عديدة هي الأسباب الفنية التي أدت إلى الخسارة المفاجئة التي تعرّض لها برشلونة أمام فالنسيا في معقله «كامب نو» 2-3 في المرحلة الـ 22 من الدوري الإسباني لكرة القدم. أحد هذه الأسباب كان الحارس فيكتور فالديس، إذ إنه يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية في دخول الهدفين الثاني والثالث شباكه.
صحيح أن فالديس، طيلة السنوات الـ 12 التي مضى على حمايته عرين النادي الكاتالوني فيها، قدم في العديد من المباريات لمحات بطولية، وبينها في ذهاب هذا الموسم، لكنه في المقابل وفي العديد من المباريات قام بأخطاء فادحة، ويقيناً لولا قوة دفاع «البرسا» في الأعوام السابقة، ولولا أسلوب «التيكي تاكا» والضغط الهجومي المستمر الذي يعتمده «البلاوغرانا»، وهذا ما كان في غالبية الأحيان يحوّل فالديس الى «متفرج» نظراً إلى ابتعاد الخطورة عن المنطقة الكاتالونية، لكننا رأينا هذا الحارس على حقيقته أو استطعنا الحكم أكثر على قدراته. في المحصلة، لا يمكن وصف فالديس بالحارس التاريخي لبرشلونة، أو على الأقل مقارنته بحارس سابق للنادي كأندوني زوبيزاريتا، المدير الرياضي الحالي. فالديس حارس جيد لا حارس عظيم، وما بين الوصفين فرق شاسع.
وبناء على ما تقدم، هل يستحق فريق كبرشلونة حارساً أفضل من فالديس؟ بالتأكيد نعم. وهل الألماني مارك – أندريه تير شتيغن، الذي أكدت الأنباء الواردة من إسبانيا أول من أمس أن برشلونة حسم صفقته، هو الحارس _ الحلم لجماهير الكاتالوني؟ بالتأكيد نعم.
هذا الرأي ليس عن عبث طبعاً. صحيح أن اسم هذا الحارس الألماني سقط فجأة على مسامع كثيرين، وخصوصاً ممن لا يتابعون الدوري الألماني، إلا أن ما هو مؤكد أن مدينة برشلونة ستكون، لا شك، على موعد مع حارس سيكتب التاريخ مع فريقها الأزلي. فكل ما فعله، ويفعله، تير شتيغن في ألمانيا مقارنة بسنه الصغيرة يقود لا محالة الى حارس ذي شأن عظيم، هذا على الأقل ما يراه خبراء الحراسة هناك؛ وفي مقدمهم الحارسان التاريخيان لألمانيا: «القط» سيب ماير و«الوحش» أوليفر كان.
فلنضع إنجازات هذا الحارس جانباً، ولنتوقف عند التقرير اللافت لصحيفة «إل موندو ديبورتيفو» الكاتالونية قبل مدة، لنتأكد بأننا أمام موهبة في الحراسة لن تكون عادية في برشلونة. إذ كشفت هذه الصحيفة أن تير شتيغن هو أكثر لاعب راقبه النادي الكاتالوني في تاريخه، حيث إن كشافي النادي تابعوا الحارس البالغ 21 عاماً في 25 مباراة، كما أن «البرسا» أوكل عشرة موفدين لمتابعة اللاعب منذ بطولة أوروبا دون 17 عاماً في 2009. من هنا، لم يكن مفاجئاً أن تأخذ صفقة تير شتيغن كل هذا الوقت ليحسمها برشلونة وكل هذا الحيّز من الأهمية في صحف مقاطعة كاتالونيا، وهذا ما كان مستغرباً لكثير من المتابعين.
ما يبدو واضحاً وفقاً لتقرير «إل موندو ديبورتيفو» أن برشلونة درس ملف تير شتيغن بالتفصيل المملّ قبل أن يتخذ القرار «الكبير» بأن يكون هذا الحارس خياره المستقبلي، وأكثر، فإن إسناد الملف لشخص كزوبيزاريتا وما يمثله من تجربة وخبرة مشهود لهما، كفيل بأن يدخل الطمأنينة الى قلوب عشاق برشلونة حول صوابية التعاقد مع الألماني الشاب.
هذه الطمأنينة يمكن أن يتلمسها البرشلونيون أكثر من خلال التعليقات الأخيرة في ألمانيا حول مسألة اتجاه برشلونة لاختيار تير شتيغن كخليفة لفالديس، إذا ما بدا لافتاً في أكثرها أنها كانت تهنّئ أولاً النادي الكاتالوني على خياره لا الحارس الشاب، وهذا إن دل على شيء فعلى ما يراه الألمان من مقدرات في تير شتيغن. هذا الرأي اشترك فيه، على سبيل المثال، كل من النجمين الدوليين ماركو رويس، لاعب بوروسيا دورتموند، ومانويل نوير، حارس بايرن ميونيخ، كما لفت تصريح الإسباني جوسيب غوارديولا، مدرب البافاري الحالي وبرشلونة السابق، الذي أشاد بقدرات تير شتيغن بعد المباراة أمام بوروسيا مونشنغلادباخ، معتبراً أنه «من أفضل الحراس في العالم» ونصح النادي الكاتالوني بالتعاقد معه، وبأنه، بدوره، سيهنئه إذا أقدم على هذه الخطوة.
إذاً، ما بات حتمياً هو أن تير شتيغن سيكون الحارس المقبل لبرشلونة. حارس من المتوقع أن يُنسي جماهير بطل إسبانيا في عامه الأول كل ما فعله فالديس في 12 عاماً، إذ يكفي أن نسأل نجم «البرسا»، الأرجنتيني ليونيل ميسي، عنه، أوَليس تير شتيغن أحد الحراس القلائل الذين تصدّوا لركلة جزاء من القدم اليسرى السحرية لـ«ليو»، وذلك خلال المباراة الودية بين منتخبي بلديهما عام 2012؟




الصفقة حُسمت

أكدت تقارير صحافية في اسبانيا أن برشلونة حسم صفقة مارك - اندريه تير شتيغن مقابل 12 مليون يورو بعقد يمتد حتى عام 2019، موضحة ان النادي الكاتالوني لن يعلنها رسمياً بانتظار أن يكشف فيكتور فالديس عن وجهته المستقبلية، وذلك احتراماً منه لحارسه الحالي.