بعد أربعة انتصارات متتالية في الثلاث بطولات (الدوري الإسباني، دوري الأبطال وكأس الملك)، منحت إدارة النادي الملكي ريال مدريد ثقتها للمدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري، ووقّعت معه عقداً طويل الأمد. الخطوة التي أقدمت عليها الإدارة المدريديّة يمكن وصفها بالمتسرعة، نظراً لغياب المنافس القوي في المباريات الأربع التي حقق فيها سولاري العلامة الكاملة. أول من أمس، حدث ما كان يحدث دائماً مع المدرب الإسباني السابق غولين لوبيتيغي، خسر الريال، وبنتيجة كبيرة، ومن فريق متواضع في الدوري، هو إيبار. ثلاثة أهداف دون رد، هي نتيجة المباراة أمام إيبار، ولكن، هناك نتائج سلبية أخرى تحت الطاولة، تكبّدها سيرجيو راموس قائد الفريق وزملاؤه. لعلّ أبرز هذه النتائج، الضعف الدفاعي الواضح، الذي يعاني منه الفريق، في ظل وجود مدافعَين نسيا نفسيهما مع بداية هذا الموسم: راموس ورافاييل فاران بطل العالم مع فرنسا. الأخير، كثرت أخطاؤه في مباريات ريال مدريد الأخيرة، ولا أحد يعلم ما سبب التراجع الكبير الذي يعاني منه فاران، والذي كان أحد أبرز لاعبي المنتخب في بطولة كأس العالم الأخيرة. هذا التراجع، انعكس سلباً على منتخب «الديوك» أيضاً، الذي تلقى خسارة موجعة من هولندا ضمن دوري الأمم الأوروبية والتي حرمته من التأهل إلى المربع الذهبي من هذه البطولة. لاعب أصبح «خارج التغطية»، مشوشاً ذهنياً، وما يزيد الطين بلة، أن فاران حين يلتفت ليجد من في جانبه، فيجد سيرجيو راموس، المدافع الأنيق بشكله لا بأدائه، كثير التسجيل وكثير الأخطاء التي تأتي منها الأهداف إلى شباك فريقه.
لم يعد المتابعون يتعرّفون على مودريتش، سوى من شعره الطويل

من الممكن ربط تراجع رافاييل فاران، بثنائيته مع راموس، حيث كان دائماً ما يجد بجانبه «الوحش» الفرنسي ولاعب برشلونة سامويل أومتيتي، الذي افتقده بشدة بدوره أيضاً المنتخب الفرنسي في المباريات الأخيرة. الفارق الكبير على المستوى الدفاعي بين كل من راموس وأومتيتي، من الممكن أن يكون أحد أبرز أسباب تراجع الديك الفرنسي فاران. ولكن الأمور لا تقف على الدفاع فقط، فخط وسط الـ«ميرينغي»، أو «شبح» خط الوسط إذا صح التعبير، يعتبر بدوره من أهم أسباب تراجع أداء الفريق. توني كروس، لوكا مودريتش، لاعبان تغيرا كثيراً بعد الموسم الماضي. على وجه الخصوص، لوكا مودريتش، الذي وبعد أن وصل برفقة منتخب بلاده للمباراة النهائية من كأس العالم، ونيله لجائزة «الفيفا» لأفضل لاعب في العالم، لم يعد المتابعون يتعرّفون على مودريتش، سوى من شعره الطويل، ورقم 10 الظاهر على قميصه. غير ذلك، فإن الكرواتي لم يعد النجم الذي يعتمد عليه النادي الملكي كما اعتاد عليه في السابق. ناهيك عن فقدان الحافز، الذي يعاني منه جلّ لاعبي الريال، فقد حقق هذا الجيل كل شيء، وكتب التاريخ، بفوزه بثلاثة ألقاب لدوري الأبطال توالياً. اللاعب الوحيد الذي فهم هذه الوضعية التي من الممكن أن تؤثر عليه سلباً، هو نجم ريال مدريد السابق وهدافه التاريخي البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي أصبح اليوم لاعباً في صفوف فريق السيدة العجوز يوفنتوس. ليعيش بذلك مغامرة جديدة، وتحدياً جديداً، ما جعله يخرج كل ما لديه. العكس تماماً يحدث في مدريد.
أمّا بالنسبة لغريم ريال مدريد التقليدي، فقد حقق برشلونة تعادلاً مهماً في ملعب «واندا ميتروبوليتانو»، بعد أن سجّل «لاعب البلايستايشن» عثمان ديمبيلي هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، مستغلاً تمريرة حاسمة من النجم الأرجنتيني ليو ميسي. أثبت ديمبيلي نفسه وقوته مرة جديدة، ففي كل مرة يدخل فيها بديلاً، يصنع الفارق. قبل بضعة أيام من المباراة، كتبت بعض الصحف الإسبانية المقربة من برشلونة، على غرار «موندو ديبورتيفو» و«سبورت»، أن ديمبيلي يضيع الكثير من الوقت وهو يمارس هوايته المفضلة، ألعاب الفيديو. لكن يبقى هذا الأمر شخصياً وخاصاً، إلّا أن برشلونة، دائماً ما تتربّض به كاميرات الإعلام في مثل هذه الحالات التي تحدث بعيداً عن أرض الملعب، ما يسيء ربما لسمعة فريق كالنادي الكاتلوني. بالعودة قليلاً لأجواء المباراة، حاول مدرب أتليتيكو دييغو سيميوني، وكعادته، أن يخطف نقاط المباراة الثلاث من دون أن يشارك في المباراة حتى. تكتل دفاعي حدّ من خطورة كل من الثنائي ليو ميسي ولويس سواريز. إلّا أن هدف كوستا، والذي كان الأول له منذ عدة مباريات في الدوري، لم يكن كافياً أمام إصرار برشلونة على تحقيق التعادل، والحفاظ على صدارة الدوري.