الإمارات | أخفق منتخب لبنان لكرة القدم في امتحانه الأول وسقط أمام منافسه القطري بهدفين نظيفين ضمن منافسات المجموعة الخامسة لكأس آسيا (2019) المقامة في الإمارات. لم ينجح المنتخب اللبناني في تحقيق نتيجة إيجابية في أولى مبارياته، وصعّب على نفسه مهمة التأهل إلى الدور الثاني من المسابقة.الأكيد أن المنتخب «الأبيض» لم يستحق الخسارة. فحتى تسجيل الهدف الأول، لم يكن الخصم القطري وعلى رغم مجموعة اللاعبين المجنسين الذين يلعبون معه، أفضل مستوى من اللبنانيين. الهدف الأول جاء من ركلة ثابتة عبر بسام الراوي، والثاني الذي سجله المعز علي، جاء من خطأ دفاعي بدأ من جهة علي حمام واستمر في الخط الدفاعي اللبناني.
استحق اللبنانيون التعادل نظراً لتقارب المستوى مع الخصم سواء من الناحية الدفاعيّة أو الهجوميّة مع غياب الفرص عن الشوط الأول بشكل شبه كلّي، باستثناء الهدف الذي سجّله علي حمام ولم يحتسبه الحكم الصيني «ما ننيغ» بداعي وجود خطأ على فيليكس ميشال قبل تسجيل الهدف، وهو الأمر الذي يمكن طرح العديد من علامات الاستفهام حوله. استحقّ اللبنانيون التعادل على الأقل، كرمى للجمهور اللبناني الذي حضر إلى ملعب المباراة، والذي ناهز عدده الثمانية آلاف لبناني شكّلوا ما يقارب تسعة وتسعين بالمئة من الحضور الجماهيري في المباراة، في ظل غياب شبه كلّي للجمهور القطري بسبب الأزمة السياسية مع الإمارات.
حاول الجهاز الفني اللبناني بقيادة المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش أن يكون واقعياً أمام خصم من المفترض أن يتفوق فنياً. فغلب على التشكيلة اللبنانيّة الطابع الدفاعي مع بقاء ربيع عطايا ومحمد حيدر ونادر مطر وسمير أياس على مقاعد الاحتياط. عزز رادولوفيتش الخط الدفاعي مع الخماسي جوان العمري ومعتز الجنيدي وعلي حمام ووليد إسماعيل وأليكس ملكي ومن خلفهم الحارس مهدي خليل. حاول المدرب المونتينيغري تشكيل خط دفاع ثانٍ عبر هيثم فاعور وفيليكس ميشال. أمرٌ كاد أن يتعرقل قبل بداية المباراة. فخلال فترة الإحماء انتاب القلق معظم الحاضرين وخصوصاً الجهاز الفني بعد إصابة هيثم فاعور الذي سقط أرضاً. تدخُّل الجهاز الطبي بإشراف الدكتور جوني إبراهيم طمأن الجميع بأن فاعور جاهز. فغياب قائد الارتكاز قد يكون مكلفاً في ظل النفس الدفاعي الواقعي للتشكيلة اللبنانيّة.
في العمق الهجومي اعتمد رادولوفيتش على الثلاثي باسل جرادي وحسن معتوق على الأطراف وهلال الحلوة كرأس حربة. جرادي والحلوة كانا الأفضل تحركاً في حين لم يظهر معتوق كما يجب نظراً لظروف المباراة، خصوصاً في ظل التنافس البدني مع الدفاع القطري في الشوط الأول.
أجمع معظم النقاد والمراقبين على أن قرار الحكم إلغاء هدف منتخب لبنان بسبب وجود خطأ هو غير صحيح


الخطة التكتيكيّة نجحت في الشوط الأول وكاد أن يخرج لبنان متقدماً لو احتسب هدف علي حمام. لكن في الشوط الثاني، لعبت تفاصيل صغيرة دوراً في منح القطريين نقاط المباراة، وحلولهم في المركز الثاني خلف المنتخب السعودي.
الهدف المبكّر واندفاع اللبنانيين لتعديل النتيجة مع دخول نادر مطر وسمير أياس بدلاً من الأخوين ملكي، سمح للقطريين في تعزيز النتيجة عبر المعز علي. لكن التبديلات اللبنانية وحتى دخول محمد حيدر لم يغيّر في شكل المنتخب اللبناني فبقيت الفرص غائِبة في ظل الفورة القطريّة لتسجيل الهدف الثالث الذي لم يُسجّل. خسر منتخب لبنان مباراته الأولى، لكن لم يفقد الأمل بالتأهّل. أصبحت المهمة أصعب في مواجهة السعوديين يوم السبت (الساعة 18:00 بتوقيت بيروت) قبل ملاقاة الكوريين الشماليين يوم الخميس في السابع عشر من الشهر الجاري، في مشوار صراع لبنان على التأهّل كأفضل ثالث من ضمن أربع منتخبات ستصعد إلى الدور الثاني عبر هذا الطريق.
تساؤلات حول قرارات الحكم!
بدأ منتخب لبنان منافساته في مدينة العين الإماراتية التابعة لإمارة أبو ظبي. مباراته الثانية ستكون في دبي مع المنتخب السعودي بعد يومين. الحضور اللبناني في اللقاء وصل إلى حدّ الثمانية آلاف. معظم مقاعد الملعب بقيت فارغة. هؤلاء استحقوا التهنئة على حضورهم لمؤازرة المنتخب، وحتى أنهم حيّوا لاعبي المنتخب حتى بعد خسارتهم. أمرٌ توقف عنده المذيع في الملعب الذي حيّا البادرة اللبنانية. لكن لم يكن الحضور اللبناني كما هو متوقعاً. فمن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي شعر كأن المدرجات ستكون ممتلئة. والحملة الكبيرة التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي حول بطاقات المباراتين مع قطر والسعودية، أوحت وكأن الحضور الجماهيري اللبناني سيكون أكبر من ذلك بكثير. لكن معظم الجمهور فضّل متابعة المباراة من على شاشة التلفزيون، وتحديداً عبر قناة «بي أن» الرياضية القطرية، التي كانت تميل لمصلحة المنتخب القطري خصوصاً في حالة عدم احتساب الهدف اللبناني في الشوط الأوّل. شدد المعلّق على أن الهدف غير صحيح بحجة وجود خطأ، وهو أمرٌ استفزّ المتابعين للمباراة، والكثير من النقاد العارفين بتفاصيل كرة القدم، والذين أكّدوا أن الخطأ الذي احتسب لم يكن صحيحاً، بل أن الأمر هو احتكاك طبيعي ومشروع بين لاعبين خلال لعب الركلة الركنية. وحتى في حالة الهدف القطري الأوّل، فإنّ احتساب لمسة يد على اللاعب اللبناني حسن معتوق لم يكن قراراً صحيحاً، لأن اللاعب كان يحمي وجهه من الكرة، وهو ما اتفق عليه الجميع بعد اللقاء. حتى أن بعض الإعلام والصحافيين الأجانب وجهوا انتقادات حادّة للتحكيم بعد مباراة لبنان وقطر، مؤكدين أن هدف لبنان صحيح، وبعض قرارات الحكم لم تكن صحيحة.
وبالعودة إلى المشجعين، لعل إقامة المباراة في العين بعيداً من العاصمة أبو ظبي أو دبي أثّر في الحضور اللبناني كما أشار بعض المقيمين في الإمارات. وبالتالي يبقى الأمل أن يكون الحضور الجماهيري في لقاء يوم السبت «المصيري» أكبر.
أمرٌ آخر بدا لافتاً في البطولة الآسيوية، هو غياب الترويج لها. فمن يصل إلى مطار دبي وحتى شوارعها لا يمكن أن يدرك أن البطولة مقامة في الإمارات. أمرٌ ينسحب إلى مدينة العين حيث تغيب مظاهر الاستضافة باستثناء بعض الأعلام قبل الوصول إلى ملعب هزاع بن زايد. المباراة المقبلة ستكون على استاد مكتوم في دبي، الذي بدوره لا يحمل من مظاهر الاستضافة إلا بعض اللافتات على مداخله.



فوزان صعبان لليابان وأوزبكستان


أحبطت اليابان مفاجأة تركمانستان وهزمتها بصعوبة (3-2) ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة لكأس آسيا 2019 في كرة القدم. وتقدمت تركمانستان بهدف أرسلان مراد أمانوف (26)، لكن اليابان ردّت بثلاثة أهداف سجلها يويا أوساكا (56 و60) وريتسو دوان (71)، قبل أن تضع تركمانستان منافستها تحت الضغط في الدقائق الأخيرة، بعدما قلصت الفارق عبر أحمد أتاييف (79 من ركلة جزاء). وتصدرت اليابان ترتيب المجموعة برصيد ثلاث نقاط وبفارق الأهداف عن منتخب أوزبكستان. وقال قائد اليابان مايا يوشيدا «حققنا بداية مخيّبة وصعبنا الأمور على أنفسنا. لقد فاجأونا بحق. ولأكون صريحاً، لم تكن لدينا معلومات كافية عنهم». ومن جهته، خطف منتخب أوزبكستان فوزاً ثميناً أمام عُمان (2ـ1)، على استاد نادي الشارقة. وتقدم منتخب أوزبكستان بهدف السبق عبر عادل أحمدوف في الدقيقة (34) وإلدور شومورودوف في الدقيقة (86)، وأحرز الهدف الوحيد لعُمان بواسطة البديل محسن الغساني في الدقيقة (73)، وحرم حكم المباراة المنتخب العماني من ركلة جزاء صحيحة في الدقائق الأخيرة من اللقاء.