البلغاري الأوّل الذي يحترف في لبنان كرة القدم في لبنان جيدة وهناك مواهب
ديديه دروغبا مثَلي الأعلى وأشجع ريال مدريد وآرسنال


فرضَ مهاجم نادي العهد البلغاري مارتن توشيف نفسه هدّافاً بعد خوضه ست مباريات من أصل تسع في الدوري اللبناني لكرة القدم. ستة أهداف في ست مباريات وضعته في وصافة ترتيب الهدّافين. هو اللاعب البلغاري الأول الذي يحترف في لبنان. الفضل يعود إلى صديق طفولته سمير أياس. يقدّم مارتن آداءً جيّداً في كل مشاركة له، حتى فرض نفسه في تشكيلة المدرّب باسم مرمر التي تضم عدداً من النجوم. من هو توشيف وكيف يرى تجربته الحديثة في لبنان؟

هي التجربة الاحترافيّة الثانية لمهاجم فريق العهد مارتن توشيف. الأولى كانت في ألمانيا مع فريق أووي الناشط في الدرجة الثانية عام 2016. عاد بعدها إلى بلغاريا حيث لعب مع فريق سيبتمفي، في الدرجة الأولى خلال الموسم الماضي. سجّل مع ناديه البلغاري 11 هدفاً في ثلاثين مباراة. مع نهاية الموسم جاء الاتصال مع صديقه سمير أياس الذي كان يعيش في بلغاريا قبل أن يحترف مع العهد.
أياس عرض على مهاجم نادي سيبتمفي القدوم، وخوض تجربة في لبنان، مشجّعاً إياه، «لمجموعة جيدة والتعاطي ممتاز». تلا ذلك اتصال من رئيس النادي تميم سليمان والمدير الفني باسم مرمر. لم يكن هناك حاجة إلى الكثير من المفاوضات، حيث حضر اللاعب ووقّع مع العهد ليبدأ مشواره مع فريقه الجديد، بهدف الحفاظ على اللقب المحلي، والمنافسة خارجيّاً.
خاض توشيف ثلاث مباريات مع العهد في كأس النخبة. لم يسجّل أهدافاً بعكس المباريات الوديّة. انتاب القلق الجمهور العهداوي من أن تكون الصفقة فاشلة. الرد كان في افتتاح الدوري، وتحديداً في مباراة الصفاء. سجّل توشيف ثلاثة أهداف، كانت كافية لتقديم أوراق اعتماده كأحد الهدافين في الدوري المحلي. لم يكتفِ ابن الثامنة والعشرين عاماً بتلك الأهداف. أضاف إليها ثلاثة أخرى ليصبح رصيده ستة في أربع مباريات كاملة خاضها، إضافة إلى مباراتين كلاعب احتياطي بعد إصابته وغيابه لشهر كامل.
يشرح توشيف في حديثه مع الأخبار، عن سبب تأخره في التسجيل في المباريات الرسمية، ويقول «في البداية تكون الأمور صعبة. الشهر الأول كان صعباً وتأثّرت بدرجة الحرارة العالية في لبنان. لكن بعد ذلك بدأت بالتأقلم».
لم يكن لدى المهاجم البلغاري أي فكرة عن كرة القدم في لبنان. مجيئه كان عبر صديق الدراسة وكرة القدم في بلغاريا سمير أياس، الذي تحدّث له بإيجابية عن الكرة اللبنانية. لم يكن أياس مخطئاً كما يقول توشيف، «كرة القدم في لبنان جيدة، وهناك العديد من المواهب واللاعبين الجيدين. المشكلة في الملاعب، التي لا تساعد على تطوّر الكرة وارتفاع مستوى اللاعبين»، بحسب ما يشرح مهاجم نادي العهد.
ما لفت نظر توشيف هو طريقة لعب الفرق الأخرى القوية. يكرر البلغاري أنه سعيد مع فريقه ويستمتع باللعب «وهذا هو الأهم بالنسبة لأي لاعب. الراحة النفسية والاستمتاع».
خاض المهاجم البلغاري تجربة احترافيّة جيّدة في ألمانيا قبل موسمين


يفكّر قليلاً حين نسأله عن المشاكل التي تعوق تطوّر كرة القدم اللبنانية، إضافة الى الملاعب، قبل أن يجيب، «عقلية بعض اللاعبين. أحياناً لا يأخذون الأمور بجدّية كما يجب. رغم ذلك هناك العديد من اللاعبين المميزين».
يتحدّث عن اللاعبين الذين لفتوا انتباهه في لبنان، «محمد حيدر لاعب ممتاز، وكذلك الأمر بالنسبة لحسن معتوق. حسن شعيتو (موني) أيضاً من اللاعبين الجيّدين إلى جانب عباس عطوي (أونيكا). لبنان يملك العديد من اللاعبين»، يقول توشيف.
بالنسبة للاعبين الأجانب، لا يتأخر اللاعب البلغاري في الإجابة «مهاجم الأنصار السنغالي الحاج مالك. هو من أفضل اللاعبين الأجانب إلى جانب الغاني عيسى يعقوبو والسوري أحمد الصالح».
لا يمكن أن يكون هناك حديث مع توشيف قبل مباراة فريقه مع النجمة في قمة الأسبوع العاشر دون التطرّق إلى اللقاء، «مباراة صعبة وغياب محمد حيدر سيصعّب الأمور. ما هو مهم هو النقاط الثلاث التي ستبعدنا عن منافسنا الرئيسي على اللقب وقبل مباراة على نهاية مرحلة الذهاب، حيث سنضمن لقب بطولة النصف الأول من الدوري. لا يمكن التكهّن بنتيجة اللقاء مع النجمة، فالأمور 50-50» يوجز توشيف.
يعتبر المهاجم البلغاري أن نادي النجمة هو المنافس الرئيسي للعهد على اللقب. ماذا عن الأنصار؟ «الأنصار فريق كبير وقوي لكن ابتعاده عن العهد والنجمة بثماني نقاط أضعف حظوظه بشكل كبير. في لبنان حيث يتضمن الدوري 22 مباراة فإنّه من الصعب تعويض فارق يصل إلى ثماني نقاط. المنافسة تنحصر بين العهد والنجمة» يجيب توشيف.
يعيش توشيف (1.84م، 83 كلغ) حياة احترافية. فعقليته تنعكس على تصرفاته داخل وخارج الملعب. أمرٌ تحدث عنه مدربه باسم مرمر سابقاً. يقطن المهاجم البلغاري وحيداً في شقة خاصة. يستيقظ صباحاً عند التاسعة. يتناول قهوته ويقضي معظم وقته في المنزل قبل أن يتناول غداءه ويتوجّه إلى التمارين. «أشاهد الأفلام وأتابع مباريات كرة القدم. 80% من وقتي في المنزل. أحياناً أذهب إلى مركز تجاري أو إلى مقهى أو مطعم حيث أتناول العشاء ثم أعود إلى المنزل»، هكذا يتحدّث عن يومياته في لبنان. معظم وجباته جاهزة وهو أمرٌ ينزعج منه اللاعب. لكن حين تأتي زوجته تتغيّر الأمور، «جاءت مرتين خلال الخمسة أشهر الماضية وستأتي إلى بيروت في شهر كانون الثاني. مرّ على زواجنا سنة».


علاقته بزملائه في الفريق جيدة جداً. حيدر وأياس هما الأقرب إليه وكذلك نور منصور. أما حسين دقيق فهو «الأهضم». يستمتع توشيف بالحديث معه.
بعيداً عن لبنان، يتابع مهاجم فريق العهد الكرة الأوروبية والعالمية. هو من محبي فريقي ريال مدريد وآرسنال. يعتبر المهاجم العاجي ديدييه دروغبا مثله الأعلى، ولا يخفي إعجابه برونالدو البرازيلي سابقاً والبرتغالي حالياً.
على صعيد المنتخبات هو من مشجّعي منتخب فرنسا. بدأ مشواره معه عام 1998 حين كان عمره 8 سنوات. شاهد القائد زين الدين زيدان وهو يرفع كأس العالم وانتظر عشرين عاماً قبل أن يشاهد منتخبه المفضل يرفعه ثانية عام 2018.
نسأله عن الكرة الذهبية وإذا كان اللاعب الكرواتي لوكا مودريتش يستحقها، «بالطبع يستحقها فهو وصل مع منتخب صغير كروياً إلى نهائي كأس العالم. الفرنسي أنطوان غريزمان أيضاً كان يستحق الجائزة أيضاً. فهو أحرز كأس العالم ولقب يوروبا ليغ» يجيب توشيف.
أما عن دوري أبطال أوروبا ورأيه في من قد يحرز اللقب هذا الموسم «في ظل تراجع ريال مدريد وبرشلونة، أرشّح مانشستر سيتي ويوفنتوس بعد مجيء رونالدو» يختم توشيف حديثه لـ«الأخبار».