على عكس المواسم الماضية، برزت في بطولة لبنان الـ59 في كرة القدم مواهب شابةٌ فُتحت أمامها الأبواب لتقديم نفسها. الفرق التي لا تنافس لا على الصدارة كانت الأكثر احتضاناً للاعبين الشباب. على الرغم من أن بعض اللاعبين لفتوا الأنظار، واحد فقط استدعيَ إلى المنتخب الوطني، هو حارس التضامن صور هادي مرتضى.
حقّق الشباب الغازية نتائج لافتة في المراحل الأخيرة (عدنان الحاج علي)

مشاركة اللاعبين الشباب لم تأتِ فقط بفعل إيمان المدربين بهم، بل بمطالبة جماهير الفرق بإعطائهم الفرصة، فكان جمهور النجمة آخر المطالبين بالاعتماد على أبناء النادي، خاصةً بعد التعادل الأخير مع الغازية والخسارة أمام العهد.
بعيداً عن منافسة العهد والنجمة والأنصار، وقلّة مشاركة لاعبيهم الشباب في المباريات، كان متوقعاً أن يقدّم بعض اللاعبين الواعدين أنفسهم في البطولة، خاصةً في الفرق التي تمتلك معدّل أعمارٍ صغيراً نسبياً. تلك التي تنافس بدورها على البقاء، فتحت المجال أمام هؤلاء اللاعبين للمشاركة بشكلٍ أساسي، ولو أن بعض النتائج لم تخدم الفرق، إلا أنها اكتسبت شباباً قادرين على قيادة فرقهم نحو نتائج أفضل في مرحلة الإياب.
مدربو التضامن صور، والشباب الغازية، والراسينغ وطرابلس، أعطوا الفرص للاعبين، إمّا جُدُد على الساحة المحليّة، أو لم يأخذوا الفرصة في فرقهم التي انتقلوا منها بالإعارة. أبرز هؤلاء كان حارس التضامن هادي مرتضى (19 عاماً)، الذي أصبح أصغر لاعبٍ في منتخب لبنان، بعدما استدعاه المدرب المونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش إلى معسكر البحرين، برفقة ثلاثة حراس مرمى آخرين، وضمن قائمةٍ من خمسة حرّاس. الشاب الذي حافظ على نظافة شباكه خمس مرات، تعادل مع حارس طرابلس نزيه أسعد، وحلّ وصيفاً للدولي مهدي خليل، ولم تهتز شباكه سوى سبع مرات، هدفان منها من ركلتي جزاء. وفي التضامن أيضاً، برز إسم الظهير علي بحر (20)، الذي قدّم أداءً جيّداً في مركزه الجديد، علماً بأنه كان يلعب مهاجماً في الفئات العمرية ومنتخب الشباب. طرابلس الذي كان يقبع في المركز ما قبل الأخير لثمانية أسابيع، من دون أن ينجح لاعبوه في تسجيل أي هدف في سبع مباريات، وجد مدربه فادي عياد الحلّ في الوافد الجديد فؤاد عيد (18). سجّل هدفاً، صنع هدفين وحصل على ركلة جزاء. هو وزملاؤه الشباب عبد الله مغربي، وعبد الله عيش وخالد علي، لعبوا دوراً مهماً في صعود الفريق الشمالي إلى المركز الثامن.
أصبح حارس التضامن صور هادي مرتضى أصغر لاعب ينضم إلى منتخب لبنان


مدرب الراسينغ رضا عنتر أعطى فرصةً كبيرةً للاعبين الشباب أمثال هادي خليل، وعلي فحص، ووليد شور ويوسف الحاج بدرجةٍ أقل. على الرغم من أن النتائج لا تخدم الفريق، إلا أن العمل جار على إيجاد توليفةٍ مناسبة قد تعيد الانتصارات إلى البيت الراسينغاوي. أما الشباب الغازية، ففاز بأفضل لاعبٍ شاب خلال مرحلة الذهاب. صانع الألعاب خليل بدر (19) القادم من النجمة بالإعارة، هو أحد أفضل اللاعبين بشكلٍ عام، بعدما ساهم في تسجيل ستة أهداف للفريق العائد إلى الدرجة الاولى. اللاعب الذي فاز مع «النبيذي» ببطولة الشباب، لم يجد لنفسه فرصة في الفريق الأول فانتقل إلى الغازية حيث لمع اسمه.
رهان المدربين على الشباب، لإيمانهم بهم أحياناً، وحتى لاضطرارهم إلى إشراكهم في المباريات أحياناً اُخرى، نجح في الكثير من المناسبات. هؤلاء الذين تنتظرهم تصفيات قاريٌة بعد أشهرٍ قليلة، ولم يجدوا اهتماماً من الاتحاد، الذي تأخّر في تعيين مدربٍ للمنتخب الاولمبي، ولم يوفّر مباريات دولية وديّة بعد، أو ينظّم معسكرات داخلية وخارجية، ونحن على أبواب المشاركة في تصفيات كأس آسيا في آذار 2019، التي تؤهّل إلى اولمبياد طوكيو 2020، تفوّقوا على الكثير من اللاعبين الدوليين.

العهد يبتعد
في أول مباراةٍ له بعد تعيينه مديراً فنياً للنجمة، تعادل «النبيذي» مع مضيفه الشباب الغازية بهدف لمثله. تعادلٌ أبعد النجمة عن المتصدر العهد بخمس نقاط، ودعا الجمهور إلى المطالبة باستبعاد بعض اللاعبين والاعتماد على الشباب، خاصةً بعد المستوى الذي قدّمه مهدي الزين في المباراة الأخيرة، وهو هدّاف بطولة الشباب، برفقة زميله محمود كعور، اللذين غابا عن معظم مباريات الفريق الأول. النجمة الذي بدا متأثراً بخسارته الأخيرة أمام العهد، تفاجأ بهدفٍ مبكرٍ لحمزة سلامة، تأخّر الضيوف في الرد عليه حتى منتصف الشوط الثاني عبر البديل علي علاء الدين، الذي يبدو أن دوره سيكون أكبر مع المدرب حجيج، في ظل احتمال استبعاد المهاجم البرازيلي فيليبي دوس سانتوس.
في صيدا حقق العهد فوزه العاشر على التضامن صور 2-1. هدفا حامل اللقب سجلهما حسين زين والبلغاري مارتن توشيف، فيما سجل المدافع داوودا ديوب هدف الضيوف الوحيد. «الأصفر» ختم مرحلة الذهاب بأفضل خط دفاع (4) وثاني أفضل خط هجوم (23) بعد الأنصار.
وبالنتيجة عينها تغلّب السلام زغرتا على طرابلس 2-1 على ملعب المرداشية، محققاً فوزه الثاني في البطولة. ويدين السلام بهذا الفوز لمهاجميه أليكس بطرس وأمادو نياس اللذين سجلا الهدفين، فيما سجل فؤاد عيد هدف طرابلس. وعلى ملعب مجمّع فؤاد شهاب في جونية، تعادل الراسينغ مع الصفاء بهدف لمثله. هدف الضيوف سجله حسن مهنا بعدما كان النيجيري ايمانويل اونييكا افتتح التسجيل للراسينغ. وفي آخر مباريات الجولة، أسقط الاخاء الاهلي عاليه مضيفه البقاع الرياضي بهدف وحيد سجله أحمد حجازي. وكان الأنصار تغلّب على شباب الساحل بأربعة أهداف من دون مقابل في افتتاح الجولة.