العهد في نهائي منطقة غرب آسيا في كأس الاتحاد الآسيوي. جملةٌ قد تكون كافيةً لإنصاف فريقٍ اجتهد حتّى يصل إلى هذه المرحلة بعد خيباتٍ سابقة. ليس هو العهد الذي يعرفه جمهور اللعبة، لكنه في النهائي، وهذا المهم بالنسبة إلى إدارته وجهازه الفني، وصولاً إلى لاعبيه. تعادلٌ سلبيٌ مع الوحدات الأردني في بيروت، كان كافياً لاجتيازٍ دورٍ بدا عصيّاً على «الأصفر» في مشاركته الأخيرة، حين كانت هويّته الآسيوية تختلف عن اليوم، وكان الهجوم ميزته الأولى، لكن الدفاع يأتي بالألقاب، وهو حتماً طريقٌ نحو النهائيات. المدرب باسم مرمر غيّر في تشكيلته. عاد حسين دقيق من الإيقاف، لكنه لم يشارك أساسياً. هيثم فاعور ترك وسط الملعب ليجاور أحمد الصالح وخليل خميس، فيما جلس نور منصور على مقاعد الاحتياط. أحمد زريق لعب على الجهة اليمنى، وربيع عطايا على الجهة المقابلة. محمد حيدر لم يبدأ المباراة أيضاً. كما اللقاء السابق، كان هدف العهد الأوّل عدم تلقّي هدف، والاعتماد على الهجمات المرتدة، وقتل نسق المباراة السريع إذا أراد الوحدات الضغط منذ البداية، وهو ما لم يحصل أساساً. الوحدات لا يهاجم من وسط الملعب أساساً، وطريقة لعبه تعتمد على العرضيات من الجهتين اليمنى واليسرى، فبقيَ حديد بدلاً من دقيق، لأن المدرب لا يريد مشاركة الظهيرين في العملية الهجومية، واعتُمِد على الغاني عيسى يعقوبو برفقة حسين منذر في وسط الملعب، بمساندةٍ دائمةٍ من الجناحين أحمد زريق وربيع عطايا. الفريق الأردني عموماً لا يملك إلا مهاجماً صريحاً واحداً، يسانده لاعب الوسط المتقدّم، وتسجيل هدفٍ بالطريقة الكلاسيكية التي يقود فيها عبد الله أبو زمع فريقه بدا أمراً صعباً.
الحلم اليوم يبدو أقرب إلى التحقق أكثر من أي وقتٍ مضى

تفوّق مرمر على أبو زمع للمرة الرابعة. الأخير كان واضحاً أن طريقة اللعب التي يعتمدها لن تنجح في الوصول إلى المرمى. التسديدتان الوحيدتان اللتان وُجّهتا إلى المرمى وتصدّى الحارس مهدي خليل لهما، كانتا من خارج منطقة الجزاء. 21 عرضيةً لعبها الفريق الضيف في المباراة، كثاني أكبر عددٍ من العرضيات في مباراةٍ واحدةٍ له ضمن المسابقة هذا الموسم، بعد مواجهته مع هلال القدس الفلسطيني. في أكثر من كرة شكّل الوحدات الخطر على المرمى العهداوي عبر الاختراقات بالاعتماد على التمريرات الأرضية، لكن التكتّل الدفاعي من جهة، وقّلة الدقّة في لعب التمريرة الأخيرة حالتا دون الوصول إلى المرمى.
على الجانب المقابل، بدا العهد هادئاً، ربما أكثر من اللزوم، لكنه لو لم يلعب بهذه الطريقة لما خرج بالنتيجة التي أرادها. الجمهور هتف كثيراً لمحمد حيدر قبل دخوله، لعلّه يسرّع نسق اللعب. جمهور العهد لم يتعوّد مشاهدة فريقه وهو يدافع في معظم فترات المباراة، وكان يطالب بتهديد مرمى الوحدات. خرج ربيع عطايا، الذي بدا أنه الوحيد بين جميع زملائه، غير القادر على إكمال المباراة حتّى نهايتها. مرمر اضطر إلى إجراء تبديلٍ بإخراج هيثم فاعور بعد اصطدامه بالحارس خليل، لكنه أشرك نور منصور بدلاً منه، فلم يتغيّر الكثير. لكن حتّى مع دخول حيدر، لم يتحرّك هجوم أصحاب الضيافة الذين التزموا الواجبات الدفاعية، في حين أن الوحدات لم يخاطر فعلاً، وأبو زمع انتظر 75 دقيقةً لإجراء تبديله الأوّل.
حُمل مرمر على الأكتاف بعد الصافرة النهائية. هو صاحب هذا الإنجاز، والحلم اليوم يبدو أقرب إلى التحقق أكثر من أي وقتٍ مضى. مباراتان تفصلان الفريق عن نهائي القارة، وهوية الخصم ستحسم اليوم، ولو أن الجيش السوري يبدو الأقرب بعد فوزه ذهاباً على الجزيرة الأردني بثلاثة أهدافٍ دون رد.