حَفِلت سنة 2018 بتعيين المدربين وإقالتهم في كرة القدم التي ظلّت الأكثر متابعة على صعيد مختلف الرياضات. تعدّدت الأسماء، لكن انحصرت الإشادات بعددٍ قليل من المدربين، كان على رأسهم مدرب نادي العهد بَطل الدوري اللبناني لكرة القدم، باسم مرمر، الذي عاد إلى النادي بمَهمّة إنقاذيّة خلفاً لموسى حجيج الذي لم يخسر الفريق بقيادته أصلاً. الأخير كانت سنة 2018 متناقضة بالنسبة اليه، إذ جرّب حظّه في نادٍ جديد عندما حطّ في عاصمة الشمال طرابلس خلال مرحلة الإياب من الموسم الماضي ليأخذ مكان الألماني ثيو بوكير، قبل أن يعود قبل أسابيع إلى «حبّه الأول» أي النجمة.لكن الأسماء الأجنبية كانت حاضرة أيضاً بطريقة سلبيّة مع مدربين كثر حصدوا الفشل في الدوري اللبناني، أمثال التشيكي ليبور بالا الذي عاد إلى لبنان لإنقاذ الشباب العربي من دون أن يطول مشواره معه، بينما بدا أن العراقي عبد الوهاب أبو الهيل طوّر كثيراً من مستوى الإخاء الأهلي عاليه، فكانت مكافأته تجديد الثقة به. وإذ فعل التشيكي فرانتيتشيك ستراكا الأمر عينه نسبياً مع الأنصار، فإن الإقالة كانت بانتظاره قبل انطلاق الموسم الجديد، ليكسب الدوري، المدرب الاردني عبد الله ابو زمع، صاحب اللمسات الإيجابية الواضحة في أداء «الأخضر».

باسم مرمر


أنصف مدرب العهد باسم مرمر مدربي كرة القدم اللبنانيين عندما أكد مرة جديدة أحقيّته في قيادة فريقٍ كبير مثل العهد. اللاعب السابق للفريق لم يعرف طعم الهزيمة على الساحة المحلية في المسابقتين الرسميتين، فائزاً بثنائية الدوري والكأس ثم بالكأس السوبر في مطلع الموسم الجديد. هو قاد العهد في 44 مباراة في المسابقات المختلفة، محققاً 31 انتصاراً، اذ بقي كأس الاتحاد الآسيوي اللقب الكبير الوحيد عصيّاً عليه. لكن مع تجديد الثقة به ومعرفته بخلق التوازن في تشكيلته المدججة بالنجوم، يمكنه الذهاب بعيداً في المسابقة القارية في السنة الجديدة، وهو الذي أنهى العام الحالي مرتاحاً بابتعاده بفارق 5 نقاط عن اقرب ملاحقيه النجمة مع ختام مرحلة الذهاب في الدوري ووصول «الاصفر» الى المباراة الرقم 37 من دون أي هزيمة في البطولة المحلية.

ثيو بوكير


شهدت سنة 2018 ما قد يكون نهاية مشوارٍ لمدرب طبع اسمه بقوة في كرة القدم اللبنانية مع الأندية والمنتخب، وهو الألماني ثيو بوكير. «الثعلب» بدأ الموسم الماضي مدرباً لطرابلس حيث قاده في مرحلة الذهاب في الدوري محققاً انتصارين مقابل 5 تعادلات و4 هزائم. لكن رغم سجله الخجول مع الفريق الشمالي، كانت رغبة النجمة كبيرة في عودته الى المنارة، فكان أن أشرف على الفريق في مرحلة الإياب، محققاً في 11 مباراة 8 انتصارات مقابل تعادلٍ وحيد وخسارتين أمام السلام زغرتا والعهد، والذي عاد وسقط أمامه في نهائي الكأس. تلك المباراة كانت المشهد الأخير لبوكير في ملاعب الكبار، حيث انكفأ «للتسلية» في تدريب الاهلي صربا في الدرجة الثالثة، من دون أن يُعرف مدى جديته في هذه الخطوة.

ديان دييدوفيتش


لا منافس للمدرب الصربي ديان دييدوفيتش في كرة القدم للصالات. هذا المدرب دأب على حصد كل الألقاب المتاحة في اللعبة، مستفيداً طبعاً من استقرارٍ إداري ومالي في فريقه جعله محاطاً بأفضل لاعبي لبنان أصحاب الخبرة والصاعدين، وطبعاً الأجانب أصحاب المستوى العالي. لكن سنة 2018 شكّلت علامة فارقة في سجلات هذا المدرب، إذ إن رابع ألقابه في الدوري وثالثها في الكأس مع فريق بنك بيروت، كان نظيفين لكونه لم يعرف طعم الهزيمة في أي مباراة. إنجازٌ انسحب إلى الساحة الآسيويّة حيث كان الفريق البيروتي قريباً من بلوغ المباراة النهائيّة لبطولة الأندية الآسيوية قبل أن يسقط في الدور نصف النهائي بطريقة دراماتيكية أمام تاي سون نام الفيتنامي (5-6)، وهي كانت خسارته الثانية فقط في البطولة والموسم، بعد الأولى في دور المجموعات أمام ميس سونغون الإيراني (1-3) الذي توّج باللقب، ليكتفي بالتالي بالمركز الثالث على حساب نفط الوسط العراقي (5-3)، محرزاً أوّل ميدالية آسيوية للبنان في الفوتسال.

محمد الدقة


لم يكن أشدّ المتفائلين خلال العام المنقضي يتوقع أن ينهي الصفاء موسم 2017-2018 في كرة القدم، وهو في المركز الثالث خلف ثنائي المقدّمة أي العهد والنجمة. بطل لبنان قبل ثلاثة مواسم فعلها رغم المشاكل المعلنة وغير المعلنة. الرجل العارف بخبايا الكرة اللبنانية ولاعبيه قاد الصفاء في 22 مباراة في الدوري المحلي، محققاً 10 انتصارات مقابل 6 تعادلات و6 هزائم. لكن الحديث هنا ليس عن لغة الأرقام بل عن دور الدقّة في اللعبة خلال السنة المنتهية، حيث يشغل منصب المدرب المساعد في منتخب لبنان ويعمل بشكلٍ كبير على الجانب النفسي الخاص باللاعبين، والذي لا يجيده غالباً المدربون الأجانب بحكم عدم معرفتهم بالتفاصيل اليومية للاعبيهم. حبّ الدقة للتحدي مع المنتخب والاندية نقله الى الدرجة الثانية في مهمة إعادة البرج العريق الى الدرجة الاولى، وقد تصدر معه مرحلة الذهاب في دوري الدرجة الثانية.

ميودراغ رادولوفيتش


كان اسم ميودراغ رادولوفيتش بين الاكثر تداولاً خلال سنة 2018. كيف لا وهو الذي سيقود منتخب لبنان لكرة القدم في مشاركة تاريخية في كأس آسيا 2019 التي تقام في الإمارات الشهر المقبل. اسم «رادو» تمحور طوال السنة بين التقييم لأداء منتخبه وبين تحليل أفكاره. لكن بلا شك قام الرجل بعملٍ كبير طوال الأشهر الـ12 الماضية، إن كان على صعيد إقناع لاعبين من اصول لبنانية بالعودة إلى الجذور والدفاع عن ألوان «رجال الأرز»، وإن كان بخلق منظومة جيّدة للمنتخب الوطني، وإن كان من خلال التخطيط الواضح استعداداً للعرس القاري. هو كان يأمل أن يكون له متسعاً أكبر من الوقت للعمل مع لاعبيه، لكن ضغط المباريات مع الاندية حال دون ذلك، في وقتٍ امتدت فيه سلسلة المباريات النظيفة للمنتخب الى 16 مباراة، قبل السقوط وديّاً امام الكويت ثم أستراليا، ضمن 6 مباريات لعبها «الأحمر» في 2018 فائزاً في اثنتين منها ومتعادلاً في أخريين أيضاً.

طارق رزق


عاد اسم مدرب الفوتسال طارق رزق إلى الواجهة بقوة خلال سنة 2018، وتحديداً في ختامها، عندما حقق إنجازاً بقيادته منتخب لبنان للاعبين دون الـ 20 سنة إلى كأس آسيا، محققاً العلامة الكاملة. التصفيات التي أقيمت في الإمارات دخلها شبان لبنان وهم خارج الترشيحات ضمن مجموعتهم التي ضمّت الكويت والسعودية، لكن بانتصارين ساحقين تصدّر لبنان المجموعة وعَبَر إلى البطولة القارية. أهمية هذا الانجاز هو أنه جاء ببصمة لبنانية تأسيسيّة للمستقبل في ظل تراجع اللعبة نسبياً وعدم ولادة مواهب تلفت الأنظار على غرار الماضي البعيد. ومع رزق عاد المدرب اللبناني ليأخذ دوراً على صعيد المنتخبات الوطنيّة التي ذهبت الى المدرسة الإسبانية منذ 2011 مع المدرب باكو أراوجو، والذي خلفه قبل عامين الإيراني شهاب الدين سوفلمنيش. كذلك برز اسم رزق في 2018 من خلال تنظيمه لدورة تدريب عالمية شارك فيها مدربون من جنسيات عربية وأوروبية مختلفة، وحاضر فيها أشهر مدربي العالم الاسباني خوسيه فينانسيو لوبيز.