الى جل الديب، حاملة الى مقر الاتحاد اللبناني كتاباً يسرد الملاحظات على النظام الداخلي للاتحاد. كتابٌ طال انتظاره، لدرجة خُيّل للبعض أنه أُرسل بواسطة الحمام الزاجل، لكن الامر المؤسف ان آمال المتأملين باشراقة جديدة للسلة اللبنانية عبر ردّ «الفيبا» المرسل من خلال هذا الكتاب، تبخرت، وذلك بسبب كثرة الملاحظات المدرجة فيه، التي لا تعكس ابداً ارتياحاً بأن الوضع سيصل الى خاتمته السعيدة في وقتٍ قريب.
11 بنداً او ملاحظة يفترض على الاتحاد اللبناني ايجاد حلول لها قبل ان يقرّ «الفيبا» رفع الايقاف عنه، وترتبط كلّها بالتعديلات الاخيرة التي اقرتها الجمعية العمومية، اذ بالنسبة الى الجهات الدولية لا يمكن السير في أي حلٍّ على الطريقة اللبنانية، بل يفترض ان يتطابق اي تعديل مع المعايير المطلوبة من «الفيبا»، وهو امر لم يجده الاخير في نقاط عدة. وعلى رأس هذه النقاط ما يختص بلجنة إدارة بطولة الدرجة الاولى، وتحديداً بطريقة انتخابها، اضافة الى عدم وجود مادة واضحة حول حلّها، وهي مسألة تقلق الاتحاد الدولي، الذي يشدّد على ضرورة وجود لجنة ادارية منتخبة من الجمعية العمومية وتتمتع بصلاحيات واسعة.
كذلك توقف الاتحاد الدولي عند مقدّمة النظام والموضوع المالي، اضافة الى لجنة الطعون، مثلها مثل لجنة ادارة البطولة لناحية آلية الانتخاب والحل، وطريقة تعاطي الاندية مع الشق القانوني لناحية توجّه هذه الاندية في اي نزاع الى «الفيبا» قبل توجهها الى محكمة التحكيم الرياضية «كاس».
هذه الملاحظات الاساسية وغيرها الاقل اهمية التي ارسلها «الفيبا»، ومنها ما يرتبط بنظام التواقيع ايضاً، قد تفتح الباب امام مرحلة صدامية، الا ان رئيس الاتحاد المهندس وليد نصار أسقط هذه الفرضية، اذ قال: «كنا نعرف منذ البداية ان هناك مشاكل في النظام، لكننا لن نُقدم على اي شيء قبل ان نحصل على رضى الاطراف كلها، وذلك في موازاة احترام ما يطلبه «الفيبا»، اذ ان مسعانا هو التصحيح دون وجود اي نيات سيئة تجاه احد».
هي مرحلة صعبة من دون شك، وتتطلب ليونة من قبل الجميع، اذ لا مزاح مع «الفيبا» عندما يرتبط الامر بالقوانين. وهنا تدعو مصادر اتحادية الاندية الى ادراك أنه لا مفرّ من تصويب كل شيء يطلبه «الفيبا»، انطلاقاً من ان الاتحاد يريد حماية الاندية ومصالحها، لكن من دون اسقاط مسألة الهاجس الموجود لديها، بعد تجربتها المريرة مع الاتحاد السابق. هذه الدعوات تقابلها اخرى تقول بضرورة عدم تحرك الاتحاد دون سؤال الاندية حول ما يناسبها حفاظاً على المصلحة العامة، التي لن تحضر من دون ان يعمل الجميع كفريق واحد بهدف ايجاد الحلول الشافية.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




الحل بعد شهرين

لا يُتوقع ان يُرفع الحظر الدولي عن لبنان قبل شهرين تقريباً. هذا ما قاله رئيس الاتحاد وليد نصار، شارحاً الآلية التي ستتبع من خلال الردّ على كتاب «الفيبا» عبر اجراء التعديلات اللازمة، حيث ستترافق هذه الخطوة مع دعوة الجمعية العمومية إلى إقرار التعديلات، ما يعني ان الاندية اللبنانية ستغيب بالتأكيد عن بطولة غرب آسيا المقررة في طهران في 6 اذار المقبل.