أندية كثيرة في الدوريات الأوروبية الكبرى قدمت مواسم استثنائية، حققت خلالها الألقاب ومن ثم عادت إلى مكانها الطبيعي في وسط الترتيب. أبرز مثال على ذلك يمكن أن يكون نادي ليستر سيتي الإنكليزي. «الذئاب» بقيادة المدرب كلاوديو رانييري حققوا اللقب عام 2016 لأول مرة في تاريخهم، ولكنهم اليوم في مكانهم الطبيعي وسط الجدول. إنجازات كهذه يذكرها التاريخ، فيقال إن ليستر فاز بأحد أصعب الدوريات في العالم، وتوّج نجمه الجزائري رياض محرز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي في السنة ذاتها. في الوقت الحالي، يقدم ناديا ديبورتيفو ألافيس وخيتافي موسماً مميزاً في الدوري الإسباني، لم يعتده المتابعون.المواسم الاستثنائية ليست دائماً إيجابية، فهناك أندية اعتادت التألّق ولكنها تراجعت بصورة غير متوقعة. نادي فياريال الإسباني المعروف بـ«الغواصات الصُفر» يحتل المركز السابع عشر في جدول الترتيب، وبات قريباً من الهبوط إلى الدرجة الثانية.
نتائج سلبيّة. أهداف تدخل مرمى الحارس الإسباني سيرخيو أسينخو في كثير من المناسبات وفي غالبية المباريات. أرقام سيئة تأتي من فريق اعتاد المتابعون مشاهدته، على الأقل، بين العشرة الأوائل في الدوري. فياريال، فريق النجم الأرجنتيني السابق خوان رومان ريكيلمي، ونادي اللاعب الإسباني المميّز سانتي كازورلا، كان من أهم الفرق في إسبانيا التي تخرّج لاعبين أصحاب مستوى عال. يملك النادي الإسباني كشّافين أذكياء، ومدرسة كروية تضم عدداً كبيراً من المواهب. فياريال اليوم، أصبح قاب قوسين أو أدنى من الهبوط إلى الدرجة الثانية، وهذا ما قد يمثّل الـ«كارثة». مع خسارة الفريق الأخيرة أمام ريال بيتيس ضمن الجولة الـ31 من الليغا، يكون فريق «الغواصات الصُفر» قد سجّل في كتب الليغا أسوأ نتائج له في تاريخه، وذلك مع تبقي سبع جولات على نهاية الدوري. حصّل النادي 30 نقطة من 31 مباراة، وكان قد وصل إلى المركز ما قبل الأخير في الدوري. تفاصيل موسم فياريال هي كالآتي: 6 انتصارات، 12 تعادلاً و13 هزيمة. ستة انتصارات فقط، هو رقم يصعب تصديقه، خصوصاً أن صاحب هذا الرقم هو أحد الفرق التاريخية في الدوري الإسباني. الأرقام السلبية لم تنته بعد، حيث سجّل زملاء سانتي كازورلا 39 هدفاً هذا الموسم في الدوري، بينما اهتزت شباكهم في 45 مناسبة، أي بمعدّل 1.4 هدف في المباراة الواحدة، يتلقّاها الحارس أسينخو. قبل سبع جولات على نهاية الدوري، لم يحتل الفريق الأصفر في تاريخه مركزاً من مراكز الهبوط، ولم يكن رصيد النقاط لديه متدنياً إلى هذا الحد، يضاف إلى ذلك أن عدد الانتصارات، والذي يبلغ 6، لم يسجّله فياريال في تاريخه، ولا حتى في الموسمين اللذين هبط خلالهما من الدرجة الأولى من الليغا (1998-1999، 2011-2012). كلها أرقام ستعطي في النهاية ربّما نتيجة واحدة فقط، وهي الهبوط الثالث للغواصات إلى دوري المظاليم.
يبتعد الفريق الإسباني التاريخي عن بلد الوليد صاحب المركز الـ18 بفارق الأهداف، وعن صاحب المركز الـ15 وهو ليفانتي، بـ3 نقاط فقط، أي إن المهمّة لم تصبح مستحيلة بعد، وباقي سبع جولات على نهاية الموسم الكروي الإسباني، ومن الممكن أن يستعيد الفريق عافيته، ويقوم بردّ فعل متأخر في باقي الجولات. مباراة الفريق أمام برشلونة، والتي انتهت (4-4)، تؤكّد أن ما يمر به فياريال ليس مشكلة فنية خالصة، بل المشكلة تتعدّى هذا الإطار، نظراً إلى جودة اللاعبين الموجودين في كتيبة المدرب كاييخا. من المتوقّع أن يعود فياريال، ويؤكد بقاءه في دوري الكبار من خلال سلسلة مباريات يحقق خلالها الفوز، لكن هذا لا ينفي أن المشكلة لا تزال موجودة، ويجب إيجاد حل لها في أسرع وقت ممكن، احتراماً لمكانة الفريق بين أندية إسبانيا.