يَنطلق الأسبوع السابع عشر من الدوري اللبناني لكرة القدم من عاصِمة الشمال طرابلس، من ملعبها البلدي، حيث ستكون العين على فريق المدينة الذي سيستضيف التضامن صور عند الساعة الثانية والربع من عصر اليوم. أهميّة اللقاء تَكمن في أنه سيشهد عودة المدرب اسماعيل قرطام إلى ناديه. «أبو طارق» يعود إلى سفير الشمال في مهمة إنقاذيّة، خلفاً للمدرب فادي عياد الذي استقال مطلع الأسبوع الحالي. فالفريق يحتل المركز ما قبل الأخير الذي يسقط صاحبه إلى الدرجة الثانية. رصيده من النقاط 13 من فوزين وسبعة تعادلات وست خسارات. صورة قاتمة تجعل مهمة قرطام صعبة. هي صعبة وليست مستحيلة بسبب وضع الترتيب، حيث إن الفريق الذي يحتل المركز السادس أي السلام زغرتا يملك 16 نقطة. فارق ثلاث نقاط ليس هو بشيء في ظل تقارب المستوى بين الفرق. لكن لا شك أن قبول قرطام لهذه المهمة الصعبة أمرٌ لافت، وخصوصاً أنه خرج بطريقة لا تليق به من نادي طرابلس عام 2014، «لديّ عاطفة قوية تجاه هذا النادي، والإنسان يظهر معدنه وقت الشدائد» يقول قرطام في حديثه مع «الأخبار».
قاد المدرب إسماعيل قرطام فريق طرابلس لإحراز كأس لبنان عام 2015 (عدنان الحاج علي)

لا يُنكر «أبو طارق» أن ما حصل معه سابقاً كان خطأً «لكن المشكلة حين اتخاذ قرار خاطئ لا تكون بالقرار، بل بالأشخاص الذين اتخذوا هذا القرار. عفا الله عما مضى، والمهم إنقاذ الفريق» يضيف قرطام. لكن ما هي الأمور التي سيعمل عليها المدرب الفلسطيني في مشواره مع فريقه القديم ــــ الجديد؟ يقول «العمل على القضايا النفسيّة والتحليل ومحاولة حل المشكلات الفنية التي تعوّق الفريق. هذه أمور يجب أن تحصل قبل انطلاق الدوري، لكن لا مجال للنظر إلى الوراء». يضيف المدرب الشمالي، «كل مدرب له فهمه الخاص لكرة القدم، وأنا سأعمل على تحسين اللعب الجماعي وإيجاد طريقة لعب واضحة، إضافة إلى ترسيخ فكرة أن كرة القدم ليست جرياً فقط».
لقاء «أبو طارق» مع اللاعبين في التمرين الأول كان مؤثراً. فمعظم هؤلاء اللاعبين أتوا إلى الفريق عبر قرطام. من الصعب أن تتحدث مع لاعب من الشباب ولا يقول لك «الحاج أبو طارق أتى بي الى طرابلس». كلام قرطام تركز على الجانب النفسي حين قال «أود أن تعلموا بأن هناك من يحبكم في النادي ويريد مساعدتكم، لكن أنتم الأساس».
يلعب النجمة في طرابلس بدلاً من جونية بطلب من المدير الفني موسى حجيج


يعرف المدرب الجديد أن الانطلاقة أساسيّة في أي عمل، وبالتالي يعلم مدى أهمية النقاط الثلاث اليوم، «لكن المهمة ستكون صعبة أمام فريق قوي والمستوى متقارب، وبالتالي فإن بعض التفاصيل هي التي ستحدد النتيجة. وهذا ينسحب على معظم المباريات المقبلة في ظل تقارب المستوى. مباراة واحدة قادرة على قلب الأمور رأساً على عقب. المباراة مع التضامن ستكون معركة بمعناها الرياضي والفوز فيها بالغ الأهمية». كلام قرطام عن خصمه صحيح، رغم أن الفارق في النقاط هو نقطتان فقط. فالتضامن يحتل المركز السابع برصيد 15 نقطة من ثلاثة انتصارات وستة تعادلات وسبع هزائم. وبالتالي أي تعثّر في الشمال قد يؤدي إلى تراجع التضامن مراكز عدة.
اليوم أيضاً، يشهد الأسبوع السابع عشر مباراة بين الأنصار وضيفه الراسينغ عند الساعة الرابعة على ملعب بيروت البلدي. لقاء يجمع بين صاحب المركز الثالث برصيد 34 نقطة وصاحب المركز العاشر بـ 14 نقطة. مباراة جديدة لـ«الأخضر» في معقله، وهي تأتي بعد تعثّر أمام البقاع في الأسبوع الماضي، حيث تعادل الأنصار (2-2). الخصم يصارع على الهروب من الهبوط ويفتقد لاعبه حسين سيد الموقوف بعد نيله الإنذار الثالث في المباراة الماضية أمام الإخاء الأهلي عاليه. مباراة خسرها الراسينغ بنتيجة ثقيلة (0-4)، وبالتالي لا يتحمل خسارة مماثلة ستزيد من حراجة وضعه.
غداً السبت سيشهد ثلاث مباريات ستقام بين الجنوب والشمال وبيروت. عند الساعة الثانية والربع يستضيف الشباب الغازية، الخامس بـ 19 نقطة، فريق شباب الساحل الثامن بـ 15 نقطة، على ملعب كفرجوز بغياب لاعب الغازيّة علي بيطار الموقوف اتحادياً. وفي الوقت عينه يستضيف النجمة، الثاني برصيد 38 نقطة، فريق البقاع الأخير بعشر نقاط على ملعب طرابلس البلدي. النَجمة يَلعب في الشمال، رغم أن المباراة على أرضه لسببين، الأول عدم وجود ملعب في بيروت قادر على استضافته في ظل عدم توفّر ملعب المدينة الرياضية بسبب احتمال هطول الأمطار. والسبب الثاني هو أن المدير الفني للنجمة موسى حجيج اختار اللعب على ملعب طرابلس بدلاً من ملعب جونية الذي اقترحه الاتحاد لأسباب فنيّة تتعلّق بالمدرب.
عند الرابعة عصراً، يلتقي الصفاء والإخاء الأهلي عاليه على ملعب بيروت البلدي. لقاء بين فريق بعيد عن الضغط في المنطقة الدافئة برصيد 27 نقطة في المركز الرابع، وفريق يقاتل للهروب من الهبوط في المركز التاسع برصيد 15 نقطة. ختام الأسبوع السابع عشر سيكون الأحد في المرداشية بين السلام زغرتا، السادس برصيد 16 نقطة، وضيفه العهد المتصدر بـ 46 نقطة. لقاء على درجة عالية من الأهمية للطرفين. للسلام، الهدف هو النقاط الثلاث والحفاظ على مكتسبات الفوز على النجمة في المرحلة الماضية (1-0). وللعهد مباراة تأكيد أن فارق النقاط الثماني عن النجمة الوصيف لن يجعل اللاعبين «ينامون على حرير»، معتبرين أن الدوري انتهى، فلا تزال هناك ست مراحل، وكل شيء وراد في عالم كرة القدم.



حماوة في الثانية


لا تقل المنافسة في بطولة الدرجة الثانية عن تلك التي في الأولى. فالأسبوع السابع عشر يحمل أكثر من مواجهة صعبة، وخصوصاً على صعيد الهروب من الهبوط إلى الدرجة الثالثة. معركة الصعود إلى الأولى لا تزال مفتوحة، وخصوصاً على المركز الثاني المؤهّل والذي يتصارع عليه شباب البرج الثاني برصيد 35 نقطة، والأهلي صيدا الثالث برصيد 32 نقطة. أما المركز الأول، فيبدو البرج فيه مرتاحاً مع 39 نقطة وهو سيواجه الحكمة، التاسع بـ 18 نقطة، يوم الأحد عند الساعة الثانية والربع على ملعب الصفاء. شباب البرج من جهته، يحل ضيفاً على هومنتمن الحادي عشر برصيد 13 نقطة على ملعب جونية عند الساعة الثانية والربع من يوم الأحد. أما الأهلي صيدا، فيحل ضيفاً على الإصلاح البرج الشمالي، العاشر بـ 15 نقطة، على ملعب صور اليوم في التوقيت عينه. كما يلعب اليوم أيضاً النهضة بر الياس، الرابع بـ 22 نقطة، مع ضيفه ناصر بر الياس الأخير بـ 13 نقطة على ملعب بحمدون عند الساعة 14.15. ويلعب غداً السبت الشباب العربي، السابع بـ 19 نقطة، مع ضيفه المبرة، الثامن بـ 18 نقطة على ملعب الصفاء في التوقيت ذاته، في حين يلعب الأحد الاجتماعي، الخامس برصيد 21 نقطة، مع ضيفه الأهلي النبطية، السادس بـ 21 نقطة على ملعب طرابلس عند الساعة 14.15.