نتائج «متخبّطة» وتذبذب في الأداء هي ملخّص الوضع الحالي الذي يعيشه نادٍ كبير بحجم ميلان. الفريق الإيطالي بقيادة المدرب «المتحمّس» كثيراً واللاعب السابق جينارو غاتوزو، يقدّم أداءً جيداً في مباراة ما، ولكن سرعان ما ينقلب رأساً على عقب في المباراة التي تتبعها. يعيش الفريق في الوقت الحالي في «متاهة» من الصعب الخروج منها، طالما هناك مدرب كغاتوزو هو من يتسلم زمام الأمور. أخطاء كبيرة في التشكيلة، دائماً ما كان يقع بها المدرب الإيطالي، والمشكلة الأكبر والتي تعتبر جوهر مشكلة الميلان اليوم، هي عدم إدراك غاتوزو الأخطاء التي يقوم بها، ولخياراته التي في أغلب الأحيان تكون خاطئة. الفريق «اللومباردي» ومع بداية الموسم الحالي، دخل في مرحلة جديدة من ناحية الإدارة، وملاك النادي (صندوق اليوت الأميركي)، وحتّى المدير الرياضي، كلّها تغييرات حدثت للـ«روسونيري» قبل بداية الموسم. أمر واحد فقط لم يتغير، وربّما وبنسبة كبيرة، هو السبب الرئيسي خلف الأداء المتواضع الذي يظهر فيه الميلان هذا الموسم: جينارو غاتوزو. أمس تفوق أليغري بسهولة على المدرب الذي، كعادته أمس، صرخ كثيراً.تفاءلت الجماهير «الميلانيستا» مع إدراج الإدارة اسماً تاريخياً كمالديني ليكون جزءاً من الإدارة، أضف إلى ذلك عودة «قنّاص» المواهب البرازيلية ليوناردو أراوجو المدير الرياضي، لكن بقاء غاتوزو هو الـ«كارثة» بعينها بالنسبة إلى المشجعين ولمتابعي كرة القدم الأوروبية. المدير الرياضي ليوناردو، يقوم بدوره على أكمل وجه، فقد أكّدت أبرز الصحف أن إدارة «الروسونيري» توصلت إلى اتفاق مع فريق فلامينغو البرازيلي لانتقال صانع ألعاب الفريق الشاب باكيتا. الملاك الجدد الأميركيون، يقومون هم بدورهم أيضاً، فالصفقة البرازيلية من المتوقّع أن تكلّف النادي نحو 40 مليون يورو، والإدارة جاهزة للمبلغ. أمّا غاتوزو، ففقر أفكاره التدريبية يقف عائقاً خلف عودة الميلان إلى السكّة الصحيحة، سكّة النادي الإيطالي المهاجم، صيغة الفريق الذي لا يعتمد على لاعب واحد: «سوسو». وفي صدد كل ذلك، ذكرت العديد من الصحف والمجلات الأوروبية المهمّة، لعلّ أبرزها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية، والتي ذكرت أن المدرب الفرنسي ومدرب أرسنال السابق آرسن فينغر جاهز بالفعل ليكون المدير الفني الجديد للفريق.
طرد هيغوايين في دقائق المباراة الأخيرة وأهدر ركلة جزاء

خبر من الطبيعي أن يفرح أنصار النادي، الذين لن يتحمّلوا مدربهم الحالي أكثر من ذلك. فينغر يبقى في النهاية مدرباً كبيراً، صنع الأمجاد لفريق كأرسنال، صحيح أن النتائج والمواسم الأخيرة لم تكن موفقة على صعيد النتائج، إلا أن شخصية الأرسنال لم تفتقد، وطريقة لعبه بقيت نفسها. لم يغب فريق أرسنال عن دوري أبطال أوروبا سوى في موسم واحد فقط وهو الموسم الأخير لفينغر مع أرسنال، ما يدل على الثبات في المستوى، والاستمرار في الوجود ضمن الكبار في دوري الأبطال (هذا ما افتقده ناد كبير كالميلان في السنوات الماضية). ما بين غاتوزو وفينغر، فروقات كبيرة، كيف لا وأن فينغر له تاريخ كبير في التدريب، وغاتوزو وكأنه يجرّب نفسه كمدرّب في ميلان. في حال قدوم فينغر، ورفعه شعار الميلان، سيذهب بكل تأكيد إلى خطوته الأولى، اكتشاف المواهب الشابة، وستكون المدرسة الميلانية «البريمافيرا» محطّته الأولى. هكذا اعتدنا على فينغر في أرسنال، وهكذا سيظل، هي ثقافته الخاصة، وأفكارها التي لن يغيرها فريق آخر سيأتي إليه. كل هذه افتراضات. افتراض آخر: ماذا لو كان فينغر هو الذي يدرب ميلان أمس؟ هل كان ليشرك بوريني مثلاً؟
صحيح أن غاتوزو يتعرّض لكثير من الانتقادات، وأنه ليس بالمدرب المناسب للميلان، وهو كذلك فعلاً، لكن الانتقاد يجب أن يكون منصفاً أيضاً. في ظل هذه النتائج المتخبّطة، والأداء غير الثابت، كان الميلان يشغل المركز الرابع في ترتيب الدوري الايطالي قبل الموقعة مع يوفنتوس، ويبتعد بفارق أربع نقاط فقط عن نابولي والإنتر أصحاب المركزين الثاني والثالث (عدد النقاط ذاته 25). ولكن إذا كانت إدارة الميلان، تفكّر في مشروع مستقبلي، فلا مكان لغاتوزو فيه، المدرب العصبي، المدرب الذي لا يبتسم، يعترض على الحكام واللاعبين أكثر من إعطائه للتعليمات، مكانه المناسب في فرق متوسطة. نتيجة مباراة أمس أمام يوفنتوس، كانت بمثابة «تتويج» لأداء الميلان هذا الموسم، على الرغم من مجاراته نسبياً لزملاء كريستيانو رونالدو وحصل على ركلة جزاء أهدرها هيغوايين. الأخير طرد في دقائق المباراة الأخيرة. النتيجة لا تعكس الأداء، أداء الميلان كان سيئاً. العكس تماماً كان بالنسبة إلى فريق «السيدة العجوز»، الذي سيطر على المباراة بالـ«طول والعرض»، وخرج بالنقاط الثلاث بأقل مجهود، إضافة إلى تسجيل العملاق كريستيانو رونالدو هدفه الشخصي الثامن في الدوري هذا الموسم. هدفين لصفر نتيجة عادلة بعد كل شيء.