لا يختلف اثنان على أن المباريات التي يكون طرفاها مانشستر يونايتد وأرسنال تحظى دائماً بدرجة عالية من اهتمام وترقب متابعي كرة القدم عموماً، وأنصار الفريقين ومدينتي مانشستر ولندن على وجه الخصوص. منذ التسعينيات، غدت المواجهة بين الفريقين على قدر كبير من الأهمية، حيث لم تخل مبارياتهما في حينها من المنافسة الشرسة والحماسة وحتى من اللكمات بين اللاعبين، على غرار ذلك العراك الشهير الذي حصل في 20 تشرين الأول عام 1990 والذي أطلق الشرارة بين الجانبين، وتبعه التحدي الثنائي بين المدرب التاريخي السابق لـ«الشياطين الحمر»، الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون، والحالي لـ«المدفعجية»، الفرنسي أرسين فينغر، من جهة، وبين قائدَي الفريقين السابقين، الإيرلندي روي كين، والفرنسي باتريك فييرا، من جهة أخرى، ليزيد الحماوة في لقاءات الفريقين، وليأتي انتقال نجم أرسنال، الهولندي روبن فان بيرسي، قبل عامين، الى يونايتد، ويرفع من منسوب الكراهية بين جمهوري الفريقين.
كل هذا التاريخ سيكون حاضراً لا شك مساء غد في ملعب «الإمارات» في العاصمة الإنكليزية، غير أن مسببات إضافية في هذا التوقيت بالذات ستجعل المتابعين يترقبون هذا اللقاء بالتحديد «على أحرّ من الجمر»، حيث يقف الفريقان أمام «مباراة مفصلية» في نواح عدة.
مفصلية هذه المباراة؟ هي لا شك كذلك. إذ بالرغم من بقاء 13 جولة على نهاية الموسم، فإن كلاً من فينغر، مدرب أرسنال، والاسكوتلندي، ديفيد مويز، مدرب يونايتد، يدرك أن هذه المباراة سترسم المسار والمعالم نحو المستقبل. هذه النقطة يمكن الانطلاق فيها من نتيجة أرسنال الأخيرة الصادمة أمام ليفربول التي خسرها 1-5 ومن استمرار تذبذب النتائج والموسم الكارثي بصفة عامة ليونايتد، وكان آخر نتائجه تعادل مخيب أمام فولام. من هنا، فإن توقيت هذه المباراة يأتي مناسباً لكلا الطرفين للبحث عن استعادة الكبرياء، قبل أي شيء آخر، واستمداد كم كبير من المعنويات لمواصلة الطريق نحو بحث «المدفعجية»، من جهته، عن لقب مفقود منذ فترة طويلة، و«الشياطين الحمر» عن مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. فخسارة أرسنال ثاني الترتيب في هذه الموقعة ستشكل ضربة كبيرة لآماله في المنافسة على اللقب، وخصوصاً أنها ستأتي بعد «كارثة آنفيلد رود» مباشرة. أما هزيمة يونايتد السابع فستعني انعدام حظوظه، منطقياً، في منافسة غريمه الأزلي ليفربول، صاحب المركز الرابع، على المقعد الأوروبي الأخير، ذلك أن فوز الـ«ريدز»، سيرفع الفارق بينهما الى 12 نقطة!
وبطبيعة الحال، فإن الأعين ستكون متجهة بالدرجة الأولى في هذا اللقاء نحو مدربَي الفريقين فينغر ومويز. فمن جهة الفرنسي، فإن أي خطأ جديد يقع فيه أرسنال لن يمر مرور الكرام لدى أنصار «المدفعجية» بالنسبة إلى مدربهم الذي ظهر كـ«المتفرج» مثلهم في اللقاءين الكبيرين أمام مانشستر سيتي (3-6) وليفربول، وخصوصاً أن فينغر بدا واثقاً بقدرات تشكيلته الحالية للمنافسة على اللقب، إذ تردد أنه رفض تدعيم صفوف الفريق الذي يعاني من غيابات عدة بارزة بلاعبين جدد، إلا باستعارة السويدي كيم كالشتروم (جاء مصاباً!). ما ظهر واضحاً أن الفريق اللندني بدا مفتقراً إلى عنصر هام في المباريات الكبيرة وهي خبرة لاعبيه في المواقف الحرجة، حيث يغلب على تشكيلته الطابع الشبابي والحماسي، وهذا ما أصاب الفريق في مقتل في أكثر من مناسبة. من هنا، فإن الجماهير تعوّل على خبرة مدربها الفرنسي لتعويض هذا النقص.
أما من جهة مويز، فإن العكس بدا صحيحاً، إذ إن الاسكوتلندي لم يُظهر أياً من الحنكة والخبرات التي استمدها من مسيرة دامت 11 عاماً مع إفرتون، وبدا، دون مبالغة، من خلال افتقاره إلى الشخصية والإبداع الخططي، وسذاجته أمام وسائل الإعلام، أصغر من فريق بحجم يونايتد، وبالتالي فإن تعرض «الشياطين الحمر» لخسارة جديدة أو كبيرة من شأنها أن تُفقد صبر الجماهير والإدارة عليه، على عكس ما يحاول البعض التخفيف فيه عن الاسكوتلندي من خلال المقارنة بين الموسم الأول الفاشل لفيرغيسون مع الفريق وموسم مويز المشابه حالياً.
الى ذلك، فإن نجمين «مليونيين» في الطرفين سيحاولان، قبل غيرهما، قيادة فريقهما بأي طريقة للفوز بهذه المباراة بالذات. الحديث هنا هو طبعاً عن الألماني مسعود أوزيل، الباحث عن استعادة مستواه بعد الانتقادات الشديدة الأخيرة من صحف إنكلترا، والإسباني خوان ماتا الذي يريد التأكيد في مباراته الأولى الكبيرة مع يونايتد أنه على قدر طموحات «الشياطين الحمر».
كل المسببات إذاً تقود الى موقعة نارية بين أرسنال ومانشستر يونايتد أمسية غد. موقعة يصحّ أن يُطلق عليها وصف لا ثاني له: «التحدي المفصلي».




سذاجة مويز وغضب فينغر

أظهر مويز، مرة جديدة، مدى استخفافه بمسؤولية تدريب ناد كمانشستر يونايتد عندما اعتبر أن سبب التعادل أمام فولام هو «سوء الحظ»، مضيفاً «كيف أخفقنا في تحقيق الفوز؟ حقيقة لا أعرف»! من جهته، كشف ميكيل أرتيتا، لاعب أرسنال، أن مدربه فينغر كان شديد الغضب بين شوطي المباراة أمام ليفربول على نحو لم يشاهده فيه من قبل.