رغم ترشيح ناديي مانشستر سيتي وليفربول كأكثر الأندية حظوظاً للظفر بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، يسير نادي توتنهام بخطى ثابتة، لفرض نفسه منافساً جدياً على البطولة، نظراً لصيفه المميز، بعد سنتين عجاف على صعيد الصفقات. الحفاظ على أبرز لاعبي الفريق وتدعيمه بأغلى لاعب في تاريخ النادي، إضافةً إلى النتائج الإيجابية في التحضيرات، تؤكّد على جاهزية الفريق اللندني لمقارعة كبار الأندية على الألقاب المحلية والأوروبية.مع انطلاق أعمال تجديد ملعب توتنهام «وايت هارت لاين»، تقلّصت ميزانية النادي الإنكليزي في سوقَي الانتقالات السابقَين، وذلك خوفاً من تجاوز قواعد اللعب المالي النظيف. لم يُبرم نادي توتنهام أي صفقة حينها، بل اكتفى بتشكيلة محدودة، تقلّصت فيما بعد إثر التخلي عن بعض اللاعبين، وأبرزهم موسى ديمبيلي. رغم ذلك، تمكن الفريق اللندني من بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا (خسره أمام ليفربول) وإنهاء الموسم رابعاً في الدوري الإنكليزي.
ارتفعت أسهم توتنهام كثيراً مع نهاية الموسم الماضي، وذلك بعد إطاحته بالعديد من أندية النخبة الأوروبية، ووصوله إلى نهائي دوري الأبطال. رغم خسارته النهائي أمام ليفربول، إلا أن النادي اللندني أصبح هدفاً للعديد من المواهب الشابة في أوروبا، حتى وصل الحديث في بعض الأحيان إلى إمكانية انتقال المهاجم الأرجنتيني باولو ديبالا إليه، وهو يعتبر أحد أبرز المواهب الشابة في العالم حالياً.
إنجاز توتنهام الأوروبي، جعل الإدارة تكافئ المدرب ماوريسيو بوكيتينو بميزانية مقبولة لترميم صفوف الفريق، وقدّرت بـ100 مليون يورو. المدرب الأرجنتيني المعروف بهدوئه وتركيزه العاليين، لم يبرم صفقات عشوائية، بل اكتفى بانتداب متوسط الميدان الفرنسي تانغي ندومبيلي حتى الآن. الأخير كان على رادار عدد من الأندية الأوروبية المهمة، لكن متوسط ميدان نادي ليون الفرنسي والمنتخب الفرنسي، اختار الذهاب إلى لندن، مقابل 60 مليون يورو، بالإضافة إلى مكافآت قد تصل إلى 10 ملايين يورو بحسب ما أعلن عنه النادي الفرنسي. بهذا المبلغ، بات ندومبيلي أغلى صفقة في تاريخ النادي اللندني، متخطياً المدافع الكولومبي دافينسون سانشيز الذي جاء في موسم 2017/2018 مقابل 40 مليون يورو.
بات متوسط الميدان الفرنسي ندومبيلي أغلى صفقة في تاريخ نادي توتنهام


القدرات الهائلة التي يملكها ابن الـ22 عاماً، على المستوى الفني (مراوغات وتمريرات حاسمة) والبدني، ستعطي قوة إضافية لوسط ميدان توتنهام، وهذا الأمر ظهر بشكل واضح خلال التحضيرات الصيفية والبطولات الودّية. هذه المباريات والبطولات التنشيطية لا يعطيها البعض أهمية كبيرة، وبعيداً عن كل شيء، فقد أظهر نادي توتنهام أنه يمتلك منظومة متكاملة، تحديداً في المباراة الكبيرة التي قدمها أمام يوفنتوس الإيطالي. في تلك المباراة، قدّم ندومبيلي أداءً رائعاً، إذ تمكّن من صناعة الهدف الثاني، قبل أن يسجّل هاري كاين هدف الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة، بتسديدةٍ رائعة من منتصف الملعب. الأداء العالي لتوتنهام استمر في التحضيرات، بعد أن هزم ريال مدريد بنتيجة (1-0) قبل يومين.
اسمٌ آخر مرشح للعب لتوتنهام في بداية الموسم المقبل، هو لاعب وسط نادي ريال بيتيس الإسباني، جيوفاني لوسيلسو، الذي يسعى جاهداً للعمل مع مواطنه الأرجنتيني في شمال لندن بحسب العديد من الصحف الإنكليزية والأرجنتينية.
في توتنهام، وجد بوكيتينو بيئة ملائمة لأفكاره وخططه، كما توافق أسلوبه في اختيار اللاعبين مع سياسة النادي. منذ مجيئه، بنى المدرب الأرجنتيني منظومة متوازنة، بأقل التكاليف الممكنة، وهو ما ساعده على حجز مقعد دائم في دوري الأبطال. بدأت أولى لمسات المدرب بتصعيد المهاجم هاري كاين من صفوف الشباب إلى الفريق الأول، وإشراكه أساسياً على حساب المهاجم المخضرم إيمانويل أديبايور. ثم تبعه استقدام العديد من الأسماء الشابة المغمورة، كسون هيونغ مين ووانياما اللذين تركا بصمة واضحة في النادي. مع الاستقرار الفني والإداري للفريق، يبدو توتنهام جاهزاً أكثر من أي وقتٍ مضى للمنافسة، ومحاولة تحقيق لقب الدوري الأول له منذ قرابة 60 عاماً.
مع حفاظ مانشستر سيتي على لاعبيه، وتدعيم الفريق بصفقة رودري، يسير الـ«سيتيزينز» إلى حسم لقب دوري جديد تحت إشراف المدرب الإسباني بيب غوارديولا. في ظل ضعف سوق انتقالات ليفربول، كما مانشستر يونايتد حتى الآن، وحرمان تشيلسي من سوق الانتقالات الصيفي بعد مخالفته قواعد اللعب المالي النظيف، يبدو توتنهام الأكثر جاهزية لمقارعة السيتي على لقب الدوري الموسم المقبل. المنافسة ستنحصر إلى حدٍّ كبير بينهما إضافةً إلى ليفربول إذا حافظ على جهوزيته المعنوية والفنية، في حين سيشهد الدوري منافسة أخرى لا تقل شراسة على مقاعد دوري الأبطال، بين أندية تشيلسي، مانشستر يونايتد، آرسنال، وإيفرتون القادم من بعيد مع المدرب البرتغالي ماركو
سيلفا.