وضع ريال مدريد الإسباني ثقته بلاعب وسطه السابق الأرجنتيني سانتياغو سولاري الذي أصبح الاثنين المدرب الدائم للفريق الملكي بعد أن تسلم المهمة مؤقتاً أواخر تشرين الأول/أكتوبر إثر إقالة جولن لوبيتيغي. وكوفئ ابن الـ42 عاماً على البداية المثالية التي حققها مع الفريق الأول بقيادته للفوز في جميع المباريات الأربع الأولى التي خاضها تحت إشرافه، وهو إنجاز لم يحققه أي مدرب مع النادي الملكي في مستهل مشواره التدريبي معه.
سولاري معروف بأنه دبلوماسي (ميكال سيزيك ــ أ ف ب)

وقرر ريال بعد انتهاء فترة الأسبوعين التي يفرضها الاتحاد الإسباني في العقود الموقتة، أن يضع ثقته باللاعب الذي دافع عن ألوانه بين 2000 و2005 وتوج معه بلقب الدوري والكأس الإسبانية مرتين ودوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الأوروبية وكأس الانتركونتيننتل مرة واحدة. كذلك، أكد الاتحاد الإسباني لكرة القدم الاثنين أن ريال مدريد ثبت سولاري في منصبه، وأن السلطات المختصة في الاتحاد اعتمدت عقده، كاتباً في رسالة الكترونية: «كل شيء نظامي. ريال مدريد تولى أمر عقده (سولاري) ولا توجد أي مشكلة».
وبدا أن ريال مدريد وصل إلى الحضيض بعد الهزيمة المذلة التي تلقاها على يد غريمه برشلونة (1-5) في الدوري المحلي، والتي كانت الخامسة له في آخر سبع مباريات بقيادة لوبيتيغي، لكن سولاري استفاد من خبرته مع فريقي الشباب والرديف (كاستيا) وانتشل النادي الملكي من كبوته. وكان آخر الانتصارات الأربعة التي حققها ريال السادس حالياً، الأحد على سلتا فيغو (4-2) في الدوري، ما سمح له بتقليص الفارق الذي يفصله عن برشلونة حامل اللقب والمتصدر إلى أربع نقاط (20 مقابل 24)، مستفيداً من سقوط الأخير أمام ضيفه ريال بيتيس (3-4) في المرحلة الثانية عشرة. وتألق النادي الملكي هجومياً في مبارياته الأربع مع سولاري بتسجيله 15 هدفاً، فيما اهتزت شباكه مرتين فقط.
ويبدو أن سولاري الذي قاد فريقي الشباب من 2013 حتى 2016 ثم الرديف من حينها حتى تسلمه مهام مدرب الفريق الأول، يسير على خطى زميله السابق في وسط النادي الملكي الفرنسي زين الدين زيدان الذي تم ترفيعه في 2016 من تدريب الفريق الرديف إلى الإشراف على الفريق الأول وقيادته إلى لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية. وأكدت صحيفة «آس» المقربة من النادي قبل الإعلان عن التعاقد نهائياً مع الأرجنتيني: «يستحق سولاري الاستمرار مع 15 هدفاً في أربع مباريات». ورأى مدير الصحيفة ألفريدو ريلانيو في مقالته أن ريال مدريد «حصد كل النقاط من أجل منح سولاري الرصيد الكافي للبقاء، إذ وصل إلى النادي بصفة مدرب مؤقت، لعدم وجود منافس له، إلا أنه ومع نهاية فترة الاستعانة به بصفة مؤقتة، جاءت الانتصارات الأربعة التي حققها الفريق، لتعزز رصيده بشكل مقنع. هناك أيضاً الأهداف الـ 15 التي سجلها اللاعبون مقابل اهتزاز الشباك مرتين فقط، فضلاً عن الانطباع عن إدارة جيدة للأمور». أما في برشلونة، توصلت الصحف الكاتالونية إلى اقتناع بأن أزمة ريال مدريد التي بلغت ذروتها مع إقالة لوبيتيغي وتعيين سولاري خلفاً له انتهت. هكذا، كتبت صحيفة «سبورت» على صفحتها الأولى «لاعبو ريال مدريد يمددون عقد سولاري». وللإنصاف، عرف سولاري في مستهل مشواره مع الفريق كيف يستفيد من الخبرة التي كسبها من تدريب شباب النادي، وأدار الأمور بذكاء، على طريقة زيدان، لكن ينقل عنه أنه أكثر ميلاً إلى الدبلوماسية عوضاً عن التعامل مع الأمور بقبضة من حديد، على خلاف «المعلّم» زيدان، صاحب الأصول الجزائرية. وكما كانت حال «زيزو»، واستناداً الى خبرته مع الفريق الرديف، وضع سولاري الثقة بلاعبين على غرار الظهيرين سيرخيو ريغيلون والفارو اودريوسولا، والأهم في التغيير الذي حققه هو الاعتماد على ابن الـ18 عاماً المهاجم البرازيلي فينيسيوس الذي همشه لوبيتيغي رغم مبلغ الـ45 مليون يورو الذي دفعه ريال للتعاقد معه. وكان فينيسيوس بمثابة رمز التغيير في الفريق، إذ شارك أساسيا للمرة الأولى بفضل سولاري، وسجل هدفاً ومرر كرتين حاسمتين.
يبقى معرفة ما إذا كان سولاري الذي أصبح المدرب رقم 13 في حقبة الرئيس فلورنتينو بيريز، قادراً على السير بنفس الوتيرة. حسب سولاري هذا «منصب ينطوي على مسؤوليات كبيرة بالطبع، إن كان هذا لمدة يوم أو نصف ساعة أو أسبوع. لكنه ليس بالأمر الجديد بالنسبة لي، لقد أمضيت 11 عاماً في هذا النادي، في وظائف مختلفة». وسيكون التحدي الكبير الأول لسولاري كمدرب للنادي الملكي الاحتفاظ بلقب كأس العالم للأندية المقررة بين 12 و22 كانون الأول/ديسمبر في الإمارات، وهي مهمة سهلة نسبياً.