يعتبر نادي الشانفيل ـ ديك المحدي اللبناني لكرة السلة، أكثر الأندية اللبنانية إنفاقاً خلال الموسمين الماضيين على مختلف المستويات، لا سيّما على مستوى الصفقات التي أبرمها مع لاعبين محلييّن وأجانب. هذا الحجم الكبير في الإنفاق بدأ مع تولي أكرم صفا رئاسة النادي، وإبراهيم منسى رئاسة لجنة كرة السلّة في النادي المتني. صفقات على مستوى عال جدّاً، والهدف هو اللقب الغائب عن خزائن النادي منذ موسم 2012.راهن نادي الشانفيل خلال الموسمين الماضيين على اللاعبين اللبنانيين لتحقيق لقب البطولة، فتعاقد النادي المتني مع أسماء كبيرة أبرزهم فادي الخطيب، وجاء بعده كل من أحمد ابراهيم وإيلي رستم (انتقل إلى هومنتمن ـ بيروت)، ومن ثم علي مزهر ولاعبين آخرين لهم تاريخهم في كرة السلّة اللبنانية. الأسماء اللبنانية حاول المدرب السابق للنادي غسان سركيس (مدرب نادي الحكمة الحالي) تدعيمها بأسماء أجنبية على مستوى عالٍ، فكان خيار اللاعب الأميركي جيريمي بارغو هو الأفضل، فيما فشلت جميع الصفقات الأخرى التي أبرمها سركيس، خاصة الموسم الماضي والذي قبله. في تلك الفترة بدّل الشانفيل أكثر من 7 لاعبين أجانب خلال موسم واحد، وكانت المفاجأة حينها أيضاً بالخسارة القاسية من الدور ربع النهائي على يد نادي الحكمة «الجريح»، والذي كان يعاني من مشاكل ماديّة كبيرة.
يستمر نادي الشانفيل في سياسته هذا الموسم؛ في البداية وقبل أشهر، تعاقد مع مدرب الحكمة السابق فؤاد أبو شقرا. الأخير جلب معه من الحكمة كل من الأجنبيين آتر ماجوك ودواين جاكسين، كما صانع الألعاب علي مزهر، ليكون هذا الثلاثي إلى جانب الخطيب وابراهيم في النادي المتني. تغيير المدرب وبعض اللاعبين يصبّ في خطّة النادي لاستعادة لقب البطولة المحلية (الدوري) الغائب عن خزائن الشانفيل منذ موسم 2012. فبعد تلك الفترة مرّ النادي بمرحلة عجز مالي وفترات صعبة، ليأتي الحل مع الإدارة الجديدة، التي تبدو مصممة على استعادة اللقب.
سبق لأهدادي أن لعب لصالح نادي «ممفيس غريزليس» في الدوري الأميركي لكرة السلة


وقّع الشانفيل مع لاعب كرة السلة الإيراني «العملاق» حامد أهدادي، ليكون في صفوفه بقية الموسم. وسبق لأهدادي (218 سنتم) أن لعب لمدة خمس سنوات في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين مع نادي «ممفيس غريزليس» بين (2008 و 2013)، كما لعب أيضاً مع شاهين (1999-2002)، وبايكان (2002 - 2003)، والوصل الإماراتي 2003، وبايكان (2003- 2007)، وسابا باتري (2007 -2008). ومن المتوقع أن يشكل أهدادي إضافة كبيرة جداً لنادي الشانفيل، ويساعده في المنافسة على لقب الدوري اللبناني لكرة السلة. والأكيد أن الشانفيل دفع مبلغاً كبيراً جدّاً للفوز بتوقيع اللاعب الإيراني.
الشانفيل تعاقد ايضا قبل أيّام مع اللاعب اللبناني ـــ الأميركي كريم عز الدين، وهو اللاعب الواعد والقادر على تقديم الإضافة للنادي ال متني، وخاصة أنه سيلعب مع الفريق كلاعب لبناني وليس أجنبي، وبالتالي ستكون فرصه كبيرة للمشاركة على أرض الملعب. فبعد العودة إلى نظام الأجنبيين (لاعبين أجنبيين على أرض الملعب والثالث على مقاعد البدلاء) سيستفيد الشانفيل من خدمات عز الدين، وكأنّه يلعب بثلاثة لاعبين أجانب. اللاعب الجديد وقّع مع النادي المتني لفترة تمتد على ثلاثة مواسم، وهو كان محط اهتمام من ناديي الحكمة ـــ بيروت وهومنتمن ـــ بيروت، ولكن النادي المتني تمكن من الفوز بتوقيعه قبل الجميع. عز الدين (206 سنتم) لعب سابقاً مع فريق جامعة نيو مكسيكو الأميركية، وكان مستواه لافتاً في دوري الجامعات. بالتعاقد مع أهدادي وعز الدين يسعى الشانفيل إلى فرض نفسه منافساً حقيقياً على اللقب، وخاصة أنه تصدر الترتيب العام للبطولة، قبل فترة التوقف الدولي، لمشاركة منتخب لبنان في المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم لكرة السلّـة بـ22 نقطة من 10 انتصارات وخسارتين.
النادي المتني صرف في الموسمين الماضيين، بحسب مصادر متابعة لكرة السلّة اللبنانية، أكثر من 3 ملايين دولار على صفقات اللاعبين المحليين منهم والأجانب، إلّا انه فشل في تحقيق اللقب، أو حتى فرض نفسه منافساً جديّاً على لقب البطولة، التي كانت الموسم الماضي والذي سبقه بين الرياضي ـــ بيروت وهومنتمن ـــ بيروت.
هذا الموسم، وبعد انتهاء مرحلة الذهاب، وعدد من مباريات الإياب، يبدو الشانفيل مختلفاً وقادراً على المنافسة، نظراً إلى قوته، كما ضعف الأندية الأخرى أيضاً، فالنادي الرياضي يبدو فاقداً للتوازن الذي كان عليه خلال السنوات الماضية، كما ان نادي هومنتمن ليس بالمستوى الذي كان عليه في السنتين الماضيتين، حين كان منافساً شرساً بهدف تحقيق اللقب في الذكرى المئوية لتأسيسيه. الشانفيل لديه الفرصة هذا الموسم لإعادة اللقب إلى خزائنه، إلّا أن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الجهاز الفني، الذي سيكون أمام امتحان النجاح في تدوير اللاعبين، وتوزيع الأسماء الكبيرة الموجودة في الفريق هذا الموسم. فكما هو معروف، ليس دائماً تجميع النجوم في أي فريقه يساعده على تحقيق اللقب، فغالباً ما يؤثر عدد النجوم الكبير في الفريق على أدائهم على أرض المعلب، ويسعى كل واحد منهم للبروز، وهو ما يؤدي في النهاية إلى سيطرة اللعب الفردي على حساب اللعب الجماعي، وهو تحديداً ما حصل مع الشانفيل في الموسمين الماضيين، وأدى إلى خسارة اللقب، وخسارة ملايين الدولارات.
وقّع النادي المتني هذا الموسم صفقات مهمة، وهو قادر على الذهاب بعيداً، بمنافسة من الرياضي وهومنتمن ونادي بيروت، إذا ما تمكن الجهاز الفني من إدارة الفريق بالصورة المطلوبة.