بات من عادة إداريي الأندية قبل المدربين واللاعبين والمشجعين، «نبش» الأخطاء التحكيميّة التي تُرافق المباريات التي تخسرها فرقهم. بعد المباراة، يشكّ المدرب في وجود ركلة جزاء غير صحيحة في حالةٍ كانت واضحة للجميع، حتى من دون الإعادة التلفزيونية، ويُشير رئيس نادٍ إلى «مؤامرة» تُحاك على ناديه بسبب هدفٍ دخل مرماه، وهو هدفٌ صحيح، لكن مشكوك فيه، ثم ينشر الفريق الإعلامي لنادٍ ما، عبر صفحته على «فايسبوك»، الحالات التحكيميّة في مباراته التي تُظهر أن له هدفاً صحيحاً لم يُحتسب بداعي التسلل. الحقُّ مع البعض وبعيدٌ عن آخرين، لكن الاحتجاج على التحكيم أصبح «بروتوكولاً».مما لا شك فيه أن الأخطاء التحكيمية هذا الموسم، ككل موسم، أسهمت بشكلٍ كبير في تغيير النتائج. آخر الأخطاء كانت عدم احتساب تسللٍ على مهاجم الأنصار الحاج مالك تال في هدف فريقه الأول بمواجهة الراسينغ. الجهاز الفني وإداريو النادي اعترضوا على الحالة طبعاً، في المباراة التي انتهت بخسارة فريقهم بهدفين من دون رد. وكما ظُلم الفريق، استفاد قبل أسبوعين، حين لم يحتسب الحكم ركلة جزاء للتضامن في حين كان الراسينغ متقدماً بهدفين لهدف. النجمة في الأسبوع الأخير عانى من الأخطاء أيضاً، فكان له هدفٌ غير محتسب ومثله ركلة جزاء، في المباراة التي خسرها أمام السلام زغرتا بهدف وحيد، ليبتعد بذلك عن المنافسة على اللقب. بدوره «النبيذي» استفاد في مباراته مع طرابلس حين تغاضى الحكم عن احتساب ركلة جزاء للفريق الشمالي، والأنصار فاز على شباب الساحل بفارق هدف، بعد تسجيله ثلاثة أهدافٍ متتالية، أوّلها جاء من خطأٍ على حارس الفريق المنافس.
هذه كلّها أخطاءٌ جاءت في الأسابيع الخمسة الأخيرة، غيّرت قليلاً في شكل الترتيب الذي يتغيّر مع كل فوزٍ لأحد الفرق السبعة المنافسة على البقاء، إذ لا يفصل بين صاحب المركز السادس والمركز ما قبل الأخير سوى نقطتين. ومن الطبيعي أن الفريقين اللذين سيهبطان مع ختام البطولة، سيعدّان ملف التحكيم، في إشارةٍ إلى «الظلم» الذي تعرّض له الفريق والذي أسهم في هبوطه من دوري الأضواء.
لا يفصل بين صاحب المركز السادس في الترتيب والمركز ما قبل الأخير سوى نقطتين


مشكلة التحكيم لا يبدو أن حلّها في الأفق. الحكّام اللبنانيّون غابوا عن بطولة كأس آسيا الماضية، في ظل استدعاء حكّام عرب من سبع دولٍ آسيويّة، فكان الغياب اللبناني إلى جانب الكويت العائدة من الإيقاف مؤخراً، وسوريا وفلسطين واليمن، على الرغم من اعتماد لجنة التحكيم اللبنانية على الحكام المحليين على حساب الأجانب هذا الموسم، على عكس ما كانت تفعل في المواسم الماضية، في خطوةٍ تُعطي الثقة لهؤلاء، لكن المستوى لا يزال هو عينه.
غنّى جمهور الرجاء الرياضي البيضاوي المغربي «في بلادي ظلموني»، في رسالةٍ بمضمونٍ اجتماعي وسياسيٍ للمسؤولين في المغرب وخارجه، وانتشرت الأغنية على المدرجات العربية، منها اللبنانية، فصارت «في الدوري ظلموني»، لكن للإشارة إلى ظلم الأندية. يسخر المشجعون بعضهم من بعض كُلمّا رُددت الأغنية في الملعب، حين تستفيد فرقهم من التحكيم، لكن يبدو أن الأخطاء التحكيمية تطال الجميع، وكل الأندية باتت مظلومة.

العهد يقترب من حسم اللقب
تغلّب العهد على مضيفه السلام زغرتا بهدف من دون رد سجّله محمد قدوح، ضمن الأسبوع الـ17 من بطولة الدوري. فوزٌ صعبٌ خسر فيه «الأصفر» خدمات المهاجم البلغاري مارتن توشيف لمباراتين على الأقل، عقب طرده بعد دقائق على مشاركته في الشوط الثاني، إثر تعرّضه للحكم حسين أبو يحيى ببعض الكلمات، في حين أنقذ الحارس مهدي خليل فريقه أكثر من مرة، محافظاً على نظافة شباكه للمرة الـ14، من دون أن يدخل مرمى العهد أي هدف منذ بداية مرحلة الإياب.
النجمة بدوره قلب النتيجة على البقاع الرياضي وفاز عليه (3-1) على ملعب طرابلس البلدي. مهاجم الفريق علي علاء الدين سجّل ثلاثية «النبيذي» بعد دخوله بديلاً، ليصبح اللاعب الأكثر تسجيلاً بعد مشاركته كلاعب بديل (5 أهداف)، في حين سجّل محمد قدوح هدف البقاع الوحيد، من دون أن يحتفل أمام فريقه الأسبق. خسارة البقاع أبقته في المركز الأخير قبل انطلاق سلسلة المباريات مع الفرق المنافسة على الهبوط، أوّلها السلام زغرتا في بلدة النبي شيت.
أما طرابلس فبقيَ هو الآخر في المركز ما قبل الأخير في أول مباراةٍ بقيادة المدرب اسماعيل قرطام، بتعادله السلبي مع التضامن صور. الأخير لم يحقق أي فوز منذ بداية مرحلة الإياب، وتنتظره مباراتان صعبتان مع النجمة والعهد في المرحلتين المقبلتين من عمبر الدوري.
وعلى أرضه فرّط الشباب الغازية في الفوز على شباب الساحل الذي خاض اللقاء بنقص في عددٍ من لاعبيه الأساسيين، وتعادل معه بهدفٍ لمثله. الغاني إسماعيلا أنتيري سجّل لأصحاب الضيافة، وحسن كوراني للساحل، وتصدّى زميله الحارس علي ضاهر لركلة جزاء نفّذها حمزة سلامي.
وتأجّلت مباراة الصفاء والإخاء الأهلي عاليه إلى غد الثلاثاء في الرابعة عصراً على ملعب بيروت البلدي، بسبب سوء أرضية ملعب بيروت البلدي أول من أمس السبت. وكان الأنصار تغلّب على الراسينغ بهدفين من دون رد في افتتاح الأسبوع على الملعب عينه في بيروت.



شباب البرج يقترب من المتصدّر


تعثّر البرج متصدّر دوري الدرجة الثانية أمام الحكمة بتعادله معه سلباً على ملعب الصفاء ضمن الاسبوع الـ17، في مباراةٍ أضاع خلالها وسيم عبد الهادي ركلة جزاء للبرج. تعادلٌ سمح لشباب البرج بالاقتراب من الصدارة، ليصبح الفارق نقطتين، بعد فوزه على هومنتمن بهدفين من دون رد على ملعب مجمّع فؤاد شهاب في جونية. بهذه النتيجة عاد الفريق الخاسر إلى قاع الترتيب، بفارق نقطة عن ناصر بر الياس، في حين وسّع شباب البرج الفارق بينه وبين ملاحقه الأهلي صيدا إلى خمس نقاط. بدوره، تغلّب الأهلي النبطية على الاجتماعي (4-2) على ملعب طرابلس البلدي.