اكتمل عقد المتأهلين إلى الدور ربع النهائي في مسابقة كأس لبنان. الأنصار سيُلاقي غريمه النجمة، وحامل اللقب العهد يلعب مع طرابلس، في حين يُواجه الراسينغ السلام زغرتا، ويلتقي الصفاء بالإخاء الأهلي عاليه. لا مفاجآت في دور الـ16 على صعيد النتائج، لكن أداء بعض الفرق كان مفاجئاً، خاصة الصفاء، الذي احتاج إلى الاحتكام لشوطين إضافيين للمرور عن هومنتمن متذيّل الترتيب في الدرجة الثانية، في حين اكتفى العهد بهدفٍ واحد في مرمى شباب الساحل، واستعان الأنصار بلاعبيه الأساسيين لتخطّي الشباب العربي، بينما أسقط طرابلس التضامن صور. النتائج والأداء في المباريات التي لُعبت في مسابقة الكأس، تعكس أغلبها مسار الفرق المتوقّع خلال الدوري، بعدما خاضت الجولة الأولى إياباً أيضاً، خاصةً بعد اكتمال التحضيرات وتغيير بعض اللاعبين والوصول إلى الجاهزيّة البدنيّة المطلوبة. المنافسة على اللقب لن تخرج عن الثلاثي العهد والنجمة والأنصار، في حين تتصارع ستة فرقٍ على الأقل للبقاء.لم يتغيّر شكل العهد كثيراً عن مرحلة الذهاب. الفريق هو عينه، والإصابات لا تزال تُلاحق اللاعبين. هذه المشكلة، إذا ما دامت، لن يكون التعامل معها سهلاً ابتداءً من أواخر شباط/فبراير المقبل، حين تبدأ مهمة الظفر بلقب كأس الاتحاد الآسيوي. بعد المباراة الآسيوية الاولى، يلعب العهد خارج أرضه مع السلام، وتنتظره مباريات محليّة صعبة مع التضامن في صور والإخاء في بحمدون والأنصار والنجمة. حامل لقب كأس لبنان تخطّى قطوع الساحل وفاز عليه بهدف وحيد سجله محمد قدوح. الخصم كان عنيداً وأضاع فرصاً عديدة للتسجيل، في حين لم يتغيّر شكل العهد كثيراً على الرغم من أنه بدأ اللقاء بمعظم لاعبيه الأساسيين.
يبتعد الأنصار عن الصدارة بفارق ثماني نقاط، وهو ينتظر خسارة «الأصفر» في مباراتين والفوز عليه حتى يسبقه، وهو أمرٌ لا يبدو مرجّحاً أن يحصل، بعد وصول العهد إلى 38 مباراة من دون خسارة في البطولة. حظوظ الأنصار في تحقيق اللقب الـ14 هذا الموسم غير كبيرة، ولو أن مستواه لا يعكس بعض النتائج التي حقّقها. فعلياً هو الفريق الأقوى والأمتع، ولكن النتائج هي الأهم، وفوز العهد على البقاع بهدفٍ وحيد مرتين في مباراتين لم يقدّم فيهما الكثير، يبقى أهم من التفوّق فنياً والخسارة بالنتيجة. بدلاء «الأخضر» كانوا شبه جاهزين في مباراة أمس أمام الشباب العربي، حيث فازوا 4-1، وسجل لهم حسين عواضة وعلاء البابا، برفقة السنغالي الحاج مالك تال وعباس عطوي، فيما سجل محمد الزيات هدف الشباب العربي الوحيد.
النجمة يختلف عن منافسيَه، فقد عيّن مدرباً جديداً واستقدم ثلاثة لاعبين بينهم أجنبيان. جمهور «النبيذي» الذي دائماً يستذكر مع كل خسارة، بقيادة أي مدرب، الأداء الذي كان يقدّمه الفريق في عهد موسى حجيج، على الرغم من بعض النتائج السلبية، يُطالب اليوم باستعادة اللقب. الأداء في المباراة الأولى إياباً لم يكن مثالياً، لكن أرضية الملعب والنتيجة بطبيعة الحال شفعتا للفريق الذي لعب بتشكيلةٍ انضم إليها ثلاثة لاعبين جُدد. على عكس الأنصار، لا يحتاج «النبيذي» سوى إلى التغلّب على العهد، وسقوط الأخير في مباراةٍ ثانية، حتى يُعادل الأرقام معه.
الشباب الغازية يبدو مستقراً مع المدرب الجديد حسن حسون


وإذا كانت المنافسة على اللقب محسومة بين هذا الثلاثي، فحسابات البقاء في البطولة أكثر تعقيداً بالنسبة إلى سبعة فرقٍ على الأقل! الفارق بين البقاع متذيّل الترتيب وشباب الساحل السابع ست نقاطٍ فقط، وبين الراسينغ الذي يقبع في المركز ما قبل الأخير والتضامن صور صاحب المركز السادس بين النخبة، خمس نقاط. المستوى الذي قدّمته هذه الفرق الاسبوع الماضي يعني أن المنافسة ستكون كبيرةً بينهم. البقاع الذي خسر بهدفٍ واحدٍ أمام المتصدر ولعب نحو نصف ساعة بعشرة لاعبين وأضاع ركلة جزاء، بدا غير مستسلمٍ لواقعٍ كان يُشير إلى أنه الأقرب إلى الهبوط، لكن بعد التعاقد مع المدرب المصري أحمد حافظ وتغيير أجنبيَين، يبدو أن الإدارة ومعها الجهاز الفني واللاعبين مصرّان على البقاء، وربما قد يتمكنا من ذلك كما فعلا في الموسم الماضي. ما لا يصب في مصلحة الفريق أن بعض مبارياته المهمة لن تُلعب على أرضه، بينها مواجهتان مع الراسينغ وطرابلس. الأخير بدوره ظُلم في بعض نتائج مبارياته، ومهمّته تبدو أصعب بعد الخسارة أمام الإخاء الأهلي عاليه، إذ يلعب بمواجهة ثلاثي الصدارة في الأسابيع الثلاثة المقبلة، قبل أن يلعب مع الشباب الغازية خارج أرضه ويستضيف التضامن صور بعدها. الفريق الشمالي أبقى على لاعبيه الأجانب، من بينهم المهاجم الغاني أندو ويسلون الذي سجل هدف فريق التأهّل إلى ربع نهائي الكأس على حساب التضامن. مشكلة التهديف لا تزال قائمة، ولو أن المدرب فادي عياد يحاول حلّها.
الراسينغ مرّ بمثل الظروف التي يعيشها حالياً، خلال الموسم الماضي. الفريق خسر خمساً من مبارياته التسع الماضية في الدوري وتعادل في أربع، مُسجلاً ستة أهداف فقط. تأهّله على حساب البقاع بركلات الترجيح في مباراة سلبية النتيجة قد يكون الخطوة الاولى نحو تحقيق الفوز في الدوري. عموماً، قد يعتمد المدرب رضا عنتر على لاعبه الجديد كريم مكاوي في التشكيلة الأساسية بعدما قدّم نفسه في اللقاء الماضي بمواجهة النجمة، ومعه أيضاً المهاجم النيجيري باباتوندي سيكيرو.
موقع الصفاء في الترتيب يبدو غير طبيعي بوجود عددٍ من اللاعبين الدوليين والمهاريين، وغالباً، فإن الفريق سيحقق عدداً من الانتصارات في المباريات المقبلة. فوزه الأخير على هومنتمن، على الرغم من أنه كان صعباً بغياب عددٍ من اللاعبين الأساسيين، يُعطي دفعاً معنوياً للفريق الذي غيّر جميع أجانبه واستقدم ثلاثة لبنانيين، وسقوطه بمواجهة الأنصار في الجولة الاولى إياباً كان طبيعياً، لقوة المنافس من جهة، وبسبب الأخطاء الفردية من جهة ثانية. لكن قبل أن يصل الصفاء إلى ما يريد، ستكون أمامه مهمتان صعبتان بمواجهة النجمة والعهد في الدوري.
الشباب الغازية يبدو أكثر استقراراً. الفريق الصاعد إلى الدرجة الاولى حقق نتائج لافتة بعد تعيين المدرب حسن حسون، ولو أنه أخفق في التأهّل إلى ربع نهائي كأس لبنان بعد الخسارة أمام السلام زغرتا. الفريق الجنوبي قادر على حسم مسألة بقائه في البطولة خلال المباريات المقبلة، إذ يلعب مع متذيّلي الترتيب، ليُصبح قادراً على التفكير في حجز مقعدٍ بين النخبة.
على عكسه، لا يعيش التضامن صور استقراراً على صعيد النتائج. الفريق حقق ثلاث نتائج مختلفة في المباريات الثلاث الماضية في الدوري، قبل أن يودّع مسابقة كأس لبنان باكراً بعد السقوط أمام طرابلس. فريق المدرب محمد زهير سيلعب مع السلام والبقاع والراسينغ وطرابلس خارج أرضه، في حين يستضيف النجمة والعهد في صور، لكنّ المواجهتين الأخيرتين، قد لا تُمثّلان أهمية أكبر من المواجهات مع الفرق الموجودة خلف التضامن في الترتيب.
شباب الساحل كان مطالباً بتحقيق نتائج أفضل في الدوري، نظراً إلى الأسماء التي يضمها الفريق. خسر أمام العهد بصعوبة في الكأس، بعدما خطف نقطة من التضامن صور في الدوري. المدرب محمود حمود سيكون مطالباً بتحقيق نتائج إيجابية قبل الدخول في الحسابات الضيقة.
وحده الإخاء الأهلي عاليه بعيد عن جميع الحسابات. الفريق يحتل المركز الرابع في الترتيب، بفارق 14 نقطة عن الصدارة، و11 نقطة عن المركز ما قبل الأخير، ومُلاحقه الأول الشباب الغازية يبتعد عنه بخمس نقاط، وهو بدوره يحتاج إلى ست نقاط للوصول إلى المركز الثالث. مركزه في الترتيب حالياً قد لا يتغيّر حتى ختام الموسم، وغالباً مكانه مضمون بين أندية النخبة.