لم تمر 72 ساعة على لقاء السلام زغرتا والشباب الغازيّة ضمن الأسبوع الثاني عشر من الدوري اللبناني لكرة القدم، والتي خَطفت الأنظار بأحداثها، حتى عاد الفريقان ليلتقيا مجدداً على ملعب الصفاء ضمن الدور الـ16 لكأس لبنان. تكرر سيناريو خطف الأضواء لكن بطريقة مختلفة. لاعبو السلام زغرتا يريدون الدخول إلى أرض الملعب واللاعبون يرتدون «الكمامات»، كرسالة، اعتراضاً على عدم جاهزيّة غرف الملابس في ملعب الصفاء لاستضافة مباراة لفرق من الدرجة الأولى. لكن هذه هي نهاية القصة والتي بدأت عشية المباراة حين أعلن رئيس نادي السلام زغرتا المونسنيور إسطفان فرنجية بأن فريقه لن يخوض المباراة إذا أقيمت على ملعب الصفاء. فرنجيّة تحدّث لـ«الأخبار» عن ملابسات الموضوع، مشيراً إلى أن ناديه طلب نقل المباراة إلى ملعب جونية لأسباب عدة، «أولاً لعدم جاهزيّة ملعب الصفاء لاستضافة مباريات فرق من الدرجة الأولى نظراً لحالة مرافقه. ثانياً لأن المباراة من المفترض أن تقام على ملعب يقع في منطقة الوسط بين زغرتا والغازية، وبالتالي يجب إقامتها على ملعب جونية. أضف إلى ذلك أن ملعب جونية شاغر ولا توجد مباريات عليه»، يقول فرنجيّة تعليقاً على الأحداث. وعَلِمت «الأخبار» أن نادي السلام اصطدم بالقانون كما تشير مصادر اتحاديّة، حيث أن الاعتراض على مكان المباراة حصل قبل 24 ساعة وتحديداً عند الساعة الواحدة من ظهر الإثنين، والمباراة محدّدَة يوم الثلاثاء عند الساعة الواحدة والنصف. وينص القانون على أن نَقل أي مباراة يجب أن يحصل قبل 48 ساعة إلا في حال كانت هناك حالة طارئة، فحينها، يمكن نقل المباراة قبل 24 ساعة. وبما أن الحالة غير طارئة فلم يكن بالإمكان نقل المباراة، خصوصاً أن نادي الشباب الغازية أصرّ على إقامة المباراة على ملعب الصفاء، بعد أن قام مدير النادي أحمد القرص بالاتصال مرتين بالمسؤول في نادي السلام فرنسوا دحدح لتنسيق الأمور، لكن الأخير لم يجب على الاتصالين، كما قال أمين سر نادي الشباب الغازيّة علي حسون لـ«الأخبار» قبل انطلاق المباراة.
بالنسبة لحسون كان من الصعب لعب الفريق على ملعب جونيه، كون سبق ولعب في زغرتا السبت وسيضطر الثلاثاء إلى التوجه لجونيه، قبل أن يصعد في يوم السبت إلى النبي شيت لمواجهة فريق البقاع في الأسبوع الثالث عشر من الدوري. من جهته، أشار فرنجيّة إلى أن ناديه خاطب الاتحاد معترضاً على ملعب المباراة حين كان رئيس النادي خارج لبنان، لكن مصادر اتحادية أكّدت أن أول اتصالٍ حصل قبل المباراة بأربعٍ وعشرين ساعة. ومع تلويح المونسنيور فرنجية بعدم خوض المباراة في حال أقيمت على ملعب الصفاء، برزت المادة 1-1 من قانون العقوبات (نظام عقوبات الجمعيات) في بندها الثاني والذي ينصّ على أن «كل جمعية تتخلف عن المشاركة في بطولة كأس لبنان بحسب ما هو محدد لجمعيات الدرجتين الأولى والثانية تتعرض للعقوبة بشطب 12 نقطة من رصيدها العام في بطولة الدوري العام». إذاً في حال تخلّف نادي السلام عن الحضور سيتم شطب 12 نقطة من رصيده في الدوري والذي سيصبح -1 حيث أن السلام يحتلّ المركز التاسع برصيد 11 نقطة.
أشرك مدرب النجمة موسى حجيج عدداً من اللاعبين الذين لا يشاركون بشكل أساسي في الدوري


هذه المادة أَجبرت إدارة النادي على إعادة حساباتها، فحَضر السلام إلى ملعب الصفاء وقرر إيصال رسالة من نوع آخر، اعتراضاً على مرافق المَلعب حيث ارتدى اللاعبون كمّامات وأرادوا الدخول بها إلى أرض الملعب، لكن مراقب المباراة أحمد خيامي والحكم الرئيسي أحمد سعيفان رفضا ذلك على اعتبار أن القانون يمنع ارتداءها لأنها ليست من التجهيزات المسموح بها. لكن الرسالة وصلت والصور التقطت من داخل الممر ودخل لاعبو السلام من دونها.
الفريق الشمالي كان بأمسّ الحاجة للفوز، للثأر من خسارته مرتين من الشباب الغازيّة في الدوري، ولاستعادة توازنه بعد أحداث الأسبوع الثاني عشر من الدوري. الغازيّة من جهته، استغلّ المباراة لإشراك بعض اللاعبين الاحتياطيين، في حين غاب عن السلام لاعبوه وليد إسماعيل المستبعد ومصطفى مطر وإدمون شحادة الموقوفان. الأخير حضر على مدرجات الملعب مؤازرة لزملائه وتأكيداً على أن الأزمة عابرة. أمرٌ أكّده المونسنيور فرنجية لـ«الأخبار»، متحدثاً عما يقال حول الأزمة الماليّة في النادي، «الحال مثل حال معظم الأندية ولا يوجد تأخير أكثر من شهر ونصف أو شهرين للاعبين. المشكلة في تأخر بعض المؤسسات والجهات بالإيفاء بالتزاماتها تجاه النادي نظراً للضائقة المالية التي يمر بها لبنان. لكن محلولة». فريق السلام فاز على الشباب الغازية 3-2 تحت أنظار فرنجية وشحادة على ملعب الصفاء. ثلاثة أهداف تناوب على تسجيلها أمادو نياس وأليكس بطرس والبديل عامر محفوض، في حين سجّل للغازية فرانسيس وجان كيكي. وعلى بعد كيلومترات قليلة، كان الإخاء الأهلي عاليه يفوز بصعوبة على الأهلي النبطية 1-0 على ملعب العهد. سجّل للإخاء أحمد حجازي مانحاً فريقه الفوز والتأهّل لمواجهة الفائز من مباراة الصفاء وهومنتمن في الدور ربع النهائي.
في بحمدون احتاج فريقا الراسينغ والبقاع إلى شوطين إضافيين وركلات ترجيح لحسم مباراتهما. فبعد التعادل 0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي، احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للراسينغ بنتيجة 4-1، ليتأهل الأبيض لمواجهة السلام زغرتا في ربع النهائي.
أكبر النتائج كانت على ملعب صيدا، حيث فاز النجمة على التقدّم عنقون 6-0. ثلاثة لاعبين تناوبوا على التسجيل بمعدل هدفين لكل من علي الحاج، أبو بكر المل، ومحمد جعفر. وكانت المباراة فرصة للمدرب موسى حجيج لإشراك اللاعبين الذين لا يشاركون بشكل أساسي في الدوري. من الحارس عباس حسن، إلى حسين شرف الدين، وعلي بزي ومهدي الزين، أبو بكر المل ومحمد جعفر وعلي الحاج، إضافة إلى أحمد جلول. فارق المستوى بين الفريقين قطع الطريق على أي كلامٍ فني، فالمباراة سهلة للنجمة وتاريخية لعنقون الذي لعب أمس أمام أعرق الفرق اللبنانية بغض النظر عن النتيجة. فوز النجمة أهّله لمواجهة الفائز من لقاء الأنصار والشباب العربي في الدور ربع النهائي.



مباريات اليوم
يختتم دور الـ16 بأربع مباريات تقام اليوم عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً، حيث يلعب العهد مع شباب الساحل في أقوى المباريات على ملعب جونيه. كما يلعب هومنتمن مع الصفاء على ملعب بحمدون، والتضامن صور مع طرابلس على ملعب الصفاء، والشباب العربي مع الأنصار على ملعب العهد.