منذ مطلع الألفية الجديدة، اتّخذ القيمون على الدوري الأميركي لكرة القدم، العديد من الخطوات لإبرازه في الأوساط الرياضية. عام 2007، انتقل النجم الإنكليزي ديفيد بيكهام إلى MLS. تغيرت القوانين في الدوري الأميركي حينها، خاصةً على الصعيد الاقتصادي، إذ رفع الحظر عن الحد الأقصى لرواتب اللاعبين بعد أن كان 1.9 مليون دولار سنوياً، فحصل بيكهام على 6.5 مليون دولار سنوياً مع نادي لوس أنجلوس غالاكسي.خطوة ترويجية بحتة لجأ إليها اتحاد كرة القدم هناك، للإضاءة على الدوري الأميركي. كان انتقال بيكهام بمثابة جسر العبور للعديد من أساطير اللعبة، فشارك تييري هنري مع نادي نيويورك ريد بولز، فرانك لامبارد، أندريا بيرلو، ديفيد فيا مع فريق نيويورك سيتي، ريكاردو كاكا مع أورلاندو سيتي، ديدييه دروغبا مع مونتريال إمباكت، في حين كان زلاتان إبراهيموفيتش آخر المنتقلين بعد توقيعه مع نادي لوس أنجلوس غالاكسي. هكذا، تطوّرت كرة القدم في الولايات المتحدة الأميركية، حتى باتت الوجهة المحبّبة لأساطير اللعبة في ختام مسيرتهم الكروية.
بات هاردن يملك 5% من قيمة مجموعة تضم فريقي «هيوستن دينامو» و«هيوستن داش» وملعب «BBVA»


مع تطور الـMLS، تحولت اللعبة في أميركا إلى سوق استثماري يدرّ الكثير من العائدات. رؤوس أموال كبيرة استثمرت في هذا القطاع، كان آخرها نجم كرة السلة الأميركية جايمس هاردن. بعد أيام قليلة من تقديمه القميص الجديد لنادي آرسنال الإنكليزي، اشترى هاردن حصة في المجموعة التي تضم فريقَي «هيوستن دينامو» الذي يلعب في MLS، و«هيوستن داش» الذي يلعب في ​الدوري الأميركي لكرة القدم​ للسيدات، إضافة إلى ملعب «BBVA». يرى هاردن في هذا الاستثمار وسيلة لتعميق علاقته مع المدينة، إضافة إلى توسيع علامته التجارية، إذ صرّح لصحيفة «فوكس» بعد شرائه للحصة، «لقد حان الوقت، استثمرت، هذه مدينتي وأنا هنا، أنا هنا للبقاء. أعلم أنني بحاجة إلى إحضار البطولة في كرة السلة وسأحقق ذلك، لكن كان علي أن أبدي تقديري وأعلمكم يا رفاق أنني جزء من المدينة وأنا هنا إلى الأبد. إنها فرصة أخرى لتوسيع علامتي التجارية على مستوى العالم. خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، أصبحت شغوفاً جداً بكرة القدم، لذلك كان الأمر منطقياً تماماً».
لم يكن هاردن أول لاعب كرة سلة يستثمر في عالم كرة القدم، إذ سبقه كل من ستيف ناش، بعدما أصبح شريكاً في ملكية فانكوفير وايتكابس الكندي عام 2008، إضافةً إلى ليبرون جايمس، عندما حصل في سن الـ26 على حصة 2% من نادي ليفربول الإنكليزي عام 2011.
يعدّ هاردن أحد أكثر الرياضيين أجراً في العالم، خاصةً بعد أن وقع عام 2017 على عقد جديد مع «هيوستن روكيتس» حتى موسم 2022 ـ 2023 مقابل 228 مليون دولار. الأجر الذي يتقاضاه هاردن من ناديه ليس مصدر دخله الوحيد، إذ يمتلك اللاعب العديد من عقود الرعاية، كصفقة أحذية أديداس التي أبرمها عام 2015 مقابل 200 مليون دولار. وفق «front office sports»، فإن هاردن قد استحوذ على 5% من قيمة المجموعة، وقد قدرت قيمة دينامو في الموسم الماضي بمبلغ 22 مليون دولار باستثناء الملعب، مع عائدات سنوية تقدر بـ28 مليون دولار.
بحسب الاتحاد الأميركي لكرة القدم، يعد نادي دينامو الأدنى من ناحية الرواتب السنوية مقارنة بباقي أندية MLS، إذ يبلغ إجمالي الإنفاق للرواتب 8 ملايين للفريق بأكمله. الأرقام الفلكية التي يتقاضاها هاردن، والوعود التي قطعها فور امتلاكه لحصة من النادي، أعطت فريق هيوستن دينامو بصيصاً من الأمل لمقارعة أندية النخبة الأميركية.