قبل ثلاثة مواسم جمعت المباراة الختامية لبطولة لبنان في كرة القدم العهد والصفاء على ملعب صيدا البلدي. كان كأس البطولة موضوعاً أمام مدخل اللاعبين بانتظار حفر اسم فريقٍ منهما عليه، واللقب ذهب حينها إلى الصفاء، الذي ضم في صفوفه محمد حيدر وعلي السعدي ومهدي خليل، إلى جانب نور منصور أيضاً، قبل فسخ عقده مع النادي بين مرحلتي الذهاب والإياب. جميع هؤلاء انتقلوا إلى العهد وحققوا معه بطولاتٍ عدة في الموسمين الماضيين، إلا أن لاعباً واحداً عاد إلى حيث كانت انطلاقته، حاملاً معه ذكريات الهدف الذي أهدى فريقه لقبه الأخير. بين الماضي والحاضر تغيّر الكثير، ليس على صعيد الأسماء فحسب، بل بالطموح أيضاً، فالصفاء البطل قبل موسمين، يُصارع على البقاء في الدرجة الأولى اليوم، وهو يقبع في المركز العاشر، في حين أن وصيفه حينها يحمل اللقب مرتين متتاليتين ويتصدر الترتيب. مواجهة اليوم التي يحتضنها ملعب أمين عبد النور في بحمدون (الساعة 13:30) لا تقلّ أهمية عن اللقاء الذي جمعهما في أيار 2016، فالعهد يحتاج إلى الفوز لضمان ابتعاده عن أقرب ملاحقيه بفارق خمس نقاطٍ على الأقل، والصفاء مهدّدٌ بالهبوط إلى الدرجة الثانية، وكل نقطة يفشل بالظفر بها تُقرّبه أكثر من المركزين الأخيرين. منذ عام 2016 ومباراة الفوز باللقب الثالث، لم يتغلّب الصفاء على العهد في جميع المسابقات. فوزه الوحيد كان خارج الملعب، حين اعتبر الاتحاد اللبناني لكرة القدم العهد خاسراً في مواجهته في مسابقة كأس النخبة، التي فاز فيها بالنتيجة، بسبب إشراكه لاعباً غير مسجّلٍ على كشوفاته. في الواقع، لم ينجح الصفاء بالحصول على نقطة واحدة من منافسه خلال المواجهات الخمس الماضية في الدوري، وتكبّد إحدى أكبر الخسارات في تاريخه خلال اللقاء الأخير. اليوم يبحث المدرب إميل رستم عن فوزٍ قد يقرّبه من النخبة من بوابة الفريق الذي لم يخسر في المباريات الـ39 الأخيرة.
بعيداً عن المواجهة بين المدربين، يبرز لقاء المدافع علي السعدي مع فريق النادي الذي تخلّى عنه. أحد الأهداف الستة التي دخلت مرمى الصفاء في لقاء الذهاب، سجّلها اللاعب بالخطأ في مرمى فريقه، في حين أنه ابتعد عن التسجيل في مرمى المنافسين منذ فترةٍ طويلة. هدفه الأخير كان في مثل هذا الوقت قبل عامين في شباك الإخاء الأهلي عاليه، قبل أن يلعب 36 مباراة أخرى لم ينجح خلالها أحد أبرز المدافعين الهدافين في تسجيل هدف. مرة جديدة سيكون بمواجهة زميلي الأمس مهدي خليل ونور منصور أمام مرمى العهد. أما حامل اللقب، فستكون المباراة الأربعين توالياً دون خسارةٍ في الدوري من ضمن أهدافه، ولو أنه يدخل اللقاء منقوصاً من خدمات قائده هيثم فاعور بسبب الإصابة، ومعه الظهير مصطفى كساب، إلى جانب المهاجم أحمد زريق بداعي الإيقاف. مرمى الصفاء الذي كان «فاتحة خير» للمهاجم البلغاري مارتن توشيف، يذود عنه هذه المرة الحارس أحمد التكتوك، لكن هداف العهد يسعى إلى الاقتراب مجدداً من الصدارة التي ابتعدت عنه.
لم ينجح الصفاء في الحصول على نقطة واحدة من العهد خلال المواجهات الخمس الماضية في الدوري


مواجهةٌ ثانيةٌ تتّجه الأنظار إليها، تلك التي تجمع النجمة مع طرابلس على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، (الأحد الساعة 16:00). جمهور «النبيذي» يعود إلى المدرجات التي اقتُلعت مقاعدها بعد المواجهة الأخيرة مع القوى الأمنية قبل أربع مبارياتٍ مضت، فيما يعود الملعب إلى استقبال اللاعبين بعد غياب شهرين. مواجهةٌ يتخوّف النجمة من أن تكون مُشابهةً لتلك التي خاضها غريمه الأنصار قبل أسبوع، وأبعدته عن المنافسة على اللقب، فـ«الزحطة» ممنوعة، حتى على هذا الملعب.
مدرب الفريق موسى حجيج يدخل المباراة من دون الظهير علي حمام والمهاجم حسن محمد بسبب الإصابة، لكنه يعتمد على بديليهما أندرو صوايا وأبو بكر المل. الأخير، كما السعدي، يلعب مباراةً خاصةً أمام فريقه السابق، لكنها عاطفية أكثر من ثأرية، فاللاعب الذي أنقذ طرابلس من الهبوط قبل موسمين، بحاجةٍ إلى إثبات نفسه للمدرب الذي أبقاه على مقاعد الاحتياط في المباراتين الأخيرتين في الدوري، ولا طريقةٍ أمثل من ذلك إلا بالمساهمة بتسجيل الأهداف.
أما الفريق الشمالي فيسعى إلى تحقيق ولو نقطة التعادل لتعزيز حظوظه بالبقاء، وهو يعتمد على مجموعةٍ من لاعبي المدينة في مقدمتهم نزيه أسعد وأحمد مغربي وفؤاد عيد وخالد علي.
الأنصار بدوره فقد الأمل عملياً باللحاق بالعهد، لكن ليس بغريمه النجمة الذي يبتعد عنه بفارق خمس نقاط. مباراته مع شباب الساحل ستُلعب على ملعب العهد. «الأخضر» الذي خسر جهود الظهير نصار نصار حتى ختام الموسم، يعلم أن تعثراً جديداً سيُبعده أيضاً عن الوصافة، في حين أن الساحل يبحث عن فوزٍ يضمن بقاءه بين النخبة أسبوعاً جديداً. فريق المدرب محمود حمود يعتمد على الركلات الركنيّة والكرات الطويلة والهجمات المرتدة، إذ سجل لاعبوه سبعة أهدافٍ من الركنيات، ومدافعه السنغالي باكاري كوليبالي يُشكل ثنائياً قوياً مع مواطنه عبد العزيز نداي في الحالة الهجومية. أما الأنصار فيستعيد التونسي حسام اللواتي ليُشارك مجدداً برفقة الحاج مالك تال وحسن شعيتو وعباس عطوي، لكن الفريق سيفتقد لجمهوره الممنوع من حضور المباراة بقرارٍ اتحادي.
الراسينغ من جانبه يخوض مباراةً صعبة في مواجهة الشباب الغازية، وهو منقوصٌ من خدمات خليفة جابيه وطارق حلوم، ويلعب أمام فريقٍ لم يخسر في المباريات الخمس الأخيرة في الدوري، لكنه الوحيد الذي سقط أمام الراسينغ في البطولة. أي تعثّرٍ جديد يعني أن مهمة البقاء في الدرجة الأولى ستزداد صعوبة.
وعلى ملعبه يستضيف البقاع الرياضي التضامن صور. أصحاب الضيافة حالهم أسوأ من حال الصفاء والراسينغ وطرابلس، إذ يتذيّل الفريق البقاعي الترتيب، وخسارةٌ عاشرةٌ تعني اقترابه أكثر من الهبوط، خاصةً مع لقائه الإخاء في بحمدون وبعده الأنصار فالنجمة في الجولات الثلاث المقبلة. أما التضامن فيسعى لاستعادة مركزه بين النخبة وتحقيق فوزه الرابع بعد نتائج مخيّبة بينها الإقصاء من كأس لبنان.