بالرغم من الفارق الفني الكبير بين الفريقين في الفترة الأخيرة، إلّا أن المباراة المرتقبة بين روما ويوفنتوس تندرج تحت إطار كلاسيكيات الكرة الإيطالية، بعد أن شكّل روما المنافس الرئيسي ليوفنتوس منذ ثمانينات القرن الماضي، وحتى وقت ليس ببعيد. عرف الدوري وقتها منافسة شرسة بين نادي العاصمة ونادي العاصمة الصناعية. لا يمكن المقارنة بين ألقاب الفريقين، نظراً إلى التفوق الواضح ليوفنتوس، غير أن المواجهة التي اشتدّت وتيرتها بينهما في المواسم القليلة الماضية، أخذت أهميّة بالغة على مستوى إيطاليا، نظراً إلى تحسن فريق العاصمة أخيراً.يعد نادي يوفنتوس ثالث أعرق نادٍ في إيطاليا، حيث تأسس عام 1897 من قبل مجموعة من الطلاب. تم تغيير اسم النادي 5 مرات قبل الاستقرار على اسمه الحالي، في بداية موسم 1945. بدأ فريق السيدة العجوز ببسط سيطرته على إيطاليا منذ عام 1923، عندما تسلمه إدواردو أنيللي وريث شركة فيات لصناعة السيارات. منذ ذلك الحين، سيطر على إدارة النادي كبار رجال الأعمال في الشمال، وهم معروفون بشكل كبير في مختلف المدن الإيطاليّة، نظراً إلى انتشار مصانع فيات، خاصة في الشمال الإيطالي. يعدّ نادي يوفنتوس فخر الشمال، وهو يقع في تورينو، مركز الاقتصاد الذي يتدفق إليه العمال من الجنوب (ربما هي أيضاً صورة عن دعم الشمال على حساب الجنوب). يمتلك النادي أكبر قاعدة جماهيريّة في إيطاليا، وبالرغم من وجوده في الشمال، تتمثّل الغالبية العظمى من أنصار النادي في جنوب إيطاليا، تحديداً في مناطق كالابريا وبوليا وصقلية. يرجع ذلك إلى عجز أندية الجنوب تاريخياً في مقارعة أندية الشمال، وعدم قدرتها على تحقيق الألقاب. منذ تلك المرحلة، قرر عدد كبير من جمهور الجنوب، تشجيع فرق شماليّة لإشباع غريزة الفوز، فشجع أغلبية سكان الجنوب نادي يوفنتوس، دون نسيان الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها نادي نابولي الإيطالي. لعب عامل الهجرة دوراً كبيراً في شهرة اليوفي، بعد أن هاجر الكثير من الناس من الجنوب إلى الشمال للعمل في معامل سيارات فيات، حيث أدى طلب الشركة للكثير من العمال، لكسب يوفنتوس الكثير من الدعم من الأسر الجنوبيّة.
فوز روما لن يكون سهلاً على رجال ماسيميليانو أليغري(أرشيف)

على الجانب الآخر، كان نادي روما متأخراً نسبياً في وصوله إلى المستويات العليا من كرة القدم الإيطالية. يعود السبب في ذلك إلى وجود 8 فرق في العاصمة روما عام 1922، ولم يكتسب النادي شهرته إلا بعد اندماج أغنى ثلاثة فرق عام 1927 وهي ألبا أوداس، فورتيتودو ورومان، وهذا الاندماج هو الذي أعطى النادي صورته الحقيقيّة، والتي هو عليها اليوم.
تعدّ المباراة التي جمعت الفريقين عام 1981، والتي انتهت بنتيجة (0-0) ، إحدى أكثر المباريات جدلاً في تاريخ الدوري الإيطالي لكرة القدم، نظراً إلى تحقيق يوفنتوس لقبه التاسع عشر بفضل هذه النتيجة، رغم هدف روما الصحيح الذي ألغي بداعي التسلل. في ذلك الموسم، ارتقى فريق روما ليشكل منافساً شرساً على الأسكوديتو. خاض الفريقان موسماً رائعاً آنذاك، أدى إلى احتدام المنافسة واستمرارها حتى المراحل الأخيرة، حيث مثّلت المباراة التي جمعت الفريقين قبل نهاية الموسم بثلاث مباريات النقطة الفاصلة لتحديد هوية البطل.
تعد المباراة التي جمعت الفريقين عام 1981 والتي انتهت بنتيجة سلبيّة إحدى أكثر المباريات جدلاً في تاريخ الدوري الإيطالي

كان يوفنتوس عندها متصدر الترتيب بفارق نقطة واحدة عن وصيفه روما، وكان من شأن النقاط الثلاث أن تحسم السباق نحو اللقب. استمرت المباراة بنتيجة سلبيّة بين الفريقين حتى الدقيقة 80، إلى أن بدأ كارلو أنشيلوتي (مدرب نابولي الحالي) هجمة لروما من منتصف الميدان انتهت برأسية من ماورو توروني في شباك الحارس دينو دزوف، غير أن الهدف أُلغي بداعي التسلل لينتهي اللقاء بتعادل سلبي أبقى يوفنتوس في الطليعة. خلق الهدف الملغي نوعاً من النديّة بين جماهير الفريقين ويمكن القول إن الأمور وصلت إلى العداوة، كنوع من الحسرة لدى نادي العاصمة، الذي ثأر لخسارته عام 2001. في ذلك العام، كان روما بطلاً للشتاء بفارق 6 نقاط عن يوفنتوس. جمعت هذا الأخير مباراةً بروما لتحديد مسار البطل قبيل نهاية الدوري، رغم تقدم يوفنتوس بهدفين نظيفين في الشوط الأول، تمكن رجال المدرب فابيو كابيلو حينها من العودة إلى اللقاء مجدّداً، وتعديل النتيجة في الدقيقة 91. نتيجة عزّزت من صدارة روما، ليتمكّن من الحفاظ عليها حتى نهاية الموسم. لقبٌ أعاد نادي العاصمة إلى منصّات التتويج بعد غياب عشرين عاماً، لتشتعل القمة بين الفريقين في كل عام بعدها.
يسعى روما في مواجهة اليوم إلى إلحاق الهزيمة الأولى برجال المدرب ماسيميليانو أليغري. فوزٌ أمام المتصدر كفيلٌ بإعطاء اللاعبين جرعة معنوية لتحسين مسار الفريق، هذا ويتطلّع الوصيف نابولي لتحقيق النقاط الثلاث عندما يستضيف نادي سبال عند الساعة 16:00، فيما يستضيف إي سي ميلان نادي فيورنتينا بنفس التوقيت، سعياً لتعزيز مركزه بين الأربعة الكبار.



لاعبون مثّلوا الفريقين


مثّل العديد من اللاعبين ألوان فريقي يوفنتوس وروما تاريخياً. أسماءٌ كإيمرسون، ودانييل فونسيكا أشعلت العداوة بين الجماهير فور انتقالهم من مكان إلى آخر، فيما يعد جون شارلز، فابيو كابيلو وميراليم بيانتش أبرز الأسماء التي مثلت الناديين ما بين الماضي والحاضر. ويعد اللاعب جون شارلز، أول من مثّل ألوان الناديين تاريخياً. لعب «العملاق اللطيف» دوراً بارزاً في يوفنتوس بين 1957 و1962. تمكن اللاعب في تلك الفترة من الفوز بثلاثة ألقاب في الدوري وكأس إيطاليا. وتوّج شارلز بجائزة أفضل لاعب في إيطاليا، وذلك بعد موسمه الأول. انضم اللاعب بعدها إلى روما في 1962 ليكون البريطاني الوحيد الذي مثّل ألوان روما، حتى مجيء أشلي كول عام 2014.
بعد تولّي هيلينيو هيريرا رئاسة النادي، وقّع اللاعب فابيو كابيلو لنادي روما عام 1967. كان موسم كابيلو الأول سلبيّاً من حيث الألقاب، غير أنه تمكن من الفوز بكأس إيطاليا في موسمه الثاني. في عامه الثالث، استسلم الرئيس ألفارو مارشيني لعرض يوفنتوس، فتم بيعه إلى البيانكونيري مما أثار غضب المشجعين. تمكن كابيلو من تحقيق ثلاثة ألقاب في الدوري الإيطالي مع يوفنتوس. في العقد الأخير، شكّل انتقال اللاعب ميراليم بيانتش من روما إلى يوفنتوس أحد أبرز الصفقات في الدوري الإيطالي. بعد قضاء الفترة الممتدة بين عامي 2011 و 2016 في نادي روما، انتقل اللاعب البوسني إلى يوفنتوس، بهدف حصد الألقاب. شكّل أبرز مواهب روما في السنوات الأخيرة، القطعة الناقصة في مخططات ماسيمليانو أليغري، ليساهم اللاعب البوسني بشكل رئيسي في تتويج يوفنتوس بلقبي سكوديتو في العامين الماضيين.