بعد الخسارة الأولى أمام الوحدات الأردني على أرض الأخير في المرحلة الأولى من كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تعرّض نادي النجمة اللبناني لخسارة جديدة أمام ضيفه الجيش السوري بهدف دون رد، على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت. الخسارة الثانية وضعت الفريق اللبناني في موقف محرج، ودخل مرحلة الحسابات الضيقة بعد ابتعاده بـ6 نقاط عن المتصدّر.بعد مباراة الإخاء الأهلي عاليه والأنصار ضمن الأسبوع الـ18 من بطولة الدوري اللبناني، أشاد المتابعون بمستوى «الأخضر» في مبارياته، عقب فوزٍ جديدٍ برباعية، مع أداءٍ ممتع، لتُجمع جماهير اللعبة على أن صاحب المركز الثالث يقدّم الأداء الأجمل في البطولة منذ انطلاقها. العهد، من جهته، وعلى الرغم من أنه لا يقدم المستوى المميّز أو الممتع، إلّا أنه يحافظ على وتيرة ثابتة في الدوري المحلي، وفي كل مرّة يكون قادراً على تجنّب الخسارة، ويبتعد بالصدارة عن أقرب منافسيه، ولو أنّ تسعاً من مبارياته التي فاز فيها حسمها بهدفٍ واحد. بين الأنصار والعهد، يقف النجمة متفرّجاً، لا هو يُشبه الأنصار ولا يحقق نتائج إيجابية كالعهد. حلوله ثانياً بين الفريقين يُعبّر عنه. يبتعد بفارق ثماني نقاط عن العهد، الذي لا يتفوّق عليه بالأداء كثيراً، ويتقدّم على الأنصار بأربع نقاط، لكن حتّى نتائجه الإيجابية لا تأتي غالباً بعد أداءٍ ممتع.
تقلّصت حظوظ النجمة بالتأهّل إلى الدور نصف النهائي عن منطقة غرب آسيا في كأس الاتحاد الآسيوي، بعدما خسر أمام الجيش السوري بهدفٍ دون رد، على ملعب مدينة كميل شمعون أمس الاثنين. هكذا ابتعد «النبيذي» عن الوحدات الأردني المتصدّر بست نقاط، ونظام البطولة يُؤهّل أول المجموعات الثلاث، برفقة أفضل صاحب مركزٍ ثانٍ. أمرٌ يعني أن النجمة بات مُطالباً بالفوز في ثلاثٍ من مبارياته على الأقل (يلعب اثنين منها على أرضه)، حتى يُعزز حظوظه بالتأهّل، لكنه لا يضمن ذلك. خسارةٌ لم يرضَ بها الجمهور الغائب عن المدرجات، لا نتيجةً ولا أداءً، فعلّقت صفحة النادي غير الرسمية، وهي الأكبر على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بعد انتهاء الشوط الأوّل بتقدم الفريق الضيف: «...تقدّم الجيش السوري بهدف مقابل لا شيء وسط مستوى مبكٍ لفريقنا»، وعبّر بعض النقاد على أداء النجمة بوصفه كارثياً على جميع المستويات. اعتمد نادي النجمة على الكرات الطويلة، التي لم تكن مؤثرة، ورغم ذلك لم تتغيّر الخطة إلى لعب الكرات القصيرة، أو بناء الهجمات وفق الخطط، فكان اللعب عشوائياً في مختلف الفترات. الفريق السوري كان له العديد من الهجمات المرتدة، لكن لاعبيه لم يتمكنوا من تحويل هذه الفرص إلى أهداف، وإلا كانت النتيجة أعلى.

أداء سلبي محليّاً وقاريّاً
هذه الخسارة جاءت بعد فوزٍ صعبٍ للفريق على التضامن صور في الدوري بهدفٍ متأخّر، في مباراةٍ رافقتها اعتراضاتٌ على التحكيم، بسبب خطأ الحكم المساعد في رفع رايته للتسلل، واستكمال الحكم الأساسي للعب، في ظل توقّف لاعبي التضامن. قبلها تغلّب النجمة على البقاع بثلاثة أهدافٍ سجّلها البديل علي علاء الدين بعدما كان الفريق متأخّراً في النتيجة، في حين أن الخسارة الأولى في البطولة منذ تسلّم المدرب موسى حجيج جاءت أمام السلام زغرتا، وقد أبعدت «النبيذي» عن المتصدّر، نادي العهد. هذه النتائج، وبعدها الخسارة الأخيرة أمام الجيش قارياً، جاءت في ظل أداءٍ متواضعٍ لصاحب الوصافة. حتى السقوط أمام الوحدات الأردني بهدفٍ وحيد، كان يُمكن أن يكون بنتيجةٍ أكبر، ولو أن النجمة لم يستحق الخسارة أيضاً، إلا أن عدم توفيق لاعبي منافسه أمام المرمى أبقت آماله بالعودة بالنتيجة حتى الدقيقة الأخيرة.
تقلّصت حظوظ النجمة في التأهّل إلى الدور نصف النهائي عن منطقة غرب آسيا


فعلياً، مستوى معظم فرق الدوري ضعيف، وحتى الإخاء الأهلي عاليه صاحب المركز الرابع، خسر ست مرات وتعادل في ثلاث مباريات، وله هدفان زيادةً عن الأهداف التي دخلت مرماه، في حين أن جميع الفرق التي تأتي بعده، فارق الأهداف لديها سلبي. ما يعني أن النجمة واجه فعلياً فريقين منافسين له، هما الأنصار، الذي فاز عليه بعد هدفٍ متأخّر لنادر مطر، في مباراةٍ كانت هي الأولى للمدرب الأردني عبد الله أبو زمع بعد تسلّمه التدريب بأيام، وخسر أمام العهد بثلاثية، وحتّى في اللقاء الأوّل، تختلف وجهات النظر في ما إذا كان هو الطرف الأفضل.
نتائج تفتح باب الأسئلة عن السبب الذي أبعد النجمة عن منافسه على اللقب، وهو الذي كان دائماً قريباً منه في المواسم الماضية. الفريق لم يخسر نجومه، على الرغم من عروض الاحتراف التي قُدّمت إلى حسن معتوق، والحديث الدائم عن رحيل نادر مطر مع ختام الموسم، بل عزز صفوفه بعددٍ من اللاعبين، واستبدل جميع أجانبه، ومع ذلك، لم يُقدّم النجمة عروضاً جيّدة، حتّى في فترة المدرب الصربي بوريس بونياك، الذي أقيل بعد أول خسارة، والسبب كان في أسلوب اللعب لا النتائج. وفي الواقع، فإن الإدارة، ومعها اللجنة الفنية، لم تختارا اللاعبين المناسبين للفريق، بحسب العديد من المراقبين، وخسرتا مرتين في سوق الانتقالات، الأولى عند فسخ عقد لاعب الوسط عمر زين الدين بعد سفره، والثانية بعد الاستغناء عن البرازيلي فيليبي دوس سانتوس والتعاقد مع الغرينادي سيدريل لويس، ثم فسخ التعاقد معه. أما من بقيَ ضمن صفوف الفريق، فلم يلقَ استحسان المشجعين، كالظهير أمير الحصري، وحتّى ابن النادي محمد جعفر الذي عاد لموسمٍ واحدٍ بالإعارة، ومعهما المدافعان: السوري أحمد ديب، والبنيني محمد شمس الدين شاونا. حتّى أبو بكر المل لم يسلم من الانتقادات. في حين أن منافسَي النجمة، العهد والأنصار، نجحا في سوق الانتقالات، إذ أسهم المهاجم أكرم مغربي، الذي لم تُجدد إدارة النجمة عقده، بفوز فريقه بـ12 نقطة مباشرةً، وقد نجح غيره أيضاً، كمصطفى كساب، الذي تخلّت إدارة النجمة عنه أيضاً. أما الأنصار، فكان له النجاح الأكبر، إن كان على صعيد التعاقد مع الأجانب أو المحليين، على الرغم من التأخّر بالتعاقد مع مدربٍ جديد أثبت نفسه.
فضلاً عن الإخفاق في سوق الانتقالات، للنجمة مشكلاتٌ داخل النادي والفريق، أغلبها مالية، وهو أمرٌ يؤثّر في اللاعبين بطبيعة الحال. موسمٌ يبدو أنه سيكون مخيباً كالذي سبقه، ولو أن المنافسة على لقبي الدوري وكأس الاتحاد الآسيوي لا تزال مشروعة، فيما يملك الفريق فرصاً أكبر للفوز بكأس لبنان، ولو أنه سيواجه الأنصار في الدور ربع النهائي.