بهدوء تام، وبعيداً عن الصفقات التي أبرمتها الفرق الإيطالية الكبيرة كنابولي ويوفنتوس وإنتر ميلانو، أو تلك التي تحاول إتمامها، يقف نادي ميلان. الـ«روسونيري» يتحضر بعيداً عن الأضواء، هناك على الجانب الآخر من النهر. سيكون من المجحف القول بأن ميلان لا يمتلك تشكيلة جيدة، أو أنه فريق ضعيف هذا الموسم. يتقدّم النادي بصورة جيدة خلال الـ«ميركاتو» الصيفي الحالي. تعاقدات جيدة أبرمتها الإدارة، منها تيو هيرنانديز لاعب ريال مدريد وريال سوسيداد السباق، لاعب خط الوسط الكرواتي رادي كرونتش الذي قدّم موسماً استثنائياً مع ناديه الإيطالي إمبولي برفقة النجم الجزائري اسماعيل بن ناصر. الأخير، حقق جائزة أفضل لاعب خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية، مع منتخب بلاده الجزائر المتوّج باللقب، كما أجرى الفحوصات الطبيّة، وبات داخل أسوار ملعب «سان سيرو». إلى جانب هذا الثلاثي المميّز، سيكون هناك دور كبير للظهير الأيمن الإيطالي أندريا كونتي، الذي كان أول صفقات إدارة نادي ميلان الجديدة تحت إشراف من الرئيس ​ماسيميليانو ميرابيلي، والمدير التنفيذي ماركو فاسوني. كونتي ولسوء حظه تعرّض لقطع في الرباط الصليبي، وهو الأمر الذي أدى إلى غيابه عن النادي طوال الموسم الماضي. اليوم، كونتي أصبح جاهزاً وواثقاً من قدراته ومن ثقة المدرب ماركو جيانباولو، الذي قال إن الظهير هو بمثابة صفقة جديدة للميلان.الأجواء تبدو إيجابية داخل النادي الإيطالي، الذي قام بعدّة صفقات الموسم الماضي وعلى رأسها «المسدّس» كريستوف بيونتيك، المهاجم البولندي الذي أمتع الجميع بقدراته التهديفية العالية. أضف إلى هذه الصفقة، التعاقد مع صانع الألعاب البرازيلي لوكاس باكيتا، اللاعب الذي كسب ثقة المدرب البرازيلي تيتي على حساب نجوم برازيليين آخرين كلوكاس مورا وفيليبي أندرسون ودوغلاس كوستا. باكيتا وخلال بعض المباريات التي شارك فيها الموسم الماضي، لم يكن في مكانه الذي اعتاد عليه، عندما كان لاعباً مع نادي فلامينغو البرازيلي. لم يستفد المدرب السابق لميلان جينارو غاتوزو من قدرات باكيتا، وذلك بسبب توظيفه بصورة خاطئة. اليوم ومع جيانباولو، المدرب السابق لنادي سامبدوريا، يبدو أن باكيتا سيأخذ مركزه المناسب في «صناعة اللعب»، وبذلك يكون المدرب يكرر التجربة التي حصلت بينه وبين لاعبه السابق، الفرنسي جريجوري دفريل.
يمتلك نادي ميلان حالياً ثلاثة خطوط جيدة على الورق


جيانباولو، يلعب بأسلوب مشابه لذلك الذي يعتمده صديقه المقرب ماوريسيو ساري في يوفنتوس، وسيكون بإمكانه إعادة ميلان إلى السكة الصحيحة.
خط وسط نادي ميلان المكوّن من بن ناصر، كرونتش، فرانك كيسيي، ستكون له كلمة كبيرة خلال الموسم المقبل، نظراً إلى الخصائص التي يتمتع بها هؤلاء اللاعبون.
نوعيّة اللاعبين التي يحبّذها جيانباولو تختلف كثيراً عن أفكار وخيارات المدرب السابق غاتوزو، الذي كان يفضّل المهاجم الشاب باتريك كوتروني على المهاجم المميّز البرتغالي أندري سيلفا. المدرب الجديد يعلم نوعيّة اللاعبين الذين يريدهم، كما أنه بدأ العمل على تطبيق أفكاره. المدرب تخلى عن كوتروني، وتعاقد مع المهاجم البرتغالي الشاب ولاعب ليل الفرنسي السابق رافاييل لياو ليكون البديل المناسب. جيانباولو ينسّق خطواته مع باولو مالديني، نجم النادي التاريخي، والذي يتسلم زمام الأمور الآن في ميلان.
أمّا بالنسبة إلى خط الدفاع، فكلّ من تيو هيرنانديز الفرنسي وكونتي سيشغلان مركزي الظهيري الأيمن والأيسر. يبقى القائد أليسيو رومانيولي في مركز قلب الدفاع، إلى جانب لاعب واحد لم يستقر عليه النادي حتى الآن، والذي سيكون ما بين كل من ماتيا كالدارا ولاعب فياريال السابق الأرجنتيني ماتيو موسكايو. خط دفاع على الورق يبدو جيداً، مع احتمال بقاء حارس المرمى الشاب جيانلويجي دوناروما مع الفريق، بعد أن تضاربت الأخبار حول رحيله إلى باريس سان جيرمان، الفريق الذي أعلن مدربه الألماني توماس توخيل اعتماده الكلي على الفرنسي ألفونس آريولا.
ثلاثة خطوط منظمة وجاهزة، هو أمر لم يكن يتوقعه العشاق، حتى جيانباولو نفسه، ولكن هذا حصل فعلاً وبأقل التكاليف.
المدرب مؤمن بميلان الحالي، فهو أكد خلال تصريح صحافي، أن انسجام الفريق مع أسلوبه أسرع من ما كان مخططاً له، وأنه يعتقد بامتلاكه الجودة الكافية من أجل موسم جيد يعد بالكثير لميلان ولجماهيره الوفيّة.