فتح باب التفاوض بين النجمة والسلام زغرتا، حول انتقال نجم الاخير ادمون شحادة الى الاول، أبواباً على مشاكل متفرّعة قضت أو ستقضي تماماً على اي اتفاق بين الطرفين، لإتمام الصفقة التي سعى اليها النادي البيروتي بقوة طوال الايام الاخيرة. هو أمرٌ طبيعي، إذ إن الرغبة كانت واضحة عند النجماويين لضم شحادة ومنحه الدور الذي لعبه حسن معتوق المنتقل الى الانصار، فالرأي الفني الموجود في النادي يقول انه لا يوجد اي لاعبٍ آخر يمكنه تعويض قائد منتخب لبنان سوى جناح الفريق الشمالي الذي سبق ان أثبت امكاناته الفنية الكبيرة في الدوري اللبناني، وللمفارقة في اكثر من مباراة امام النجمة حيث لعب دوراً رئيساً في تفوّق فريقه.القصة كانت معقّدة منذ بدايتها، إذ إن المعلومات تقول إن النجمة لم يذهب الى مفاوضات مباشرة مع السلام بل عبر وسيط، وذلك بسبب معرفتهم المسبقة بمطالبة الزغرتاويين بالمبالغ التي لم تدفع حتى الآن في اطار صفقة انتقال عمر زين الدين الى الفريق البيروتي خلال الصيف الماضي. المهم ان العقبة الثانية كانت في التفاوض حول الرقم الذي سيدفعه النجمة لاتمام الصفقة، حيث عرض 90 الف دولار، وهو مبلغ لم يرضِ السلام الذي طالب رئيسه المونسنيور اسطفان فرنجية بـ175 الف دولار لقاء التخلي عن لاعبه.
لكن الطرفين تخطّيا كل العقبات في جلسة عقدت في وقتٍ متأخر من مساء الاحد في إهدن، حيث تمّ الاتفاق على مبلغ 160 الف دولار، وذلك في موازاة مطالبة السلام باستعارة لاعبَين من النجمة، ذُكر منهما خليل بدر، وسط كلام ضمني ايضاً حول نيّة لطلب حسن المحمد، الذي اعلن بعد ظهر أمس فكّ ارتباطه بالفريق الذي اطلقه الى النجومية بعد توصله الى اتفاقٍ مع النادي بتنازله عن مستحقاته مقابل حصوله على استغنائه.
نهاية الاجتماع المثمر، بحسب ما وصفه فريد نجيم وهو «عرّاب» اللاعب لا وكيله (وسط تشديده على هذا الامر)، شهد بحسب ما يقول تشديداً من رئيس النجمة اسعد الصقال على عدم التأخر عن الحضور يوم الإثنين عند الساعة 11.30 صباحاً الى مكتبه لتوقيع شحادة على العقد. لكنّ مصدراً نجماوياً يؤكد ان الصقال لم يعطِ اي موعد لنجيم وشحادة، بل ان الوكيل المكلّف بالتفاوض ايمن الخضر هو من حدّد موعداً من دون العودة الى الطرف النجماوي.
ويوضح نجيم: «كنا في طريقنا الى بيروت عندما تلقينا اكثر من اتصالٍ من الخضر يطلب فيه المزيد من الوقت بسبب انشغال النجمة بمشكلة التوقيع مع معتز بالله الجنيدي، ثم بسبب الانشغال بمسألة ضم عبد الله عيش». ويضيف: «بعدها وردني اتصال من الصقال يسأل فيه باستغراب عمّا اذا كان الموعد المحدد هو اليوم (الإثنين)، ما جعلني اعتذر منه بعدم مواصلة الحديث».
وفي خضم تجميد الصفقة، علمت «الأخبار» ان ادارة النجمة لديها رغبة كبيرة في ضمّ شحادة، لكنّ تريّثها يومذاك نبع من عدم اقتناعها بالتوقيع على عقدٍ لمدة 3 لا 5 سنوات مع اللاعب، وخصوصاً وسط ادراكها أنها قد لا تستفيد منه بالشكل المنتظر هذا الموسم، حيث كان سيتقاضى 55 الف دولار (على أن ترتفع الى 60 ثم الى 65 الفاً في الموسمين اللاحقين مع بندٍ جزائي يسمح له بالانتقال مقابل 150 الف دولار)، وذلك بسبب وضع المدرب التونسي طارق جرايا «فيتو» على العملية. كما تفيد المعلومات أيضاً بأن النجمة اراد كسب المزيد من الوقت لإقناع جرايا باللاعب، وهو امر بدا صعباً بحسب مصدرٍ قريبٍ من الاحداث، اذ وصلت الامور الى تلويح جرايا بالاستقالة في حال تمّ التعاقد مع شحادة. أمرٌ لم تهضمه ادارة النادي، وحاولت عدم اظهاره الى العلن، وسط تمسّكها برغبتها في التعاقد مع اللاعب الذي ترى فيه حاجةً فنية للفريق.
بدوره، يرفض جرايا التعليق على اي كلامٍ يُتداول بحقه ويتهمه بالتهديد بالرحيل للسبب المذكور، فيقول لـ«الأخبار»: «أنا مدرب محترف، وكل ما اعمل عليه هو في مصلحة فريقي، لذا تركيزي ينصبّ على تقديم كل ما لديّ لتطوير الفريق، وهو ما اعتدت فعله مع كل الفرق التي درّبتها».
لكن رواية اخرى تطل من الشمال وتعود الى ايام تدريب جرايا للسلام، وتحديداً الى الموسم الذي نافس فيه الزغرتاويون على البطولة. وتقول الرواية التي يذكرها مصدر زغرتاوي إن المدرب التونسي كانت لديه رغبة في ذلك الوقت بربط اي عملية انتقال محتملة للاعب به، وذلك عبر وكلاء يعرفهم، وهو امر رفضه «إدي» حينها، فكانت المفاجأة بجلوسه على مقاعد البدلاء في المباراة التالية، والتي شاءت الصدف ان تكون امام المنافس الاساسي على اللقب اي العهد، الذي خرج فائزاً، علماً بأن شحادة شارك في الشوط الثاني منها.
تعثرت صفقة انتقال إدمون شحادة الى النجمة لأسبابٍ مختلفة


هذه الرواية التي قد يضعها البعض في اطار الحسابات الفنية للمدرب، وهي حق مشروع له، او في اطار الصدفة، يبني عليها الزغرتاويون لاتهام جرايا بإفشال الصفقة، وايضاً للتصويب عليه بأنه السبب وراء مشاكل كثيرة اصابت النادي. ولهذا السبب يقول المونسنيور فرنجية لـ «الأخبار»، قرر ناديه التقدّم بشكوى ضد مدربه السابق الذي كان قد أُوقف ايام اشرافه عليه لمدة سنة بسبب تعرّضه للحكام. ويتهم السلام جرايا بتحريض بعض لاعبيه للانتقال الى النجمة، وبينهم القائد جان جاك يمين (التحق وشحادة بالتمارين أمس)، وقبلها في الموسم الماضي الموريتاني أمادو نياس، حيث طلب منه الحذر لعدم التعرض لأي إصابة، واعداً إياه بانضمامه اليه في الاردن.
كلامٌ يقلل جرايا من اهميته ويتعامل معه ببرودة اعصاب، وهو إذ شدّد على عدم رغبته في الادلاء بأي تصريح في الموضوعين الآنفي الذكر، ملتزماً بتعليمات الادارة واللجنة الاعلامية في النادي، فقد علّق قائلاً: «هي ليست المرة الاولى التي أُتهم فيها من قبل السلام، وهو امر مستغرب كونهم سبق أن تواصلوا معي اكثر من مرّة للعودة الى تدريب الفريق». ويختم: «بغض النظر عن كل ما يحصل، لا يمكنني سوى القول «الله يهدّي البال»، وانا لست حاقداً على احد، إذ في نهاية المطاف السلام هو من فتح الباب لي للقدوم الى لبنان، وأشعر دائماً بأنني زغرتاوي الانتماء، لذا فإن زياراتي الى زغرتا وإهدن دائمة».
هي صفقة مجمّدة أم منتهية بنتيجة سلبية؟ هو السؤال الذي تهم إجابته جمهور النجمة، لكن بحسب نجيم، وبعد كل ما حصل، «ستكون الامور صعبة، لا من ناحيتنا فقط بل من ناحية السلام ايضاً».