تعتبر كرة السلّة في ليتوانيا اللعبة الشعبيّة الأولى في البلاد. في الفيليبين وبورتوريكو تتنافس كرة السلّة وكرة القدم، حيث لا فارق كبيراً بين أعداد المشجعين للرياضتين هناك. دول أخرى تهتم بكرة السلّة، وهذا الاهتمام نابع من كون الجمهور يتابع الـ«باسكت» بشكل كبير. هذه الدول هي إسبانيا والأرجنتين واليونان والولايات المتحدة الأميركية. كل من يتابع كرة السلّة، لا شكّ أنّه شاهد جماهير السلّة اليونانيّة، وبعدها جماهير كرة السلّة في مختلف دول أوروبا. في اليونان هناك جماهير أندية أولمبياكوس وباناثينايكوس، إضافة إلى آيك أثينا، وهي جماهير معروفة بشغفها للعبة، حتى أن نمط التشجيع الذي تنتهجه يفوق جماهير كرة القدم. آلاف المشجعين، آلتراس، شماريخ في القاعات المغلقة، أجواء كبيرة تصنعها هذه الجماهير على مدرجات كرة السلّة. في صربيا أيضاً الأجواء مشابهة، حيث هناك ألتراس لأندية كرة السلّة. في فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية الوضع مختلف قليلاً، حيث التشجيع يأخذ منحى أقل مستوى، فلا ألتراس ولا شماريخ كما هو الحال في أوروبا الشرقية.الثابت الوحيد أنّه في مختلف الدول يكون هناك جمهوران على المدرجات. (يتم منع حضور الجمهور الثاني في حالات استثنائية) جمهوران يساندان الفريقين على أرض الملعب، من دون أن تتطوّر الأمور إلى أكثر من ذلك. باستثناء بعض المشاكل التي تحصل بين الالتراس والشرطة في اليونان أو صربيا، فللألتراس دائماً خصوصيّته. في لبنان تختلف الصورة، منذ زمن تُلعب مباريات كرة السلّة بوجود جمهور واحد فقط على مدرجات الملعب. جمهور صاحب الأرض هو الذي يكون حاضراً، ولا يسمح لجمهور الآخر بالوجود. يعود هذا القرار لاعتبارات كثيرة، منها طائفيّة، ومنها أمنيّة، والخوف من حصول مشاكل وصدامات بين الجماهير، رغم أنّه في كرة القدم يكون هناك جمهوران على أرض الملعب.
في نهائي كأس لبنان الموسم الماضي، وكأس السوبر بداية هذا الموسم، لُعبت المباراتان بوجود جمهورين في قاعة نهاد نوفل في ذوق مكايل، حصل بعض التراشق الكلامي بين الجماهير، وهذا طبيعي في عالم كرة السلّة أو كرة القدم، ولكن المباراتين خرجتا بصورة مقبولة جدّاً جماهيريّاً. في الموسم الجاري تُلعب بطولة لبنان بجمهور واحد، رغم أن المباريات التي يمكن أن تشهد حساسيّة قليلة، ومنها الرياضي وهومنتمن، والرياضي والحكمة، إضافة إلى مباريات هومنتمن والحكمة، والشانفيل والحكمة أيضاً، فيما باقي المباريات غالباً لا تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً على أرض الملعب. تعتبر بعض الأوساط السلّويّة أن الشغب على المدرجات كان موجوداً، ولا يزال (بنسبة أقل) في مختلف دول العالم، ولكن عمدت الاتحادات والقوى الأمنية وروابط الجماهير في مختلف الدول إلى اتخاذ إجراءات للحدّ من أعمال العنف والشغب، ونجح الأمر في نهاية المطاف. في لبنان تبدو اللعبة اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لحضور جمهورين على أرض الملعب، خاصة بعد القرارات الأخيرة المتعلقة بالنقل التلفزيوني، والتي بالتأكيد بدأ تأثيرها يظهر على نسبة متابعة البطولة. السماح لجمهورين بحضور المباريات هذا الموسم، يمكن أن يقلل من حجم خسارة الجماهير التي لن تتابع البطولة، والتي عبّرت عن عدم رضاها على أسلوب النقل الجديد. اتخذ الاتحاد إجراءات جديدة تتعلق بالأمن في الملاعب، حتى أن تعاوناً يحصل مع إدارات الأندية، ولكن يأمل العديد من الجهات، أن تأتي هذه الإجراءات كلها لصالح الجماهير وليس على حسابها، فإمكانية ضبط الجماهير تبقى موجودة، بمساعدة القوى الأمنية، فالجمهور هو أساس أي رياضة ومنها كرة السلّة. وبالنظر إلى دول أخرى، فإن الجماهير هي التي تعطي كرة السلّة رونقاً خاصّاً، في الدوري الأميركي يحضر جمهوران من دون أي تجاوزات، وكذلك الحال في أوروبا، أمّا في شرق آسيا، تشجّع الجماهير «اللعب الجميل» ولا تتعصّب لفريق دون الآخر.
في لبنان هناك بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية اللعبة، لا للحد من نسبة المشاهدين، أو التأثير على الجماهير، بل لتقريبهم من اللعبة التي هم عصبها، وبالتالي تجربة حضور جمهورين تبقى ممكنة، بعد نجاحها في الكأس والسوبر.