مدريد ـ علي حيدرلم يكن أكثر المتشائمين يتوقع هذه النتائج «الكارثيّة» لنادي ريال مدريد مع بداية هذا الموسم. 14 نقطة من 27 ممكنة فقط. الصحافة الإسبانية لم ترحم أحداً، وبدأت منذ نهاية الأسبوع بالحديث عن خلافات داخل أسوار السانتياغو بيرنابيو، وبالتحديد في غرف ملابس نادي العاصمة الإسبانية. الصحافي الاستقصائي الشهير إيدواردو إيندا، والمعروف بقربه من البيت الملكي، خرج نهاية الأسبوع الماضي بخبر هزّ الشارع الكوري في إسبانيا. تحدّث إيندا عن علاقة لاعبي ريال مدريد بمدربهم جولين لوبيتيغي. مدير صحيفة ماركا السابق ورئيس تحرير صحيفة أوكي دياريو الإلكترونية الحالي، مقرب جداً من إدارة النادي كونه شريكاً فيه، وهو الذي استبق وصول لوبيتيغي متحدثاً عن رغبة اللاعبين بتسلّمه مهمة تدريب النادي في أوائل حزيران/يونيو الماضي، أي حتى قبل إقالته من تدريب المنتخب الإسباني قبل أسبوع على انطلاق منافسات كأس العالم في روسيا. إيندا، وفي إطلالته الأسبوعية على برنامج «التشيرينغيتو»، تحدّث عن انقسام بين اللاعبين في ريال مدريد حيال مدربهم، مشيراً إلى أن الشرخ في غرف الملابس قائم بين اللاعبين الإسبان بقيادة سيرجيو راموس، وهم من يعرفون لوبيتيغي ويساندونه منذ أيام المنتخب، وبين مجموعة أخرى من اللاعبين الأجانب (غير الإسبان) الذين لا يخفون انزعاجهم من لوبيتيغي، ويقولون بالعلن إنهم غير مرتاحين باللعب تحت إشرافه. هؤلاء اللاعبون يأتي في مقدمتهم الكرواتي لوكا مودريتش (أفضل لاعب في العالم وأوروبا) والألماني متوسط ميدان مدريد طوني كروس، البرازيلي مارسيلو، الحارس الكوستاريكي كايلور نافاس، وزميله البلجيكي تيبو كورتوا. هذه الأسماء ذكرها إيندا في خبره الحصري، وهم لاعبون لديهم «ثقل» في نادي العاصمة، وتداعيات انزعاجهم من مدرّبهم قد لا تكون بسيطة. مودريتش، أفضل لاعب في أوروبا وفي العالم غير راضٍ عن وضعيته في الفريق، فغالباً ما يكون أول التبديلات التي يلجأ إليها لوبيتيغي، أما القائد الثاني للفريق البرازيلي مارسيلو، فلم يخفِ امتعاضه بعد تبديله بناتشو، خلال مباراة جيرونا من أجل تأمين الجبهة اليسرى دفاعياً، وصرّح بأنه لا يتفهم قرار المدرّب لكنه يحترمه. والأكيد أن هذا التصريح يحمل في طياته الكثير من الرسائل. موقف كروس وكورتوا غير مبرر ومفاجئ بحسب إيندا، فقد حظيا بدقائق كثيرة في أغلب المباريات، على عكس الكوستاريكي كيلور نافاس الذي تقلّص دوره منذ مجيء كورتوا، ويبدو أنه قد يبحث عن مخرج نهاية الموسم الحالي للانتقال إلى ناد آخر، وربما إلى دوري آخر أيضاً.
وضعيّة الفريق الحاليّة، كما يرسمها إيندا العارف بالتفاصيل تزيد الأمور تعقيداً على المدرب، وهو الذي ترك تدريب منتخب بلاده كرمى عيون مدريد، ولكن في النهاية النتائج أهم. لوبيتيغي يعرف جيّداً التفاصيل عن أن إقالة رافا بينيتيز قبله، مرت عبر اللاعبين، قبل أن تصل إلى الرئيس فلورنتينو بيريز. لذا فإن هذه المشكلة مع اللاعبين اليوم قد تكون مفصلية في تحديد مستقبل لوبيتيغي مع الميرينغي، فهي تضاف إلى سوء النتائج والجفاف التهديفي وغضب جماهير البيرنابيو. دعم راموس، ناتشو وإيسكو وأسينسيو له قد لا يكون كافياً. إدارة النادي الملكي مقتنعة بأن نجاح الفريق مقترن بهدوء وصحة غرفة الملابس التي يديرها المدرب، وهذا ما أثبتته السنوات الماضية. الإيطالي كارلو أنشيلوتي والفرنسي زين الدين زيدان برهنا ذلك من خلال أسلوبهما الهادئ، البعيد عن الجدل الإعلامي وعلاقتهما الجيدة مع أغلب اللاعبين، على عكس البرتغالي جوزيه مورينهو والإسباني رافايل بينيتيز اللذين أشعلا الأجواء قبل رحيلهما. وعلى الرغم من أن خلفية لوبيتيغي ليست جدلية بل شبيهة بزيدان، إلا أن الظروف التي وصل فيها إلى ريال مدريد كانت معقدة، والقرارات التي اتخذها لم تساعد على إرضاء جميع اللاعبين. الآن، معظم التقارير الصحافية في إسبانيا، وتحديداً في العاصمة مدريد تشير إلى أن الفرصة الأخيرة لتدارك الأمور، ستكون مباراة الكلاسيكو أمام الغريم التقليدي برشلونة نهاية الشهر الحالي. اختبار أخير إن خسره لوبيتيغي، فالأكيد أنّه سيودع!