يفتتح فريقا الراسينغ والسلام زغرتا الدور ربع النهائي من مسابقة كأس لبنان غداً على ملعب جونية عند الساعة الرابعة عصراً. لقاء يجمع الجريحين. فالراسينغ يدخل إلى المباراة بعد هبوطه إلى الدرجة الثانية وإيقاف مدربه رضا عنتر مدة سنة. لا يبدو الراسينغاويون متحمّسين للمباراة. فالتمارين توقفت منذ مباراتهم الأخيرة في الدوري، وحتى يوم أمس حيث خضع اللاعبون لتمرينٍ بقيادة المدرب رضا عنتر الذي كان حاضراً رغم الحديث عن ابتعاده. وتبدو إدارة النادي متمسكة بعنتر، «حتى لو هو أراد الرحيل، فنحن لن نقبل بذلك» يقول مدير الفريق ربيع أبو شعيا في اتصال مع «الأخبار». الفتور الراسينغاوي مردّه أيضاً إلى الأزمة المالية التي تعصف بالنادي. ففي حال التأهل إلى نصف النهائي، ستكون المباراة المقبلة بعد شهر، وهو أمرٌ مرهق مالياً للفريق.في زغرتا، بدت الأمور يوم الأربعاء مشابهة لما هي الحال في الراسينغ على صعيد غياب التمارين وفقدان الحافز. كثرة الغيابات والاعتكافات ألغت حصة يوم الأربعاء التدريبية. كلام كثير قيل عن إعلان بعض اللاعبين عصيانهم نتيجة تأخر مستحقاتهم المالية. أمين سر النادي شربل عزيزي، شرح لـ«الأخبار» حيثيات ما حصل. فبالنسبة إلى أمين السر لم تكن الأسباب المادية والاعتكاف هي الوحيدة التي غيّبت اللاعبين وألغت التمرين. بعضهم غاب لتقديمه واجب العزاء لمدربهم السابق غسان خواجة بعد وفاة والده، حيث كان الدفن في نفس توقيت التمرين. قائد الفريق جان جاك يمّين غاب لمشاركته في مباراة ودية على ملعب العهد. الغاني ريتشموند فُسخ العقد معه حبياً بعد إصابته، كذلك فإن عدنان ملحم مصاب أيضاً. لكن هذا لا يعني أن جميع الغيابات كانت بأعذار شخصية، فهناك ثلاثة لاعبين أساسيين غابوا لأسباب تتعلق بعدم الحصول على مستحقاتهم المالية. فإدمون شحادة لم يحضر إلى التدريب لعدم حصوله على الدفعة الخيرة من عقده الذي تبلغ قيمته 20 ألف دولار. فما زال لشحادة 900 دولار لم تُسدَّد من أصل العشرين ألفاً. زميله ياسر عاشور يطالب بمبلغ ألف دولار باقٍ من عقده البالغة قيمته 15 ألف دولار. لكن عزيزي يوضح أن هذا العقد ينتهي مع نهاية شهر أيار، وأن المبلغ الباقي يستحق في نهاية الشهر المقبل، وليس الآن. لاعب أساسيٌّ ثالث غاب أيضاً لأسباب مالية. فأحمد المصري يطالب براتب شهر نيسان الحالي الذي كان من المفترض أن يحصل عليه مطلع هذا الشهر. أما زميله اللاعب الاحتياطي شارلي نجيم، فقد غاب لعدم حصوله على مبلغ 600 دولار مستحقة له في ذمة النادي.
يفتتح الراسينغ والسلام زغرتا الدور ربع النهائي غداً، ويُختتم بلقاء القمة بين الأنصار والنجمة في شهر رمضان


ولا يخفي عزيزي وجود مشكلة مالية في النادي، شأنه شأن معظم أندية الدرجة الأولى، ويقول: «رغم ذلك، خصّصنا مكافأة مضاعفة، هي عبارة عن 200 دولار لكل لاعب في حال الفوز على طرابلس في الأسبوع الـ21، حيث كانت المباراة مصيرية. وقد نال كل لاعب مكافأته بعد المباراة مباشرة».
أمس انتظمت التمارين من جديد بقيادة المدير الفني التونسي أنيس بوجلبان، مع حضور جميع اللاعبين الأساسيين إلا شحادة وعاشور، حيث يأمل الزغرتاويون أن يحققوا نتيجة إيجابية أمام الراسينغ ويتأهلوا إلى نصف النهائي.
الدور ربع النهائي يُستكمل الأحد بلقاء الصفاء والإخاء الأهلي عاليه على ملعب صيدا عند الساعة الرابعة عصراً. لقاء هو الأول بين الفريقين بعد المواجهة الشهيرة بينهما في الأسبوع السابع عشر من الدوري الذي انتهى بإشكال كبير بعد فوز الإخاء في الوقت القاتل. لا يختلف لقاء الكأس عن مباراة الدوري من ناحية الحساسية. فالخسارة حينها كادت أن تودي بالصفاء إلى الدرجة الثانية، أما لقاء الأحد فسيكون جسراً لأحد الفريقين نحو نصف النهائي في خطوة أولى لإنقاذ موسم كل فريق، وخصوصاً الصفاء الذي يسعى إلى تلميع صورته.
الجزء الثاني من ربع النهائي سيكون في الخامس من أيار بين العهد وطرابلس على ملعب جونية. موعدٌ فرضته مشاركة العهد في كأس الاتحاد الآسيوي، حيث سيغادر السبت إلى الكويت لمواجهة فريق القادسية الكويتي يوم الاثنين في 29 الجاري عند الساعة 20.15 بتوقيت بيروت.
اللقاء الأخير في هذا الدور سيكون مباراة قمة بجميع المقاييس. فهو سيجمع النجمة مع الأنصار في 10 أيار على ملعب المدينة الرياضية مبدئياً. فاللقاء سيأتي قبل ثلاثة أيام من مباراة العهد مع المالكية البحريني في 13 أيار ضمن الجولة الأخيرة من مسابقة كأس الاتحاد. كذلك سيُقام التدريب الرسمي بعد المباراة بيومين، وهو أمر قد يؤثّر بأرضية الملعب. هذه المباراة احتاجت إلى وقت طويل لجدولتها بسبب تضارب الآراء بشأن الموعد بين 26 نيسان و19 أيار، أي بعد انتهاء الدور الأول من مسابقة كأس الاتحاد.
إقامة المباراة في 26 بدت مجحفة للنجمة الذي سيكون أمام واقع خوض أربع مباريات في ظرف عشرة أيام. فالنجمة سيلعب مع الوحدات الأردني في 30 الجاري، ومع الهلال الفلطسيني في 3 و6 أيار، وبالتالي سيكون مرهقاً للاعبين خوض مباراة بحجم لقاء الأنصار قبل المباريات الآسيوية.
أما إقامة اللقاء في 19 أيار، فبدت مجحفة للأنصاريين الذين سينتظرون شهراً كاملاً دون مباريات رسمية منذ لقائهم الأخير مع التضامن صور في 20 الجاري ضمن الأسبوع الأخير من الدوري.
وعليه، اختير موعد 10 أيار حلّاً وسطاً. بقيت مسألة توقيت المباراة التي ستقام في شهر رمضان. فقد كانت هناك وجهتا نظر: الأولى تقول إن موعد الرابعة عصراً أفضل من ناحية النقل التلفزيوني، لانشغال القناة الناقلة بشبكة برامجها الرمضانية. إضافة إلى أن إقامة المباراة عند الساعة 10.30 ليلاً سيعني أنها قد تنتهي عند الساعة الواحدة فجراً في حال كان هناك تمديد وقت وركلات ترجيح. وبالتالي، إن الجمهور الآتي من خارج بيروت قد يصل إلى منزله في ساعات الصباح الأولى.
في المقابل، فإن وجهة النظر المتبنية للموعد الليلي تنطلق من أن إقامة المباراة بعد الإفطار بثلاث ساعات ونصف يساعد اللاعبين الصائمين والجمهور على الحضور، بعكس توقيت الرابعة عصراً في يوم جمعة وقبل انتهاء ساعات العمل، كذلك إن اليوم التالي هو عطلة، والسهر ليلاً في رمضان أمر اعتيادي.
اتحادياً، لا تبدو لجنة المسابقات معنية بالتوقيت، فهذا يعود إلى الناديين للاتفاق على ما يرونه مناسباً، ما دامت المباراة ستقام في 10 أيار.