لم يكن أحد يتوقع أن يتحوّل إستغناء نادي النجمة عن لاعبه سيدريل لويس إلى قضية كروية قد تجد طريقها الى الإتحاد الدولي لكرة القدم. حتى يوم الجمعة الماضي، كانت كل المعطيات تشير إلى أن الفراق بين النادي واللاعب حصل بالتراضي، حتى كانت مقابلة اللاعب السابق الترينيدادي دايفيد ناكيد عبر إذاعة البشائر اللبنانيّة. ناكيد اتهم النادي بمخالفة القانون وفسخ العقد بطريقة غير قانونيّة. الرواية في النجمة مختلفة كلياً، على صعيد دفع أموال للاعب ولناكيد كعمولة. تعقدت القضية، ولا شك أنها ستأخذ مساراً مختلفاً.مفاجأة كانت مقابلة اللاعب السابق والمدرب الحالي دايفيد ناكيد. تحدث الأخير عن غبنٍ لحق بلويس والذي تعرّض لمعاملة سيئة من قبل نادي النجمة، ولم يحصل على أي «قرش» من قيمة عقده، وجرى إخراجه من الفندق بطريقة غير لائقة، ولم يتم إصدار بطاقة سفر له للعودة الى بلاده. كلامٌ أكّده ناكيد في اتصال مع «الأخبار»، مشدداً على أن اللاعب لم يحصل على أي دولار، حتى إن مبلغ العشرة آلاف دولار الذي تلقاه ناكيد لم يكن عمولة، بل مقابل عقد إعارة (Loan Agreement) من النادي الذي يلعب له لويس في غرانادا. وأشار ناكيد إلى أنه ذاهب في الموضوع إلى النهاية لتحصيل حق اللاعب، وهو سيتوجّه أولاً إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم كما تنص القوانين، وفي حال عدم تجاوب الاتحاد وعدم تحصيل حق اللاعب، سيتوجه إلى الاتحاد الدولي «فيفا» مع كل ما يملك من أدلة ومحادثات مع رئيس النادي أسعد صقال.
في المقابل، تشير المعلومات الى أن نادي النجمة موقفه قوي في القضية. فالنادي حين تعاقد مع اللاعب لم يكن قد شاهده بتاتاً، وارتكز على توصية من ناكيد الذي له خبرة طويلة، وسبق أن جلب المهاجم الشهير إيرول ماكفرلاين إلى النجمة. لويس كان من بين جملة خيارات كانت أمام النادي في فترة ما بين الذهاب والإياب، لكن حظوظه كانت ضئيلة نظراً الى قيمة عقده المرتفعة، مقارنة بلاعبَين من موريتانيا ومن غانا. تعثرت المفاوضات مع اللاعب الموريتاني نتيجة تعاقده مع ناد جزائري، والمشكلة القانونية التي واجهت اللاعب الغاني في بلاده مع وجود جوازَي سفر في حوزته، وضعت النجمة أمام خيارين، هما لويس أو لاعب الإصلاح كريستوفر الذي كان عقده ضئيلاً جداً، لكن إدارة النجمة فضلت التعاقد مع لويس، رغم عقده الكبير والذي ناهز الخمسين ألف دولار، بهدف تدعيم الصفوف في الدوري والكأس وكأس الاتحاد الآسيوي دون مشاهدة اللاعب (وهذا خطأ كبير من وجهة نظر مراقبين). بعد التمارين والفترة القصيرة التي شارك فيها اللاعب، تبيّن أن إمكاناته ضعيفة وبعكس ما قيل.
يواجه النجمة إدعاءات ناكيد بالوثائق والأرقام


تقول المصادر، إنه بعد نحو أسبوعين على توقيعه مع النجمة وعدم مشاركته بشكل كبير في المباريات، كان هناك اتصال بين ناكيد ورئيس نادي النجمة أسعد صقال يشكو فيه الأوّل عدم إشراك لاعبه. كان هناك تواصل بين صقال ومديره الفني موسى حجيج عن إمكانية إشراك اللاعب أكثر، فكان رد حجيج بأن اللاعب إمكاناته متواضعة، وأنه لا يشركه حرصاً على اللاعب من انتقادات الجمهور وذلك بحسب المصادر. جرى اعتبار مباراة النجمة مع الوحدات الأردني في كأس الاتحاد الفرصة الأخيرة للاعب قبل فسخ العقد معه. لويس «رسب» في الامتحان الأخير، وتقول مصادر للأخبار إنه أُخذ القرار بفسخ العقد معه وجرى إبلاغ ناكيد بالموضوع، حيث حضر اللاعب الى مكتب صقال وتلقى شيكاً بقيمة 6 آلاف دولار كراتب شهر واحد قضاه مع النجمة (من 23 كانون الثاني حتى 23 شباط) حيث أبلغه صقال برأي الجهاز الفني. أمرٌ أجاب عليه لويس بأنه لم يكن يتوقّع بأن مستوى الدوري اللبناني مرتفع بهذا الشكل، مقارنة مع الدوري في غرانادا ووعد بتطوير مستواه كي يعود ويلعب مع النجمة في المستقبل. وقام بتوقيع مخالصة مع النادي جرى إعدادها باللغة الإنكليزية، بعدما وقّع على صورة الشيك الذي تلقاه (الوثائق أصبحت موجودة لدى الاتحاد) وغادر إلى فندقه.
تقول المصادر إن اللاعب بعدها لم يعد يجيب على اتصالات مديرة النادي جمال الجردي لتسليمه بطاقة السفر التي هي صادرة من لحظة التعاقد معه ذهاباً وإياباً من غرانادا، حيث كان من المفترض أن يعود في شهر حزيران وجرى تقديم موعد عودته.
المفاجئ أن الأمور توترت بين النجمة وناكيد (وكيل اللاعب)، وتصريح الأخير عن أن إدارة النجمة أجبرت اللاعب على التوقيع على ورقة المخالصة.
وعلمت «الأخبار» أن صقال ردّ على اتهام ناكيد، وأكد أن إدارة النادي جاهزة لتقديم جميع الأوراق، والإثباتات التي تؤكد أن اللاعب وقّع على كتاب إنهاء العقد والمخالصة (Termination Letter) بكل طيب خاطر، وهو موثّق بالصوت والصورة. أما في ما يتعلّق بمبلغ العشرة آلاف دولار، فتقول المصادر إن الشيك حُرّر باسم ناكيد كما أصرّ الأخير، وليس باسم النادي الذي يقال إن المبلغ له مقابل عقد الإعارة. لكن مصادر ناكيد أشارت إلى أنه عمد الى تحويل المبلغ إلى النادي الذي أرسل بريداً إلكترونياً الى نادي النجمة يؤكّد فيه أنه تسلم المبلغ.
لا شك أن القضية تعقدت. ناكيد يبدو واثقاً من موقفه وموقف لاعبه، والنجمة يردّ بما يملك من وثائق، وعليه فإن الأيام ستكشف تفاصيل القضية، وما إذا كانت ستصل إلى الفيفا.