لم يُخرّج الدوري اللبناني لكرة القدم أسماء كثيرة إلى منتخب لبنان في السنوات الأخيرة، رغم مرحلة التغيير التي بدأها المدرب المونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش عقب اعتزال عددٍ من اللاعبين، واستبعاد آخرين لكِبر سنِّهم، إلا أن الأسماء الموجودة ليست من ضمن الذين برزوا حديثاً خلال بطولة الدوري في السنوات الأخيرة على الأقل. وفي وقت يُشير البعض إلى أن عدداً من اللاعبين يستحقون فرصة التمثيل الدولي وارتداء قميص المنتخب الأوّل، يؤكّد الجهاز الفنّي أن الأسماء الموجودة حالياً في قائمة المنتخب هي الأبرز على الساحة المحليّة، حتّى بات يُمكن توقّع التشكيلة الأساسية التي ستخوض أي مباراة حتى ولو كانت وديّة، نظراً إلى قلّة استدعاء وجوه جديدة، أو الاعتماد على نفس اللاعبين.تمثيل المنتخب الأوّل في المباريات الوديّة أو حتى البطولات والمشاركات الرسميّة، باتت مسألة تطرح علامات استفهام، خاصة حول إذا ما كان الدوري المحلي يفتقر للمواهب المميّزة كما في السابق، وهو الأمر الذي يُجبر المعنيين في المنتخب على العمل لاستقدام لبنانيين مقيمين في الخارج، كما ذكر المدرب المونتينغري رادولوفيتش، الذي أشار إلى وجود خمسة لاعبين محترفين ضمن حساباته، وهو الذي نادراً ما يضم وجوهاً محليّة جديدة. وفي هذا الإطار يكون لافتاً أن بعض هؤلاء اللاعبين المقيمين في الخارج ويلعبون مع أندية هناك، لا يلعبون في الدرجة الأولى ولا حتى الثانية.
يصعب الحُكم على أداء اللاعبين بعد مرور ثلاثة أسابيع على انطلاق الموسم الكروي، إلا أن بعضهم لفت الأنظار بسرعة، والبعض الآخر لم ينل فرصة المشاركة بعد، ومن المنتظر أن يكون لهم دورٌ مهمٌّ مع فرقهم في المرحلة المقبلة من الدوري.
أغلب الأسماء ليست جديدة، بل سُجّل عدد كبيرٌ منها على كشوفات الفرق قبل بداية مواسم سابقة، إلا أنّها لم تُشارك في البطولة إلا نادراً. أبرز هؤلاء مهاجم النجمة علي علاء الدين (25 عاماً)، الذي استقدمه النادي من الكويت، إلا أنه لم يُشارك سوى في 291 دقيقة دون خوض مباراة واحدة كاملة. اللاعب الذي نال فرصته في مسابقة كأس النخبة الماضية لعدم وجود مهاجمٍ أجنبي، استطاع قيادة فريقه إلى اللقب بمساهمته بتسجيل هدف الفوز في المباراة النهائية، مقدّماً أداءً طيّباً خلال المسابقة، كما أشركه المدرب الصربي بوريس بونياك أساسياً في لقاء الذهاب مع الأهلي المصري في كأس زايد للأندية الأبطال، معتمداً عليه في مركز الجناح الأيمن في ظل غياب بعض اللاعبين بسبب الإصابة. بعد 12 مباراة في الدوري، تمكّن علاء الدين من تسجيل هدفه الأول مع الفريق في مرمى الاخاء الأهلي عاليه ضمن الأسبوع الثالث، مؤّكداً أحقيّته في المشاركة أكثر.
لفت قائد الشباب الغازية كريم منصور الأنظار في المراحل الأولى من الدوري


في النجمة أيضاً، يبرز اسم الشاب محمود كعور (18 عاماً) الذي انتقل إلى النادي قادماً من الإصلاح البرج الشمالي. رغم عدم استدعائه في أيّٓ من مباريات الفريق ضمن مسابقتي الدوري وكأس النخبة، إلا أن اللاعب تمكّن من قيادة فريق الشباب إلى صدارة المجموعة والفوز في المباراة الأولى ضمن الدورة السداسية.
الأنصار من جانبه، غريم النجمة التقليدي، لا يبدو أنّه يعتمد على اللاعبين الشباب أو الوجوه الجديدة. رغم ضمّه ثمانية لاعبين لبنانيين إلى صفوفه، إلا أن جميعهم من الأسماء المعروفة في الدوري، كحسن شعيتو «موني» وغازي حنينه وحسن بيطار وحسين عواضة وغيرهم، حتى حمزة علي بدرجة أقل، رغم مشاركته في مباراة واحدة أمام «النبيذي» في الدقائق الأخيرة.
أمّا العهد، فهو الآخر يرتكز في مهمة الحفاظ على اللقب على الأسماء عينها التي خاضت الموسمين الماضيين، مع ضمّ ثلاثة لاعبين لهم باعٌ في البطولة، كالمهاجمين أكرم مغربي وربيع عطايا، والظهير الأيسر مصطفى كساب بدرجةٍ أقل. مدرب الفريق باسم مرمر كان أشرك عدداً من لاعبي فريق الشباب في مسابقة كأس النخبة، لكنّه عاد واستبعدهم عن بطولة الدوري لوفرة النجوم ضمن تشكيلته.
ليس بعيداً عن المنافسين، ينتظر الجمهور ظهور لاعب وسط السلام زغرتا يوسف بركات (21)، الذي شارك أساسياً في المباراة الأخيرة مع شباب الساحل، عقب انتقاله إلى النادي، بعد مزاحمة الأنصار للنادي الشمالي في الحصول على توقيعه. وفي الاخاء الأهلي عاليه، يبدو حبيب شويخ الذي لعب للإصلاح البرج الشمالي الاسم الأبرز من بين اللاعبين المنتظرين هذا الموسم، رغم حصوله على بطاقة حمراء في مباراته الثانية مع الفريق.
ومن ضمن الأسماء الجديدة، لاعب الوسط وليد شور، الذي جاء به كابتن منتخب لبنان السابق رضا عنتر إلى العهد، حيث وقّع عقداً مع حامل اللقب قبل انتقاله بالإعارة إلى الراسينغ الذي يدرّبه عنتر. في الراسينغ أيضاً، يحضر علي فحص المنتقل من العهد، ومعه محمد ناصر الذي شارك في بعض مباريات الموسم الماضي. ومن بين اللاعبين الذين لفتوا الأنظار، جناح الشباب الغازية كريم منصور، الذي يحمل شارة قيادة الفريق وهو في الـ23 من العمر. الأخير كان قاد الفريق الجنوبي إلى الفوز على الصفاء صانعاً هدفين ومساهماً في تسجيل الهدف الثالث.
ومع مشكلة حراسة المرمى في الدوري واقتراب عددٍ لا بأس به من اللاعبين من الاعتزال، يبرز اسم حارس التضامن صور هادي مرتضى (19 عاماً)، الذي استقدمه النادي من ألمانيا. الحارس الذي توّج مع فريقه بلقب كأس التحدّي، حافظ على نظافة شباكه مرتين في الدوري بمواجهة الشباب الغازية وطرابلس مقدّماً أداءً جيّداً خاصة في اللقاء الأول، قبل أن يدخل شباكه هدفين بمواجهة الأنصار، أوّلهما من ركلة جزاء.



أجانب «لقطة»
بعيداً عن المنتخب، لم يحتضن الدوري اللبناني في السنوات الأخيرة أسماءً أجنبية كتلك التي عاصرت الفترة الذهبية للكرة اللبنانية في بداية الألفية. آخر أهم اللاعبين كان التونسي إيهاب المساكني الذي لعب موسماً واحداً مع العهد، رغم أن الملاعب استضافت غيره من الأسماء المعروفة أيضاً، لكنّها لم تقدّم المردود عينه. لاعبان سرقا الأضواء خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، هما لاعب العهد البلغاري مارتن توشيف الذي يتصدّر ترتيب الهدافين بخمسة أهداف، ولاعب الأنصار التونسي حسام اللواتي، مُلاحقه بثلاثة أهداف. كَلا اللاعبان قدّما أداءً لافتاً في المباريات الأخيرة، رغم تعثّر «الأصفر» في الأسبوع الثاني وخسارة الأنصار خمس نقاط. ومن بين المهاجمين، يبدو أن النيجيري ايمانويل بيلو سينافس على لقب هدّاف البطولة، رغم أنه لم يسجّل سوى هدفين في أول ثلاث مباريات، لكّنه قدّم أداءً عالياً مع البقاع الرياضي، وغالباً يسير على خطى الغاني كوفي يبواه، الذي تفوّق على زملائه في الاجتماعي في الموسم ما قبل الماضي، حين سجّل 11 هدفاً رغم عجز فريقه عن تحقيق أكثر من ثماني نقاط طوال البطولة. حاله كحال مواطنه مهاجم الراسينغ ايمانويل اونييكا، صاحب الهدف والتمريرة الحاسمة بمواجهة العهد، إلى جانب البرازيلي كارلوس ألبرتو لاعب الاخاء الاهلي عاليه. مُهاجم آخر قدّم نفسه، هو العاجي كيكي جان كريستيان، الذي تعرفه الملاعب اللبنانية من مشاركته مع الشباب الغازية في الموسم الماضي في دوري الدرجة الثانية. وفي مراكز أخرى، يبرز لاعب وسط السلام زغرتا بو بكر مسالي ومتوسّط ميدان النجمة إدريسا نيانغ والمدافعين السوريين أحمد ديب وأحمد الصالح.