■ يكفي مشاهدة بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي لمعرفة من هو أوزيبيو دي فرانشيسكو مدرب نادي روما الإيطالي الحالي. على عكس ما حدث في السنة التي مضت، يمر فريق العاصمة الإيطالية روما اليوم بفترة «تخبط» ما بين نتائج وأداء سيئين. أسباب عدّة تجعل الفريق الذي وصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال، يبدأ بداية متواضعة جداً في الموسم الحالي. لعلّ أبرز هذه الأسباب، غياب نجوم الفريق الذين قدّموا موسماً مميزاً. نتحدّث هنا عن «المحارب» البلجيكي رادجا ناينغولان الذي انتقل إلى إنتر ميلانو، وحارس المرمى البرازيلي أليسون بيكير الذي بدوره أيضاً انتقل إلى ليفربول الإنكليزي. كما رحل لاعب خط الوسط الهولندي المميز كيفين ستروتمان، حيث أنه حطّ الرحال مع فريق الجنوب الفرنسي مارسيليا.المدرب دي فرانشيسكو حاول وإدارة النادي «التجاري» تدارك هذا الموقف ومحاولة تعويض الخسائر البشرية في الفريق. أكثر من 11 صفقة أبرمتها إدارة النادي العاصمي في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. ماذا يمكن لمدرّب شهد دخول 11 لاعباً جديداً إلى الفريق أن يفعل؟ يجب أن يعطى المدرب فترة من الوقت لكي يعرف ويستقر على التوليفة والتشكيلة المناسبة. النتائج الإيجابية الموسم الماضي هي ما يجعل الـ«رومانيستا» يجددون الثقة بأوزيبيو. فأن يخرج برشلونة ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي من الدور ربع النهائي ليس بالأمر السهل. خصوصاً بعد أن تأخر الفريق الإيطالي في مباراة الذهاب بنتيجة (4-1)، إلاّ أنهم وبفضل تعليمات مدربهم، تمكّنوا من تسجيل ثلاثة أهداف حسموا من خلالها المباراة لصالحهم. وها هم اليوم، يستمرّون بتقديم الأداء الجميل في البطولة الأوروبية، حيث حقق نادي العاصمة انتصاره الأول في دوري الأبطال، بعد أن اكتسح الفريق التشيكي فكتوريا بلزن بخماسية نظيفة في الأولمبيكو.
ولد أوزيبيو دي فرانشيسكو في الثامن من سبتمبر/أيلول 1969 في مدينة بيسكارا. عمل كمدرب لفريق منطقته بيسكارا في دوري الدرجة الثانية موسم 2010-2011، حيث قاد الفريق إلى موسم مميز. للمدرب صاحب النظارات تاريخ جيّد مع فريق ساسولو الإيطالي، فقد أنهى الفريق في موسم 2015ـ2016 الدوري الإيطالي في المركز السادس. والمركز السادس لفريق كساسولو يعتبر أمراً غير متوقّع ويجب الإشادة بدي فرانشيسكو لقدرته على تحقيق إنجاز كهذا. أحرز الفريق مكاناً في الدور التأهيلي الثالث للدوري الأوروبي (يوروباليغ) في موسم 2015-2016. في الموسم التالي، تمكّن ساسولو من المشاركة في مباريات الدوري الأوروبي تحت قيادة المدرب دي فرانشيسكو، لكن في النهاية كانت مرحلة المجموعات هي أكبر إنجاز للفريق في البطولة الأوروبية.
أنهى دي فراشيسكو الموسم الماضي من الدوري مع فريقه روما في المركز الثالث خلف الثنائي نابولي ويوفنتوس. مركز يعتبر جيداً بالنسبة إلى فريق روما الذي لم يكن من بين الفرق التي كان يتوقّع لها المراقبون أن تحقق نجاحاً كبيراً خصوصاً بعد ما حققه فريق العاصمة في بطولة دوري الأبطال. حتى أن النادي خسر المباراة النصف نهائية أمام ليفربول الإنكليزي في اللحظات الأخيرة، وهذا يدل على أن المدرب زرع في اللاعبين صفة عدم الاستسلام. قبل بداية هذا الموسم أبرم النادي صفقات مهمة، فوقع مع كل من جاستن كلويفرت وخافيير باستوري وستيفين نزونزي، وهي صفقات من الطبيعي أن تعطي الإضافة للفريق، ولكن هؤلاء اللاعبين يحتاجون للوقت ليتأقلموا مع مدربهم الجديد الذي لطالما كان ناجحاً. فعلينا الانتظار، ليستقر المدرب الذي سمّاه والده على اسم معشوقه النجم البرتغالي السابق أوزيبيو، ومن بعدها نبدأ بالحكم عمّا إذا كان موسم الأبطال صدفة أم لا.