حين زار الألماني مايكل شوماخر جبال الألب الفرنسية أواخر عام 2013 لقضاء العطلة في أحد المنتجعات، لم يكن يعلم أنّ ما ينتظره سيقلب حياته رأساً على عقب. خلال تزلج أسطورة الفورمولا 1 على منحدر ثلجي، سقط واصطدم رأسه بصخرة. قوة الارتطام كسرت الخوذة وأدت إلى تعرضه لإصابة بالغة في رأسه. خضع الألماني بعد الحادثة لعمليات جراحية، جرى نقله على أثرها إلى أحد مستشفيات مدينة لوزان السويسرية، ليتم نقله لاحقاً إلى منزله لإكمال برنامج إعادة التأهيل. 5 أعوام مرت على الحادثة، ولا تزال عائلة الألماني متكتمةً على وضعه الصحي. لم تكشف عائلة شوماخر على الإطلاق كيف أصبحت حالته، رغم أنّ أطباء الأعصاب يرجحون أنه خرج من حالة الغيبوبة التامة، وبات في حالة «إنباتية»، والتي تتمثل بضرر دماغي يبقي على بعض الوظائف الأساسية (مثل التنفس وحرارة الجسم وفتح العينين)، لكن يقضي على أي إدراك حسي للشخص بمحيطه أو القدرة على التكلم والتصرف الإرادي. لم يكن الوضع سهلاً على العائلة، التي ذكرت بعض التقارير أنها اضطرت الى بيع بعض الممتلكات لاستكمال العلاج المكلف جداً لبطل الفورمولا 1. الجميع ينتظر شفاء مايكل وتعافيه من الإصابة، إلا أنّه لا إشارات قريبة لعودته. ولكن قبل غياب البطل الألماني عن الحلبات، ترك وراءه سجلاً حافلاً بالإنجازات والألقاب والأرقام القياسيّة. مايكل الذي أحب عالم السرعة والسباقات منذ صغره، ولد في عائلة فقيرة، إذ كان والده عامل بناء. إلا أنّ والدَي الألماني سعيا إلى دعم صغيرهما الشغوف، لتقوم والدته بالعمل في أحد المطاعم لمساعدته على تحقيق حلمه. فاز شوماخر خلال مشواره الرياضي بسبعة ألقاب و91 سباقاً على مدار تسعة عشر عاماً. ومن هذه الألقاب لقبان مع فريق بينيتون عامي 1994 و1995، قبل الانتقال إلى فريق فيراري عام 1996 حيث أحرز خمسة ألقاب متتابعة، بدءاً من عام 2000. وكان شوماخر قد تقاعد عام 2006، إلا أنه عاد مرة أخرى إلى مضمار الفورمولا 1 مع فريق مرسيدس عام 2010. وأعلن الألماني تقاعده مجدداً نهاية 2012، بعد ثلاثة مواسم تمكن خلالها من الوصول الى منصة التتويج مرة واحدة فقط. يصادف اليوم عيد ميلاد شوماخر الخمسين، ويعتزم فريق فيراري إحياء عيد الألماني في متحف فيراري في بلدة مارانيلو الإيطالية تحت عنوان «ميكايل 50»، يفتح أبوابه الخميس المقبل. وبحسب الفريق، تأتي هذه الخطوة بهدف «الاحتفال و إظهار الامتنان للسائق الذي حقق أكبر نجاح في تاريخ الحصان الجامح (لقب فيراري)». كما سيُطلق اليوم، تطبيق خاص بالهواتف الذكية يتضمن كل تفاصيل مسيرته باللغتين الألمانية والإنكليزية، وذلك بحسب مؤسسة «كيب فايتينغ» التي أطلقتها عائلته قبل عامين. في الوقت الذي يظن فيه الجميع بأنّ شعلة شوماخير انطفأت، إلا أنّ إرث العائلة لا يزال مستمراً مع ميك (19 عاماً) نجل مايكل الذي يبدو أنه ورث موهبة أبيه. الأمل بعودة «ملك الحلبات» باقٍ، لكن الأهم أنّ مجد آل شوماخر «في الحفظ والصون».