يخوض فريق النجمة اليوم مباراته الأولى بقيادة المدرب المساعد بلال فليفل بعد استقالة المدير الفني موسى حجيج عقب الخسارة أمام هلال القدس الفلسطيني (1-2) ضمن المجموعة الأولى لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. وللمصادفة أن فليفل سيقود النجمة أيضاً أمام الهلال (الساعة 21:00 بتوقيت بيروت) على ملعب الجوهرة في مدينة جدّة السعودية. عاد حجيج الى لبنان أمس بعدما أنهى مناسك العمرة، حيث يفيد مقرّبون منه بأنه مرتاحٌ جداً بعدما أزاح حملاً كبيراً عن كاهله.لا يختلف إثنان على أن النجمة وصل خلال الفترة الماضية الى أسوأ حالاته على جميع الصعد. إدارياً في غياب معظم أعضاء الإدارة وتسلّم الرئيس أسعد صقال العمل وحيداً مع كل ما يعني ذلك من حمل مادي كبير استطاع صقال تأمين قسم كبير منه. ليس بإمكان شخص واحد أن يستمر وحيداً في إدارة نادي النجمة، في ظل وجود منافسين أقوياء كرئيس نادي الأنصار نبيل بدر ورئيس نادي العهد تميم سليمان، الذي بعكس كل ما يشاع لا يبدو أنه سيكون خارج نادي العهد في الموسم المقبل. أضيف الى العامل الإداري ملف المراهنات الذي فُتح على مصراعيه وكان له تداعيات سلبية على أجواء الفريق. لا تقف السوداوية عند هذا الحد، فنتائج الفريق والمستوى الفني حدّث ولا حرج، وهذا أمرٌ لا يتحمل مسؤوليته شخص واحد، بل المنظومة النجماوية بشكل كامل. تنسحب الأجواء السلبية على الجمهور الكبير الذي عاش حالة انقسام في الفترة الماضية ظهرت بوضوح على مواقع التواصل الاجتماعي.
ربّ ضارة نافعة. لعلها العبارة الأنسب لتوصيف الواقع النجماوي. فالحال النجماوية السيئة حركّت المياه الراكدة على صعيد اللجنة الإدارية للنادي. لم يكن ظهور اسم نائب رئيس النادي معتز زريقة في بيان نادي النجمة، عقب استقالة موسى حجيج، صدفة. زريقة المبتعد منذ فترة طويلة عن الصورة النجماوية ظهر في السعودية في زيارة خاطفة استمرت أربعاً وعشرين ساعة. ظهور لا يبدو أنه سيتوقف هنا، فعلمت «الأخبار» أن حراكاً كبيراً سيشهده النادي وسيكون له انعكاسات إيجابية إن لم يكن في هذا الموسم، ففي الموسم المقبل.
عودة زريقة الى الصورة، مع ما يمثله الأخير من ثقة لأطراف عديدة، ترافقت مع بدء الكلام عن عودة نائب الرئيس صلاح عسيران وأمين السر السابق سعد الدين عيتاني الى اللجنة الإدارية بعد استقالتهما في تشرين الأول. سبعة أشهر مرّت ومرّ خلالها النادي بالعديد من الأمور التي أجبرت «أبناء النجمة» على اعادة النظر والتدخل للمساعدة بإعادة الأمور الى نصابها.
عودة زريقة إلى الصورة ترافقت مع كلام عن عودة عسيران وعيتاني


اسم عسيران تم تداوله كثيراً، لكن أحد المقربين منه يؤكّد انه لا يمكن أن يعود الى العمل مع صقال على شكل ثنائية بعد التجربة الصعبة بين الطرفين. لكن هذا لا يعني أن عودة عسيران الى النجمة مستحيلة. فالأخير سبق أن حمل النادي مع عيتاني وعدد من أعضاء اللجنة الادارية كسامي الوزان وأسعد سبليني لسنوات، وبالتالي فإن احتمال العودة وارد جداً إذا كان من ضمن منظومة إدارية جديدة دون إخراج أحد، لكن بصيغة واستراتيجية ادارية جديدة أيضاً. هذا الأمر تؤكده مصادر مقربة من عسيران ترى أن تقديم ضمانات من أشخاص موثوقين بعدم تكرار التجربة السابقة، يمكن أن يفتح الباب أمام مرحلة ادارية جديدة في النجمة بوجود عسيران وزريقة وعيتاني وبرئاسة صقال للنادي، لمَ لا؟ فالمشكلة ليست شخصية، بل في آلية العمل والضمانات المقدّمة، وذلك بحسب المصدر. لا شك أن بعض الإيجابية بدأت تلوح في أفق نادي النجمة، ومن المحتمل أن تنسحب على لقاء اليوم الذي يعتبر تحضيراً للنجماويين قبل لقاء الأنصار في ربع نهائي كأس لبنان الجمعة. صحيح أن المباراة هامشية للنجمة بعد الخروج من كأس الاتحاد، لكنها تشكّل تحدياً للاعبين لإثبات أنفسهم والحصول على جرعة معنوية جيدة قبل الديربي.
الحراك النجماوي الإداري، يترافق أيضاً مع سعي لإيجاد بديلٍ للمدرب موسى حجيج. استقالة الأخير لا تعني أنه أصبح خارج نادي النجمة بشكل كامل، فقد يكون هناك دور لحجيج خارج مقعد احتياط النجمة.
هوية شاغل هذا المقعد كان مدار بحث في اليومين الماضيين، فقد طرح العديد من الأسماء. قد يكون اسم المدرب التونسي طارق جرايا الأقرب كونه سبق أن درّب النجمة وكان له دور أساسي في تأهل الفريق في كأس الأندية العربية. لكن صفة «الأقرب» قد لا تعني الأوفر حظاً، ذلك أن مجموعة عوائق قد تحول دون عودة جرايا. هذا الأمر يفتح الباب أمام عدد من الأسماء يتم التواصل معها، ومنها المدرب المصري الشهير عبد العزيز عبد الشافي الذي سبق أن درب النجمة، اضافة الى المدرب العراقي عدنان حمد الذي درّب الأنصار سابقاً، ومن الممكن ان يتسلم تدريب النجمة إذا أعاد النظر في مطالبه المالية. لكن مسألة اختيار المدرب ليست سهلة وتحتاج الى وقت، كما أن استحقاق مباراة الأنصار ضاغط وقد يفرض قرارات سريعة بانتظار تبلور الصورة على جميع الصعد النجماوية ادارياً وفنياً.