طريقة لعب المنتخب الدفاعية لم تسمح لي بإبراز قدراتي إيقاع الدوري اللبناني سريع لكن المشكلة في الملاعب

هو مفاجأة الأنصار بين مرحلتي الذهاب والإياب. محترفٌ لبناني آخر ينضم إلى الدوري المحلي ليكون إلى جانب كثيرين سبقوه وارتدوا قمصان الفرق اللبنانية دون أن يتخلوا عن حلم العودة للاحتراف في الخارج. قلّة كانت تتوقع أن يظهر سوني سعد بالصورة التي ظهر عليها في أول أربع مباريات من مرحلة الإياب. صفقة ناجحة جديدة لنادي الأنصار إلى جانب صفقتي حسام اللواتي وحسن شعيتو «موني». عقد قصير الأمد لكنّه يمهّد لواحد أكبر. تجربة جديدة للمحترف اللبناني الأميركي لديه الكثير ليتحدث عنها.
قد لا يكون اسم حسن علي سعد مألوفاً لكثيرين ممن يتابعون كرة القدم اللبنانية. لكن حين تقول سوني سعد تختلف الأمور. هو اللاعب اللبناني-الأميركي الذي دخل عالم الكرة اللبنانية من بوابة المنتخب الوطني. لم يكن أحد يتوقع أن يصبح سعد أحد لاعبي الدوري اللبناني. الأنصار فاجأ الجميع حين أعلن تعاقده مع سعد قبل انطلاق مرحلة الإياب. احتار كثيرون كيف يقيّمون الصفقة. فسعد لم يثبت نفسه مع المنتخب اللبناني كما أنه لم يُستدعَ إلى المنتخب في كأس آسيا الأخيرة. راود البعض الشك في أن تكون الصفقة ناجحة. «سوني» ردّ على الجميع في أول أربع مباريات. ثلاثة أهداف آخرهما هو الأجمل في الدوري اللبناني حتى الآن وكان في شباك السلام زغرتا، وتمريرة حاسمة واحدة.
اختلفت النظرة للاعب اللبناني صاحب الكلمات العربية «المكسرة» والتي يستعملها سعد بطريقة طريفة خلال حديثه لـ«الأخبار» عن تجربته الجديدة. ابن الستة وعشرين عاماً يبدو مرتاحاً جداً في الأنصار. جذبه «الأخضر» من البداية عبر طريقته الاحترافية في التعاطي وبالتزامه بما طرحه. لم يكن الأنصار الجهة الوحيدة التي فاوضت سوني سعد. النجمة أيضاً دخل على الخط، أو بالعكس دخل سعد على خطه. لكن الخيار كان التعاقد مع الأنصار، «بعد توقيعي العقد مع رئيس النادي نبيل بدر شعرت بأنني اتخذت القرار الصائب»، يتذكر سعد تلك اللحظة التي وضع توقيعه فيها على عقد مع الأنصار. عقدٌ يمتد حتى نهاية مرحلة الإياب، لكن لا شك أن التمديد قد يكون الخيار الأوّل أمام الطرفين في نهاية الموسم بعد البداية الجيدة للوافد الجديد. ليس مضطراً سعد أن يكيل المديح لبدر لكنه يشدد خلال حديثه على إعجابه بطموحه وسعيه للتطوير بغضّ النظر عن الظروف وترتيب الفريق وحظوظه.
من حق اللاعبين أن يلعبوا على أرضية صالحة، ومن حق الجمهور أن يتابع مباريات على أرضيات جيدة


لا يبدو غريباً على «سوني» أن ينضم إلى الأنصار. فوالده من محبي هذا النادي حين تربى في منطقة الطريق الجديدة مع جيل عدنان الشرقي وغيره من اللاعبين. رجّحت كفة الوالد على حساب العمّين. فعمه الأول نجماوي، أما الثاني فهو مشجع للتضامن صور لكن سعد أصبح أنصارياً. كسب اللاعب اللبناني لقبه من اسمه. كثيرون يعتقدون أنه سوني (Sony). يصحّح لك الأمر اسمي (Soony) من «حسوني». يشير لاعب فريق الأنصار إلى أنه عاش سنتين في لبنان حين كان يبلغ من العمر سنة واحدة. كان ذلك عام 1993. فسوني سعد هو من مواليد 17/8/1992 من أب لبناني وأمٍّ أميركية. شقيقه يلعب كرة القدم، «يمارس كرة القدم أفضل مني ويلعب في الدوري الأميركي للهواة. لكنه يغلّب عمله على هوايته» يقول سوني عن شقيقه.
يتحدث سعد طويلاً عن الأجواء في الأنصار، ويشدد على احترافيتها وتفاني اللاعبين، «أنس أبو صالح وبلال نجدي من لاعبي الاحتياط، ورغم ذلك تراهم يقدّمون كل ما لديهم في التمرين. جميع اللاعبين متفانون وهذا أمرٌ جميل» يقول «سوني». حتى الأجواء خارج الملعب جميلة. فلاعب فريق الأنصار يقضي معظم وقته مع زملائه وخصوصاً موسى الطويل وحسام اللواتي وأبو بكر كامارا وأنس أبو صالح وعدنان حيدر. لكن لديه أصدقاء من خارج الأنصار. فهو مقرّب جداً من لاعب فريق النجمة نادر مطر، ولاعب الصفاء جاد نور الدين وحارس مرمى فريق العهد مهدي خليل.
اللافت في دخول سعد إلى الدوري المحلي أنه جاء بـ«نسخة» مختلفة عن تلك التي ظهر فيها مع منتخب لبنان، «السبب طريقة اللعب. فالمدرب أبو زمع يعرف كيف يتعامل مع اللاعب اللبناني وطريقة لعبه هجومية. الكرة لا تتوقف عند لاعبٍ واحد والمطلوب تدويرها باستمرار بهدف إيجاد ثغرة لدى الخصم. ولهذا نجحنا في المباريات ونقدم هذا الأداء المترافق مع النتائج الجيدة» يشرح «سوني» أسلوب لعب الأنصار.


«في المنتخب الأمر مختلف، فأسلوب لعب المدرب رادولوفيتش دفاعي. آخر مباراة لي مع المنتخب كانت أمام الكويت حيث لعبت كجناح أيسر. ولا أذكر أنني شاركت في اللعب. لا أوجه النقد للمدرب فهذا أسلوبه، لكن كان من الممكن بعد كل هذه الفترة الطويلة مع المنتخب إيجاد نظام لعب يغلب عليه الطابع الهجومي. هناك لاعبون جيدون في النصف الثاني من الملعب كحسن معتوق ومحمد حيدر وربيع عطايا وباسل جرادي، وبالتالي يمكن تفعيل الأداء الهجومي» يضيف سعد عن طريقة لعب منتخب لبنان.
لا يمكن لسعد خلال تجربته القصيرة في الدوري اللبناني أن يصدر حكماً على الكرة اللبنانية. لكنه رغم ذلك أصبحت لديه أفكار، حيث يعتبر أن الدوري اللبناني جيد وإيقاعه سريع وضاغط، «من الصعب أن تمتلك الكرة ولا تتعرض للضغط. قد يكون هذا مردّه إلى الحافز الكبير لدى لاعبي الخصم حين يلعبون في مواجهة الأنصار. لا شك أن الأمر ينسحب على خصوم النجمة والعهد. أضف إلى ذلك هناك لاعبون جيدون، ولو سألتني قبل خمس سنوات إذا ما كنت أقبل بالمجيء إلى لبنان لرفضت. لكن الآن المستوى يتطوّر، والجمهور يحضر المباريات وهذا أمرٌ جيد» يقول سعد.
تأثّر «سوني» بوالده الذي عاش طفولته في منطقة الطريق الجديدة مع جيل عدنان الشرقي


في نظره هناك مشكلة الملاعب التي تؤثّر على المستوى والأداء، «من حق اللاعبين أن يلعبوا على أرضية صالحة، ومن حق الجمهور أن يتابع مباريات على أرضيات جيدة. ليس من المعقول أن تتوقف الكرة مراراً في المستنقعات. وأود أن أوضح شيئاً حول كلامي عن أرضية ملعب نادي العهد في لقائنا مع شباب الساحل. أنا لم أقصد الإساءة لأحد، ولو كنت ألعب على أرض ملعب الأنصار وكانت حالتها مشابهة لأرضية ملعب المباراة لكنت قلت الأمر عينه».
على الصعيد التسويقي، يرى سعد أنه من المبكر له الحديث عن هذا الأمر، «لكن المؤشرات تشير إلى أن اللعبة قادرة على الانتشار. فهناك لاعبون جيدون، وجمهور ونقل تلفزيوني، وهذا ما يشجع الجيل الجديد على مزاولة اللعبة».
ويعبر سعد عن إعجابه باعتماد بعض المدربين على اللاعبين الشباب كالمدرب رضا عنتر، وموسى حجيج وعبد الله أبو زمع، «هذا أمرٌ مهمٌّ جداً لكرة القدم اللبنانية ولتطورها. فالشباب هم أمل المستقبل ولا يمكن لهؤلاء أن يبقوا على مقاعد الاحتياط حتى يعتزل اللاعبون الكبار كما أن حلم كل لاعب الاحتراف في الخارج. حتى الذين يأتون إلى لبنان يعودون ويفكرون في الاحتراف في الخارج. فاللاعب يبحث عن التحديات. وحين يحصل أي لاعب على عقد احتراف خارجي فهذا امتياز له وللكرة اللبنانية»، يشير سعد في حديثه عن ما تحتاج له الكرة اللبنانية.
حين تسأل لاعب فريق الأنصار عن اللاعبين اللبنانيين والأجانب الذين لفتوا نظره يجيبك سريعاً حسن معتوق، محمد حيدر، حسن شعيتو «موني»، عباس عطوي «أونيكا»، ربيع عطايا وأحمد زريق. الأخير لعب معه في الولايات المتحدة ومنذ ذلك الحين كان لاعباً مميزاً كما يقول سعد.
عالمياً هو من محبي زين الدين زيدان، أما على صعيد الفرق فهو من مشجعي فريق ليفربول. تسأله عن المواجهة مع بايرن ميونخ في الدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا (المقابلة أجريت يوم المباراة). «أتوقع فوز ليفربول والتأهّل. فإذا كان هناك من مدرب قادر على هزيمة ليفربول فلا شك هو كلوب. حتى لو خرجنا من دوري الأبطال فهذه ليست مشكلة. بالنسبة لي كمشجع ليفربول إحراز لقب الدوري الإنكليزي هو الهدف الأهم».