رغم عدم منافسته الجدية على لقب الكالشيو، شكّل نادي باليرمو أحد معالم الدوري الإيطالي لكرة القدم. عام 2002، كان باليرمو يلعب في الدرجة الثانية عندما استحوذ على ملكيته ماوريتسيو زامبريني. موسمٌ واحد تحت قيادة المالك الجديد كان كفيلاً بإعادة النادي الوردي إلى دوري الأضواء، بعد أكثر من ثلاثين عاماً من الانتظار. في السنوات الأولى لزامبريني، اعتاد باليرمو على إنهاء الدوري في النصف الأول من جدول الترتيب العام. إنجازاتٌ نوعية حقّقت في عصر المالك الإيطالي، تمثلت بالمشاركة في كأس الاتحاد الأوروبي عدة مرات، إضافةً إلى الوصول إلى نهائي كأس إيطاليا موسم 2010-2011، قبل أن يخسر أمام إنتر ميلانو بنتيجة (3-1). مواهب واعدة ضمّها باليرمو مع زامبريني، بشّرت بمستقبلٍ مشرق للكتيبة الإيطالية. لاعبون مثل الأورغواياني إدينسون كافاني، والثنائي الأرجنتيني باولو ديبالا وخافيير باستوري شكلوا القوام المستقبلي لباليرمو كونهم انضموا إلى النادي في بداية مسيرتهم الكروية، غير أنّ سياسة بيع المواهب الواعدة، للحصول على المال حالت دون بروز النادي الوردي كقوة ضاربة في إيطاليا، فسقط ضحيةً لسوء الإدارة. عام 2013، هبط باليرمو إلى الدرجة الثانية، لكنه عاد إلى دوري الأضواء في الموسم التالي، ثم أفلت من الهبوط في 2015، ليهبط مجدداً عام 2016 بعد موسم غريب تعاقد فيه النادي مع سبعة مدربين مختلفين، من بينهم مدربان توليا المسؤولية مرتين. من هنا، بدأ مسلسل الانهيار.بعد هبوط باليرمو من دوري الدرجة الأولى، احتل النادي المركز الثالث في دوري الدرجة الثانية ليضمن مكاناً لخوض مواجهات فاصلة تؤهل للصعود إلى دوري الأضواء من جديد، غير أن لجنةً تابعة للاتحاد الإيطالي لكرة القدم أصدرت حكمها بأن يحتل باليرمو المركز الأخير بين 19 فريقاً، وقضت بهبوطه إلى دوري الدرجة الثالثة. بررت اللجنة قرارها في بيانٍ قالت فيه، «عوقب النادي بسبب سلسلة من المخالفات الإدارية ارتكبها بعض المديرين السابقين».
عجز باليرمو عن احتواء فشل الإدارة، والحؤول دون خروج فسادها الى وسائل الإعلام، فحلّت الكارثة. في ظل ذلك، ارتأى زامبريني التخلي عن مسؤوليته في نادي باليرمو، بعد ملكية دامت قرابة 16 عاماً، تخلّلت تعيين وإقالة أكثر من أربعين مدرباً خلال تلك الفترة، فبدأ البحث عن ملاك جدد باستطاعتهم انتشال الفريق الإيطالي من جديد. على إثر ذلك، باع ماوريتسيو زامبريني النادي إلى مجموعة «سبورت كابيتال» البريطانية، بسعر رمزي قدره عشرة يورو في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. بعد ذلك بثلاثة أشهر، تم نقل الملكية إلى دانييلا دي أنجيلي ورينو فوسكي، وهما من أصدقاء زامبريني، ثم الاستحواذ على النادي للمرة الثالثة من جانب مجموعة «أركوس» الإيطالية.
رغم تغيير الملكية، استمرت المشاكل داخل إدارة النادي، ما هدد بنهاية ما يقارب الـ 120 عاماً من تاريخ باليرمو في الكرة الإيطالية. مع عدم تقديم النادي الوردي، لطعن بالاتهامات الموجهة ضده، أكّدت اللجنة المسؤولة عن ملف باليرمو في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، عدم إمكانية تسجيل النادي في أي منافسة من منافسات الدوري الإيطالي، إذا ما استمر الوضع على حاله. في ظل الضبابية الحاصلة، والغموض الكبير إزاء سوء إدارة الملاك الجدد، قد يتوجّب على نادي باليرمو إعادة تأسيس نفسه والبدء من جديد من دوري الدرجة الرابعة، كما حصل مع نادي بارما عام 2015.
أخيراً، كثرت الشائعات حول رغبة رئيس نادي سامبدوريا ماسيمو فيريرو في شراء جزء من أسهم نادي باليرمو. قشةٌ أخيرة يتمسك بها محبو الفريق وأنصاره، قد تعيد التوازن للنادي الوردي من جديد. الأسابيع المقبلة ستظهر كل شيء، فإما العودة إلى الأضواء، أو الهبوط إلى ظلمات الدرجات السفلى، وربما أكثر من ذلك.